استهلاك اللحوم في أميركا يتزايد بعد عودة ترمب

غذاء ومناخ

ظهرت بعض الإشارات على تزايد استهلاك اللحوم في أميركا بعد عودة انتخاب الرئيس دونالد ترمب، وبدء مدة حكمه في يناير/كانون الثاني الماضي، ما يعني مزيد من الإضرار بالمناخ، حيث يتطلب الحد من انبعاثات غاز الميثان التقليل من استهلاك اللحوم.

وفقد هدف تقليل استهلاك اللحوم في أميركا جاذبيته. وقد أدى تضافر التحولات الثقافية والغذائية، التي عززتها عودة ترمب، المعروف بحبه للهامبرغر، إلى عودة اللحوم إلى صدارة قائمة الطعام الأميركي.

وليس فقط مؤيدو “لنجعل أميريكا عظيمة مرة أخرى” من يقاومون تناول الطعام النباتي. يبدو أن شريحة واسعة من الولايات المتحدة ترسل رسالة واضحة: لا ينبغي لأحد أن يشعر بالسوء حيال تناول اللحوم.

ويشعر الكثيرون بالارتياح لسماع ذلك. فعلى الرغم من كل الاهتمام بأسباب ضرورة تقليل استهلاك اللحوم، مثل تغير المناخ، أوالصحة، إضافة إلى رعاية الحيوان، إلا أن الأميركيين يواصلون استهلاك المزيد منها.

منذ عام 2014 إلى 2024، ارتفع استهلاك الفرد السنوي من اللحوم بنحو 28 رطلاً، أي ما يعادل نحو 100 صدر دجاجة.

وإحدى طرق فهم “مفارقة اللحوم” هذه، كما وصفها عالم الأخلاق بيتر سينجر، هي وجود خلل بين رغبة الناس في تناول الطعام، وطريقة تناولهم له فعليًا، فلسان حالهم يقول: “تُؤلمني فكرة الأبقار المُعذبة التي تُطلق قنابل الميثان في الغلاف الجوي، لكنني أُحب لحم بورترهاوس متوسط ​​النضج”، وفقًا لتقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.

أسباب انتعاش استهلاك اللحوم في أميركا

صورة تعبر عن مدى تأييد ترمب لاستهلاك اللحوم في أميركا – الصورة من بلوارك

هناك العديد من الأسباب المختلفة لهذه النهضة في استهلاك اللحوم في أميركا: فقد أصبحت الولايات المتحدة مهووسة باستهلاك المزيد من البروتين، وهي موضة عززتها الأعداد المتزايدة من الأشخاص الذين يتناولون أدوية GLP-1 ويبحثون عن أنظمة غذائية غنية بالبروتين.

وGLP-1 هي أدوية تُساعد على خفض مستويات السكر في الدم وتعزيز فقدان الوزن.

وبدا أن اللحوم النباتية في طريقها لأن تصبح عنصرًا أساسيًا في وجبات العشاء، إلا أن شعبيتها في تراجع مستمر بسبب المخاوف بشأن تكلفتها ومذاقها وفوائدها الصحية.

ولا يقتصر الإقبال على اللحوم على الرغبة في تناول الطعام الذي يحبه المستهلك، إذ تدعمه عدة عوامل مثل ما تمثله للتقاليد، والقوة، والهيمنة، والعضلات – وهي قيم يدافع عنها اليمين. (ولهذا السبب، تُستخدم عبارة “فتى الصويا” بشكل مهين لوصف الليبراليين ذوي النزعة الذكورية المحدودة). ولطالما سعى المحافظون إلى تحويل اللحوم إلى جبهة في الحروب الثقافية، حتى أنهم رددوا شعارات مثل أن الديمقراطيين “يريدون أن يسلبوا منكم البرغر”.

وفي العام الماضي، أصدر حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، حظرًا استباقيًا على بيع اللحوم المزروعة في المختبرات في ولايته، واصفًا إياها بأنها جزء من “خطة النخبة العالمية لإجبار العالم على تناول اللحوم المزروعة”.

وعززت إعادة انتخاب ترمب هذه القضية. ويُعد تزايد تناول اللحوم جزءًا من موجة أوسع من تأثير اليمين على الثقافة الأميركية.

أما التقاليد، أو على الأقل نسخة محددة منها، فقد برزت. ففي الأسبوع الماضي، أعلنت مجلة النيويوركر عن “انتقام مطاعم اللحوم الأميركية”، وهو ما يراه البعض إشارة إلى “استعادة النظام السليم”.

والجهود المبذولة لإعادة ترسيخ المعايير الجندرية التقليدية تُهيئ بيئةً مواتية لازدهار عادات الأكل القائمة على النوع الاجتماعي.

ولطالما تناول الرجال اللحوم أكثر من النساء؛ إذ لا يستهلك نصف لحوم البقر في البلاد سوى 12% من السكان، معظمهم من الرجال. تُظهر الأبحاث أن الرجال الذين يلتزمون بالمعايير الجندرية التقليدية (هو أن يكون دور المرأة في المنزل لرعاية الرجل والأطفال، على أن يقوم الرجل بإعالة الأسرة) يميلون إلى تناول المزيد من لحوم البقر والدجاج.

ترمب وماسك

إيلون ماسك – الصورة من ريديت

عيّن ترمب، عاشق الهامبرغر، إيلون ماسك، رجل الأعمال ومؤسس شركة السيارات الكهربائية تيسلا، عضوًا في حكومته. ولا يُخفي ماسك حبه وتشجيعه لاستهلاك اللحوم، ما يعني زيادة استهلاكها في أميركا.

في العام الماضي، ظهر ماسك في بودكاست جو روغان، وأشار إلى أن التأثيرات المناخية للحوم مُبالغ فيها: “يمكنك تناول ما تشاء من اللحوم”. روّج كلٌّ من ماسك وروغان لنظام “آكلي اللحوم” الغذائي المعتمد على اللحوم فقط. ويشجع مؤثرون آخرون على سلوكيات أكثر تطرفًا، مثل تناول خصيتي لحم البقر النيئة لزيادة هرمون التستوستيرون.

وينبع بعض الدعم الصريح لأسلوب الحياة المُعتمد على اللحوم ما يُسمى “المجال الذكوري”، وهي ثقافة فرعية يمينية على الإنترنت، تُعرف بتشجيع الرجال على طرق مُختلفة ليصبحوا أكثر رجولة.

 وتحظى هذه الثقافة بشعبية كبيرة بين الشباب الذين صوّتوا لترمب بأعداد كبيرة. قال تيموثي كولفيلد، الأستاذ بجامعة ألبرتا الذي يدرس اتجاهات صحة الرجال، إن صعود اللحوم “يتزامن مع صعود المؤثرين الذكوريين”.

ويدعو فيلم تاكر كارلسون الوثائقي “نهاية الرجال” الرجال إلى تناول لحوم الأعضاء والبيض النيء لرفع مستويات هرمون التستوستيرون لديهم، (لا وجود لأدلة علمية كافية تدعم هذا الرأي). هذا التقرير منشور في “ذا أتلانتيك“.

موضوعات ذات صلة

  • مايو 29, 2025
  • 16 views
مسؤول أوروبي: ضريبة الكربون صغيرة جدًا عند بدء التطبيق في 2026.. وميزة تنافسية للأسمدة المصرية

تطبق أوروبا ضريبة الكربون بدءًا من العام المقبل، ما قد ينعكس سلبًا على صادرات الأسمدة المصرية، وإنتاج كل دول شمال أفريقيا إلى دول التكتل، لكن مسؤول أوروبي، أكد في تصريحات…

Read more

  • مايو 28, 2025
  • 13 views
دراسة تأثر القطاع الزراعي في دول (آسيان) بتغير المناخ

غذاء ومناخ تدرس جامعة سنغافورة الوطنية (NUS) آثار تغير المناخ في القطاع الزراعي في دول (آسيان)، بهدف تعزيز الأمن الغذائي. وقالت وزيرة الاستدامة والبيئة، غريس فو، اليوم الأربعاء 28 مايو/أيار…

Read more

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *