غذاء ومناخ
حصلت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم الأربعاء 7 مايو/أيار 2025، على جائزة تقديرًا لجهودها المتواصلة لمساعدة زيمبابوي على تحسين بيانات إنتاج المحاصيل.
وفازت الفاو بجائزة الوكالة الراعية لأهداف التنمية المستدامة (SDG) في حفل توزيع جوائز GEO السنوي السابع، الذي يُكرّم الإنتاجية والابتكار والحداثة والجهود النموذجية في استخدام بيانات رصد الأرض لدعم التنمية المستدامة.
ونُظِّمت الجوائز من قِبَل مبادرة رصد الأرض من أجل أهداف التنمية المستدامة (وهي مبادرة EO4SDG تحت رعاية مجموعة رصد الأرض (GEO)، وهي شراكة تضم أكثر من 100 حكومة وطنية، وعددًا أكبر من المنظمات المشاركة، التي تُمثِّل الباحثين ومُقدِّمي البيانات والشركات. تُنسِّق مجموعة رصد الأرض “مجموعة من الأنظمة” تضم أكثر من 400 مليون مورد بيانات مفتوح من مجموعة مُقدِّمي البيانات، بما في ذلك وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية، إضافة إلى جهات تجارية، وفقًا لبيان تلقَّته منصة “غذاء ومناخ“.
نظام وطني لرصد المحاصيل في زيمبابوي
ساعدت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) حكومة زيمبابوي على إنشاء نظام وطني لرصد المحاصيل بمساعدة رصد الأرض، وذلك لإنتاج إحصاءات زراعية وطنية رسمية عن المساحة والمحصول، إضافة إلى نمذجة الجفاف والفيضانات.
وصرح مسؤول رصد الأرض للإحصاءات في منظمة الأغذية والزراعة، لورينزو دي سيموني: “تُعَدُّ هذه المبادرة مُتعدِّدة الجوانب نموذجًا للدمج المُستدام لرصد الأرض في النظم الإحصائية الوطنية، ما يُسهم بشكل مُباشر في مؤشرات أهداف التنمية المستدامة وفي تعزيز مرونة القطاع الزراعي في زيمبابوي”.
وكانت هذه المبادرة جزءًا من برنامج FAO-EOSTAT الجاري تنفيذه، والذي أُطلق عام 2019، وتوسّع ليشمل أكثر من 21 دولة.
يُساعد هذا البرنامج أعضاء المنظمة على استخدام أحدث التقنيات لإنتاج خرائط موسمية لأنواع المحاصيل وخرائط سنوية للغطاء الأرضي، تتميز بأنها موحدة ودقيقة ومعتمدة، ودمج بيانات وأدوات رصد الأرض في إنتاج إحصاءات الغطاء الأرضي واستخدام الأراضي.
المشروع
أُطلق مشروع EOSTAT-زيمبابوي، بدعم من البنك الدولي، عام 2023 لتفعيل استخدام بيانات رصد الأرض في رصد الزراعة، وتخطيط الأمن الغذائي، والحد من مخاطر الكوارث، وتقييم آثار المخاطر المناخية.
وقد أنتج المشروع بالفعل أول خريطة وطنية للقمح الشتوي في زيمبابوي، تغطي 28 مقاطعة، بدقة إجمالية تبلغ 95%، ودقة تصنيف القمح بنسبة 96%.
كما أدى ذلك إلى إنتاج أول خريطة وطنية لأنواع المحاصيل الصيفية، مصنفةً 14 محصولًا رئيسًا بدقة إجمالية بلغت 77%، باستخدام نظام Sen4Stat وبيانات Sentinel-2.
كما أُطلق نظام عالي الدقة لرصد الجفاف، مُعاير لمحاصيل زيمبابوي ومناخها، مما يسمح بتقييم شدة الجفاف واتجاهاته الزمنية ميدانيًا.
ويجري حالياً تطوير نموذج أولي لنظام تسجيل المزارعين، يربط حدود قطع الأراضي الميدانية بالمسح الاجتماعي وبيانات أنواع المحاصيل، ما يُتيح تتبع الإنتاجية والإعانات وتأثيرات الحوافز الحكومية.
كما تم تفعيل أنظمة رصد الفيضانات والإجراءات الاستباقية، بدمجها مع برنامج الأغذية العالمي والمنصات الوطنية.
ويستعد معهد الإحصاء الوطني (زيمستات) لاعتماد إطار مسح وطني حديث الإنشاء وبروتوكول لجمع البيانات في الموقع لرسم خرائط أنواع المحاصيل. وقد تم تدريب أكثر من 25 خبيراً وطنياً في معهد زيمستات والوزارات الحكومية والهيئات الوطنية الأخرى.
تتيح هذه الأدوات تقييمات أقل تكلفة وأكثر دقة لمساحة المحاصيل وعوامل أخرى. وقد أسهم ماراثون وطني نُظم بالتعاون مع الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا في رقمنة أكثر من 200 ألف حقل محصول في 7 مقاطعات.
وتلتزم منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، الوكالة الأممية الراعية لـ 22 مؤشرًا من مؤشرات أهداف التنمية المستدامة، والوكالة المساهمة في خمسة مؤشرات أخرى، بالاستفادة من إمكانات التقنيات الرقمية لتحقيق أربعة أهداف أفضل: إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل للجميع، دون إغفال أحد.
