
غذاء ومناخ
حكت وزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد قصة، لعرض جانب من مخاطر البلاستيك على البيئة والإنسان والحيوان وسبل العيش، وذلك خلال إطلاق حملة التوعية بمخاطر البلاستيك أحادي الاستخدام في مصر، وكانت عن الأغنام التي يربيها الرعاة في صحراء القلعان النافقة بدون أسباب واضحة، وعند البحث، وُجد في معدتها أكياس بلاستيك.
أُطلقت حملة التوعية بمخاطر البلاستيك أحادي الاستخدام في مصر، اليوم الأحد 1 يونيو/حزيران 2025، تحت عنوان “قلّلها”، والتي تستهدف الحد من استعمال هذا النوع، والاعتماد على البلاستيك متعدد الاستعمال.
حملة التوعية، مولتها حكومة اليابان، ونفذتها منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، بمشاركة وزارة البيئة.
أضافت فؤاد أن رئيس الدولة عبدالفتاح السيسي، اعتمد الاستراتيجية الوطنية للحد من استخدام البلاستيك في مصر قبل 5 سنوات، إيمانًا منه بأهمية الحفاظ على البيئة، وهي المسألة التي تقع في قلب التنمية.
وتستمر حملة التوعية بمخاطر البلاستيك 3 أشهر، وتوقع ممثل اليونيدو – المكتب الإقليمي في مصر، الدكتور باتريك جان جيلابرت، في حديثه لمنصة “غذاء ومناخ“، على هامش المؤتمر، أن تسهم الحملة في زيادة وعي المستهلكين، لكنه يرى أن الوصول إلى قرار خفض استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام في مصر من قبل المستهلكين، قد يستغرق عدة سنوات كما حدث في أوروبا.
وقال إن البدء سريعًا مهم، وأن إجراءات صغيرة متعددة، قد تسهم في تغيير كبير في النهاية.
ويرى إن شراء الأكياس البلاستيك متعدد الاستخدام قد يكون دافعًا للتغيير. ويدفع المستهلك تكلفة الأكياس متعددة الاستخدام.
ولا تقل منسقة المشروع الوطني في (اليونيدو)، إيمان عبد المحسن شعبان، تفاؤلًا عن جيلابرت، إذ تتوقع أيضًا تأثيرًا إيجابيًا في سلوك المستهلك المصري، وفق ما قالته لمنصة “غذاء ومناخ” ، على هامش المؤتمر.
أضافت أن هذه حملة توعية وليس فيها شيئًا إلزاميًا، وهناك بعض الناس لديهم الرغبة في تقليل البلاستيك لكن ليس لديهم الوعي، والحملة تعطيهم المعلومات.
وتوقعت عبدالمحسن أن يقل الاعتماد على البلاستيك أحادي الاستخدام في مصر، ويزيد الطلب على الاكياس القماش أو متكررة الاستخدام.
وأشارت إلى أنه سيجري تقييم الحملة بعد انتهاء المدة، “وربما ننظر في الأمر إذا وجدنا أننا نحتاج حملة جديدة”.

الانتقال الأخضر العادل
قالت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، خلال مؤتمر إطلاق حملة التوعية بمخاطر البلاستيك أحادي الاستخدام في مصر، اليوم في القاهرة: “إننا نستهدف في رحلة البلاستيك تحقيق الانتقال الأخضر العادل، لأن هناك عدد كبير من مصانع البلاستيك، ونحن لا نتحدث عن منع تام، لكن نسير خطوات للتقليل، شاركنا فيها المصنعين والخبراء ومنظمات المجتمع المدني. ولا نستطيع القضاء على البلاستيك، لكن العالم يتجه للحد منه، وأوروبا فرضت رسوم استيراد، كما منعته كينيا ورواندا، وهناك اتفاقية دولية سيجري توقيعها مع نهاية العام الجاري”.
وتنعقد جولة جديدة من المفاوضات والمناقشات، خلال أغسطس/آب المقبل، لأعضاء الاتفاقية الدولية للبلاستيك، والتي تقف في طريق اكتمالها الدول المنتجة للبتروكيماويات، وفي مقدمتها السعودية وروسيا.
بدأ برنامج الأمم المتحدة للبيئة العمل على المعاهدة عام 2022، بغرض الوصول إلى إلزام قانوني دولي لمعالجة تلوث البلاستيك والإدارة غير المسؤولة للنفايات البلاستيكية، إضافة إلى تحسين إنتاج وتصميم البلاستيك.
واتفق مندوبو الدول المشاركة في المفاوضات على جدول زمني مُعجّل لدخول المعاهدة حيز التطبيق، خلال وقت مبكر من العام الجاري (2025).
قلق المصنعين من حملة البلاستيك أحادي الاستخدام في مصر
رغم حرص وزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، خلال مؤتمر إطلاق حملة “قلّلها” لخفض الاعتماد على البلاستيك أحادي الاستخدام في مصر، على التنويه عن مشاركة ممثلي الصناعة في المؤتمر، ما يشير إلى قبول حملة التوعية، بعد إعلانهم رفض الحملة، خلال اجتماع سابق، كتبت عنه منصة “غذاء ومناخ”، وكان هذا الرفض سببًا في تعديل اسم الحملة من “عدّلها” إلى “قلّلها”، وتأخير إطلاقها لنحو 3 أشهر تقريبًا، إلا أن رئيس غرفة الصناعات الكيماوية، الدكتور شريف الجبلي، أكد على واقعية مخاوف المصنعين، ورد على تساؤل بهذا الشأن لمنصة “غذاء ومناخ”، على هامش المؤتمر، قائلًا: “طبعًا حقهم يخافوا على نشاطهم، فهذه المصانع تصدر منتجات بنحو 1.2 مليار دولار سنويًا، وهذا رقم ضخم”.
من جهته قال سفير اليابان فوق العادة والمفوض، فوميو إيو آي، إن بلاده خاضت تجربة مماثلة قبل 5 سنوات، ونجح زيادة الوعي بمخاطر البلاستيك أحادي الاستخدام، وتقليل الاستهلاك، إلى خفض كميات البلاستيك المستعملة إلى النصف.
وأضاف أن هذه الحمله في بلده أثرت إيجابيًا في سلوك المستهلكين.
وأشار السفير الياباني لـ “غذاء ومناخ” على هامش المؤتمر، أن بلده مول مشروع حملة التوعية في مصر بنحو 3.6 مليون دولار.

موضوعات ذات صلة:
حملة التخلص من البلاستيك أحادي الاستخدام في مصر تثير قلق المصنعين