شركة بريطانية تستخدم تحرير الجينات للحفاظ على زراعة بنجر السكر

غذاء ومناخ

تقود شركة “بريتيش شوغر” أول برنامج من نوعه للبحث والتطوير الزراعي في قطاع صناعة السكر باستخدام تقنية تحرير الجينات (تحرير الجينات)، بهدف ضمان الأمن الغذائي والحفاظ على زراعة بنجر السكر في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وفقًا لتقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.

وبشراكة مع مركز جون إينيس (جيه آي سي)، المعهد العالمي الرائد في علوم النبات، وشركة “تروبيك بيوساينسز”، دُعم هذا المشروع البحثي، الذي تبلغ تكلفته ملايين الجنيهات الإسترلينية، بتمويل حكومي قدره 660 ألف جنيه إسترليني، لتعزيز أبحاثه حول كيفية استخدام تحرير الجينات لصالح محصول بنجر السكر البريطاني.

ولتقنية تحرير الجينات إمكاناتٌ لإحداث آثار إيجابية في جميع أنحاء العالم، ما يُقرّب قطاع الأغذية من مستقبل أكثر استدامة، ويُقدّم حلاً آمنًا لحماية المزارع المحلية للأجيال القادمة.

تطور الزراعة لمواجهة تغير المناخ

قال مدير الزراعة في شركة بريتيش شوغر، دان غرين: “إن الأهمية الحاسمة لتوفير غذاء مغذٍّ وبأسعار معقولة ومتوفر تُمثل قضيةً تؤثر فينا جميعًا. ويشجعنا أن نرى المستهلكين يُدركون إمكانات التكنولوجيا والابتكار، ودورهما في الزراعة والغذاء للمستقبل”.

وأضاف: “لطالما كان على الزراعة أن تتطور لتلبية احتياجات مواجهة تغير المناخ والنظم البيئية وتوقعات الجمهور، ويُمثل تحرير الجينات التطور التالي للمستقبل. سيساعد هذا التطور المزارعين البريطانيين على مواجهة آثار تغير المناخ من خلال إنتاج محاصيل أقوى وأكثر مقاومة للأمراض، وتقليل استخدام المبيدات الحشرية، وتحسين المحاصيل، وضمان قدر أكبر من الأمن الغذائي للمزارعين والمستهلكين على حد سواء”.

وتابع: “هذه هي الخطوة التالية الحاسمة للمملكة المتحدة كدولة رائدة عالميًا في تطوير البحوث والتكنولوجيا والابتكار الزراعي، وتأتي بعد إرث طويل من الإنجازات التي ساعدت في حماية محاصيلنا، والحفاظ على أسعار عادلة للغذاء، وتأمين الزراعة البريطانية للمستقبل.”

تحرير الجينات يساعد على زيادة المحاصيل – الصورة من ذا ساينتست

قال قائد برنامج بناء متانة المحاصيل (بريك) في مركز جون إينيس: “تعتمد مرونة إمدادات الغذاء في المملكة المتحدة على قدرة مزارعينا على زراعة محاصيلهم بشكل مستدام وموثوق. يُطلق التحرير الجيني العنان للابتكار الزراعي، ما يُسرّع تطوير أصناف جديدة من المحاصيل ذات غلة أعلى ومقاومة مُحسّنة للآفات والأمراض، كما يُمكّن المزارعين من الحد من الأثر البيئي لممارساتهم الزراعية”.

جيل (زد) يؤيد تحرير الجينات

أظهر استطلاع حديث أجرته شركة “بريتيش شوغر” أن جيل (زد) يقود الدعوة لاستخدام تحرير الجينات، حيث أيد هذه التقنية 80% منهم.

وترى جميع الفئات العمرية أن الاستدامة هي الحافز الرئيس، حيث أشار 44% إلى أن الالتزام بالبيئة سبب رئيس لدعم استخدام تقنية تحرير الجينات. ومن خلال تحسين كفاءة المحاصيل، وتقليل استخدام المياه والأسمدة، لا يعزز تحرير الجينات ممارسات الزراعة المستدامة فحسب، بل يقلل أيضًا من الانبعاثات.

وتُعد القدرة على تحمل التكاليف حافزًا رئيسًا آخر، حيث أكد 50% أن ارتفاع أسعار الغذاء في السنوات الأخيرة عامل رئيس. يقلل تحرير الجينات من أمراض المحاصيل، ما يساعد بدوره على زيادة وضمان إمدادات الغذاء بالبلاد، ما يتيح إمكانية استقرار الأسعار للمستهلكين، ويدعم الزراعة على المدى الطويل وإمكانية الحصول على الغذاء.

وعلى الرغم من هذه المزايا، لا تزال هناك مفاهيم خاطئة تُوجد انقسامًا بين القضايا الأخلاقية (38%) والقضايا الصحية (34%). وعلى عكس التعديل الجيني، لا تُدمج أي جينات جديدة من أنواع أخرى في النبات أثناء عملية التحرير الجيني.

ووفق شركة “بريتش شوغر”، فإنه ابتكار آمن ومدعوم علميًا، ويدعمه رواد الزراعة.

وتحرير الجينوم (ويُسمى أيضًا تحرير الجينات) هو مجموعة من التقنيات التي تُمكّن العلماء من تغيير الحمض النووي للكائن الحي. وتسمح هذه التقنيات بإضافة أو إزالة أو تعديل المادة الوراثية في مواقع محددة من الجينوم.

كريسبر-كاس9 من أشهر تقنيات تحرير الجينات – الصورة من يور جينوم

وقد طُوّرت عدة مناهج لتحرير الجينوم. ومن أشهرها تقنية كريسبر-كاس9، وهي اختصار لعبارة “التكرارات القصيرة المتناظرة المتجمعة بانتظام” و”البروتين 9 المرتبط بكريسبر”. وقد أثار نظام كريسبر-كاس9 حماسًا كبيرًا في الأوساط العلمية لكونه أسرع وأرخص وأكثر دقة وكفاءة من طرق تحرير الجينات الأخرى.

وطُور كريسبر-كاس9 من نظام تحرير جينوم طبيعي تستخدمه البكتيريا كدفاع مناعي. عند إصابتها بالفيروسات، تلتقط البكتيريا قطعًا صغيرة من الحمض النووي للفيروسات وتُدخلها في حمضها النووي الخاص بنمط مُحدد لتكوين أجزاء تُعرف باسم مصفوفات كريسبر.

وتسمح مصفوفات كريسبر للبكتيريا بـ”تذكر” الفيروسات (أو الفيروسات وثيقة الصلة بها). إذا هاجمت الفيروسات مرة أخرى، تُنتج البكتيريا أجزاءً من الحمض النووي الريبوزي (RNA) من مصفوفات كريسبر، والتي تتعرف على مناطق محددة من الحمض النووي للفيروسات وتلتصق بها. ثم تستخدم البكتيريا إنزيم كاس 9 أو إنزيمًا مشابهًا لقطع الحمض النووي، مما يُعطل الفيروس، وفق الموقع الإلكتروني الأميركي الحكومي “ميديا لاين بلاس“.

موضوعات ذات صلة

  • يونيو 3, 2025
  • 34 views
نصيب صادرات الغذاء السويدية من تمويل مؤسسة دعم التجارة 1% فقط في 2024 (خاص)

غذاء ومناخ لم تتجاوز نسبة تمويل صادرات الغذاء السويدية من مؤسسة دعم التجارة والصادرات السويدية (إس إي كيه)، الـ 1% العام الماضي (2024)، بسبب طبيعة تلك السلع سريعة التلف، وفق…

Read more

  • يونيو 1, 2025
  • 29 views
البلاستيك أحادي الاستخدام في مصر.. حملة تنطلق بقصة الأغنام النافقة في الصحراء

غذاء ومناخ حكت وزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد قصة، لعرض جانب من مخاطر البلاستيك على البيئة والإنسان والحيوان وسبل العيش، وذلك خلال إطلاق حملة التوعية بمخاطر  البلاستيك أحادي الاستخدام في…

Read more

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *