نقص الغذاء.. أزمة تتوسع بسبب الحرب الإيرانية الإسرائيلية

غذاء ومناخ

ما بين طوابير شراء الخبز في إيران إلى مطاعم إسرائيل الخالية، تبرز أزمة نقص الغذاء المحتملة كأكبر تهديد يخشاه الحكام والشعوب عند اندلاع أي صراع.

وقد أصبحت الصراعات الخطر الأكبر الذي يهدد الأمن الغذائي، ويفرز مزيد من الجوعى في العالم، وفق تقارير أممية عديدة.

رصد تقرير مصور فيديو من إيران طوابير من المواطنين المصطفين لشراء الخبز، في مشهد وصفه الصحفي بأنه غير مُعتاد، بينما استعرض تقرير من إسرائيل يظهر صاحب مطعم خالي من الزوار، يتحدث عن الذهاب إلى ملجأ لأن أكثر ما يهمه سلامته.

غير أن المشهد في غزة يبدو أكثر وحشية، إذ يذهب الجوعى ضحية البحث عن لقمة لوضعها في معدة فارغة قد تكون منذ أيام.

وكانت أحدث الجرائم قبل أيام، حيث قُتل 8 فلسطينيين على الأقل وجُرح العشرات يوم الأحد الماضي في إطلاق نار قرب نقاط توزيع المساعدات الغذائية في القطاع، فيما وصف السكان تصعيدًا للهجمات الإسرائيلية على خلفية الحرب الجديدة مع إيران.

ورغم أن إسرائيل صرّحت بأن غزة مسرح عمليات ثانوي لإيران، أفاد الفلسطينيون باستمرار أعمال عنف خطيرة، بما في ذلك إطلاق نار حول نقاط توزيع المساعدات المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، وهناك مخاوف من تحول الاهتمام العالمي عن غزة، بحسب تقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.

كما حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، من أن ريف أوكرانيا يحتاج إلى دعم فوري لزراعة وإنتاج الغذاء في ظل الحرب المتواصلة مع روسيا.

مخاوف نقص الغذاء

يكشف مشهد المطاعم الخالية يوم الجمعة ترقبا لضربات إيران بعد تحذير السلطات، وطوابير الخبز في ايران في اليوم الخامس للحرب أمس، عن الخوف من نقص الغذاء أو  تأثر بالفعل بانطلاق الصراع.

ودخل الصراع واسع النطاق بين إسرائيل وإيران يومه السادس، اليوم الأربعاء 18 يونيو/حزيران 2025. ويزعم سلاح الجو الإسرائيلي أنه حقق تفوقًا جويًا كاملًا فوق العاصمة الإيرانية ويواصل ضرب أهداف عسكرية. ردًا على ذلك، شنت إيران هجومًا صاروخيًا مضادًا غير مسبوق.

وقدم مراسل شبكة تلفزيون الصين الدولية، كميل سهيلي، تقريرًا من شوارع مشهد، ثاني أكبر مدينة في إيران، يصور الحياة اليومية وسط الاضطرابات. ويعكس نقص الغذاء إذ يظهر العديد من السكان وهم يصطفون للحصول على الخبز.

بينما كانت شوارع تل أبيب هادئة صباح الجمعة، حتى مع تحذير قادة البلاد الجمهور من الرد الإيراني بعد أن شنت إسرائيل هجومًا واسع النطاق على إيران.

إمرأة في غزة تحمل وجبة صغيرة وسط آثار الدمار الناجم عن الصراع في القطاع – الصورة من الفاو

وأغلق الجيش المدارس في جميع أنحاء البلاد وحظر التجمعات العامة، وألغى مسيرة فخر تل أبيب السنوية، التي تجذب عادةً عشرات الآلاف من المحتفلين إلى المدينة.

وقال أوري، البالغ من العمر 31 عامًا، وهو يجلس على مقعد خارج سوبر ماركت، متسائلًا عما إذا كان سيفتح مطعمه أم سيضطر إلى التخلص من طعام اليوم: “لقد مررنا بهذا السيناريو مرتين من قبل”.

وعندما سُئل عما إذا كان لديه أي مخاوف بشأن سلامته، وفقًا لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، قال: “لا يهمني حقًا. سأذهب إلى ملجأ وسأكون بخير”.

ويوم الأحد، وقعت أحدث عمليات قتل للفلسطينيين بالقرب من مراكز توزيع المساعدات التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية ، في الوقت الذي حذر فيه توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، من عمليات المؤسسة.

وقال: “يجب ألا يُقابل الجوع بالرصاص أبدًا. يجب السماح للعاملين في المجال الإنساني بأداء عملهم. يجب أن تصل المساعدات المنقذة للحياة إلى المحتاجين، بما يتماشى مع المبادئ الإنسانية”.

وأضاف: “بدون وصول فوري وواسع النطاق إلى وسائل البقاء الأساسية، فإننا نخاطر بالانزلاق إلى المجاعة، والمزيد من الفوضى، وفقدان المزيد من الأرواح”.

وفي الحادث الأخير، قال فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار عند الفجر تقريبًا باتجاه حشود من الفلسطينيين المتجهين إلى موقعين للمساعدات في رفح. تأتي الهجمات على غزة في وقت يتزايد فيه القلق من نسيان المنطقة، وفق “الغارديان”.

الصراع الأخطر على الغذاء

حذر تقرير أممي أمس الأول،  من أن سكان 5 بؤر ساخنة للجوع حول العالم يواجهون مستويات مرتفعة للغاية من الجوع وخطر الموت جوعًا في الأشهر المقبلة، ما لم تُتخذ إجراءات إنسانية عاجلة وجهود دولية منسقة لتهدئة النزاعات، ووقف النزوح، وتكثيف الاستجابة الإنسانية الشاملة.

ويُظهر تقرير “بؤر الجوع الساخنة” أن السودان، وفلسطين، وجنوب السودان، وهايتي، ومالي هي بؤر تستدعي أعلى درجات القلق، حيث تواجه مجتمعاتها بالفعل مجاعة أو خطر المجاعة أو مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بسبب تصاعد النزاعات أو استمرارها، والصدمات الاقتصادية، والكوارث الطبيعية.

وتتفاقم هذه الأزمات المدمرة بسبب تزايد القيود على وصول المساعدات والنقص الحاد في التمويل.

ويُعد التقرير الذي يصدر مرتين سنويا بمثابة تحليل استباقي وإنذارا مبكر لتدهور الأزمات الغذائية خلال الأشهر الخمسة المقبلة، وهو يصدر عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي.

جزء من دمار حرب إسرائيل وإيران – الصورة من سي إن إن

وأشار تقرير أممي آخر، الشهر الماضي، إلى أن الصراع السبب الرئيس للجوع، إذ أثر في ما يقارب من 140 مليون شخص في 20 دولة عام 2024، بما في ذلك مناطق تواجه مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي في غزة وجنوب السودان وهايتي ومالي. كما دفعت مشكلات  التضخم وانخفاض قيمة العملة،  59.4 مليون شخص إلى أزمة غذائية في 15 دولة – وهو ما يقارب من ضعف المستويات التي شوهدت قبل جائحة “كوفيد-19” – بما في ذلك سوريا واليمن. بينما أدى الطقس المتطرف، خاصة الجفاف والفيضانات الناجمة عن ظاهرة النينيو، إلى دفع 18 دولة إلى أزمة، ما أثر في أكثر من 96 مليون شخص، وخاصة في جنوب أفريقيا وجنوب آسيا والقرن الأفريقي. 

اقرأ أيضاً

  • أبريل 15, 2025
  • 16 views
5 أشياء يجب معرفتها عن أزمة الأمن الغذائي في السودان

غذاء ومناخ بعد عامين من بدء النزاع، هناك 5 أشياء يجب معرفتها عن أزمة الأمن الغذائي في السودان؛ وفقًا للبيان الذي تلقته منصة “غذاء ومناخ” من منظمة الأغذية والزراعة للأمم…

Read more

  • مارس 26, 2025
  • 27 views
تقرير: وقف خسارة الموارد الوراثية ضرورة لدعم نظم الأغذية الزراعية

غذاء ومناخ تفاقم انتشار الجوع وسوء التغذية والفقر عالميًا بسبب فقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ وتدهور الأراضي والنزاعات، لذلك تبرز الحاجة الملحة لوقف خسارة الموارد الوراثية التي تدعم نظم الأغذية…

Read more

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *