الأمن الغذائي في سريلانكا مُهدد بالحرب الإيرانية الإسرائيلية

غذاء ومناخ

تهدد الحرب بين إيران وإسرائيل الأمن الغذائي في سريلانكا، إذ ستؤثر سلبًا في  صادراتها ووارداتها، وقد تُقلل بشكل حاد من تحويلات العاملين في الخارج، وفقًا لرؤية خبير اقتصادي.

وقبل نحو 6 سنوات، أعلنت سريلانكا إفلاسها بعد تخلفها عن سداد ديون بقيمة 46 مليار دولار. وقد استُنفدت احتياطياتها من النقد الأجنبي لدرجة أنها عجزت عن استيراد المواد الغذائية الأساسية.

وأبرمت الحكومة اتفاقًا مع صندوق النقد الدولي، فرضت بموجبه سياسة تقشفية قاسية؛ نجم عنها ضغوطًا هائلة على مواطنيها.

وكتب نيمال ساندراتني، من منظمة “ضرورات التنمية الاقتصادية”، مقالًا، قال فيه: “قد ترتفع تكلفة واردات البلاد الأساسية بشكل حاد، وقد تنخفض صادرات السلع بشكل كبير، وقد تهبط التحويلات المالية الواردة من دول غرب آسيا بشدة، وقد تتأثر عائدات السياحة من الدول الغربية بشكل خاص سلبًا في حال تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران”.

وأضاف أنه قد يتأثر الأمن الغذائي في سريلانكا سلبًا بارتفاع تكاليف الشحن وانقطاعاته، نظرًا لاستيراد البلاد مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأغذية الأساسية. ووفقًا للمقال الذي اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“، فإن ارتفاع أسعار استيراد الأغذية سيُشكل ضغطًا على الميزان التجاري وميزان المدفوعات.

ودخلت الحرب الإيرانية الإسرائيلية مرحلة جديدة، اليوم الأحد 22 يونيو/حزيران 2025، حيث شاركت أميركا في توجيه ضربات لمواقع نووية في طهران.

شاي سريلانكا

وفقًا لنيمال ساندراتني، من منظمة “ضرورات التنمية الاقتصادية”، فإن صادرات سريلانكا، التي تواجه حاليًا تهديدات جسيمة بسبب الرسوم الجمركية الأميركية، قد تتأثر سلبًا بارتفاع تكاليف النقل وصعوبات الشحن أيضًا بسبب الحرب بين إيران وإسرائيل.

وقال: “صادرات الشاي إلى غرب آسيا، والتي تُشكل نسبة كبيرة من صادراتنا، قد تتأثر سلبًا بالأوضاع غير المستقرة في المنطقة. ومع ذلك، يُعد الشاي حاجة أساسية لدول غرب آسيا، ما يجعل من الصعب تصور انخفاض استهلاكه”.

وسيكون ضمان شحنات الشاي إلى غرب آسيا في مصلحة مشتركة لدول غرب آسيا المستهلكة للشاي واقتصاد سريلانكا.

وأفادت وسائل الإعلام الرسمية في يناير/كانون الثاني الماضي، أن سريلانكا حققت إيرادات بلغت 1.43 مليار دولارًا من صادرات الشاي في عام 2024، بزيادة تجاوزت 9% على أساس سنوي.

وأفادت وسائل الإعلام الرسمية أن سريلانكا صدّرت 245.79 مليون كيلوغرام من الشاي في عام 2024، بزيادة عن 241.91 مليون كيلوغرام في عام 2023، مضيفةً أن متوسط ​​إيرادات البلاد بلغ 5.84 دولار لكل كيلوغرام من الشاي المُصدّر في عام 2024.

ويُعد الشاي أحد أهم مصادر الدخل الأجنبي لسريلانكا. ووفقًا لتقارير محلية، كان العراق هو المستورد الأول لشاي سريلانكا، يليه روسيا ثم الإمارات، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).

الأمن الغذائي في سريلانكا يواجه تهديدات أخرى

واصل نيمال ساندراتني، من منظمة “ضرورات التنمية الاقتصادية”، استعراض أسباب التأثير المحتمل للحرب الإيرانية الإسرائيلية على الأمن الغذائي في سريلانكا، مشيرًا إلى أن انخفاض تحويلات العاملين في الخارج، إذ يُعدّ أحد أهم العوامل.

وقال: “قد يكون التأثير الأخطر للصراع الحالي في غرب آسيا هو تأثيره في تحويلات العاملين في الخارج، أي قوة مواردنا المالية الخارجية. ويأتي نحو نصف تحويلاتنا من دول غرب آسيا. ويمكن أن يؤدي الانخفاض الحاد في هذه التحويلات بسبب عودة عمالنا من غرب آسيا إلى تآكل مواردنا المالية الخارجية بشكل كبير”.

والحل هو أن نبحث عن دول أخرى لإرسال عمالنا لتعزيز تحويلاتنا، قال الكاتب.

وأضاف أنه يمكن الحد من الخطر المحيط بتحويلات العاملين في الخارج، من خلال بحث العمال عن عمل في دول مثل كوريا الجنوبية وماليزيا وهونغ كونغ وسنغافورة وأستراليا ونيوزيلندا وبريطانيا.

ويُعد اكتساب المهارات اللازمة وإتقان اللغة شرطين أساسيين لمثل هذه الوظائف. ومن المرجح أن تتأثر أيضًا السياحة، وهي القوة الرئيسة الأخرى في مواردنا المالية الخارجية، سلبًا.

 ومن المرجح أن تُثني المخاوف الأمنية وارتفاع تكاليف السفر الجوي السياح القادمين من الدول الغربية. ولحسن الحظ، يأتي معظم السياح من الهند والصين. ومن المرجح أن يزداد عدد السياح القادمين من هذه الدول الآسيوية نظرًا لانعدام الأمن في السفر إلى الدول الغربية وارتفاع أسعار تذاكر الطيران.

ويُشكل انتشار حمى شيكونغونيا والأمراض المعدية الأخرى تهديدًا آخر لسياحتنا. وقد تُمثل هذه مشكلة مستعصية. ومن المتوقع أن تتراجع الأمراض المنتشرة حاليًا بحلول سبتمبر/أيلول المقبل.

وبلغت الحرب الحالية بين إسرائيل وإيران ذروتها، حيث يُنذر خطر وشيك بحدوث انفجار نووي. ويمثل هذا تهديدًا خطيرًا للعالم، ويجب احتواؤه من خلال إجراءات دولية حازمة.

وسيكون لوقف إطلاق النار فائدة كبيرة للاقتصاد السريلانكي، الذي قد يتضرر بشدة من توسع نطاق الحرب. ومع ذلك، من الحكمة اتخاذ تدابير من شأنها أن تقلل من أثر ضعف الموارد المالية الخارجية، بالإضافة إلى تجنب تهديد الأمن الغذائي في سريلانكا، وفق مقال الخبير الاقتصادي في موقع “ذا صنداي تايمز”.