
غذاء ومناخ
يتسبب هدر الطعام في إصدار 10% من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، التي تؤدي إلى تغير المناخ. لذلك يُعد خفض هذا الهدر ضروريًا للتعامل مع أزمة المناخ. وفي هذا الصدد نجحت 3 تطبيقات في كندا في إنقاذ آلاف الأطنان من الفواكه والخضروات واللحوم والأسماك ومنتجات الألبان من أن يكون مصيرها مكبات النفايات.
وتحدث انبعاثات هدر الطعام بسبب كل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن إنتاج ومعالجة ونقل هذا الطعام المهدر، إلى جانب غاز الميثان المسبب للاحتباس الحراري العالمي، والذي تطلقه تلك الأطعمة بعد تحللها في مكبات النفايات.
غير أن ما يثير التفاؤل، هو أن كل شخص بإمكانه المشاركة في مكافحة هدر الطعام، ومعه تغير المناخ؛ بدءًا من الطلاب الذين يتناولون الغداء في الكافيتريات إلى العائلات التي تشتري “منتجات قبيحة أو مضرة” عبر الإنترنت، خاصة أن هذا الأمر يسهم في توفير الأموال، وفق تقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.
توفير 73 ألف طن من الطعام
لا تتناول البشرية ثلث الطعام الذي تنتجه تقريبًا، ما يفاقم أزمة تغير المناخ، بسبب الانبعاثات الناجمة عن هدر الطعام، وتُبذل مجهودات كبيرة في أنحاء العالم لعمل ذلك، منها تعمل 3 تطبيقات في كندا.
وأول تلك التطبيقات هي “فلاش فوود”، وأطلقته شركة مقرها تورنتو، تتعاون مع عملاق البقالة الكندي “لوبلو”. ويتتبع التطبيق وزن الطعام الذي قمت بحفظه من القمامة بمرور الوقت، لكنه لا يتتبع وفورات الانبعاثات. وقال الرئيس التنفيذي للشركة، نيكولاس بيرترام، إن التطبيق وفر حوالي 73 ألف طن من الطعام منذ إطلاقه قبل 7 سنوات.
والتطبيق الثاني هو “فوود هيرو”، لشركة مقرها مونتريال، وهو يشبه السابق، لكن يتعاون مع سلسلة بقالة مختلفة وهي “صوبيز”. ويركز التطبيق على توفير اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان، “لأنها أكبر مصادر الانبعاثات”، كما أوضح مؤسس الشركة والرئيس التنفيذي لها، جوناثان ديفوي.

وبحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، فإن اللحوم وحدها تولد 20% من الانبعاثات العالمية من هدر الغذاء، على الرغم من أنها تشكل أقل من 5% من كميات الغذاء المهدر، لأن إنتاجها كثيف الانبعاثات.
وقال ديفوي إن المنتجات المباعة على موقع فود هيرو تُجمد قبل تاريخ صلاحيتها، ويمكن الاحتفاظ بها مجمدة لمدة تصل إلى 3 أشهر أخرى قبل طهيها وتناولها.
ومنذ إطلاق التطبيق قبل 6 سنوات، يُقدر أنه كان يوفر نحو 25 طنًا من النفايات لكل متجر سنويًا، وهو الآن ينقذ الطعام من نحو 1100 متجر في جميع أنحاء البلاد.
أكياس المفاجآت
يتعامل تطبيق آخر يدعى “توو غوود تو غو”، الدنماركي، الذي حصد شعبية واسعة في كندا مع مسألة هدر الطعام، من خلال عدم السماح للمتسوقين باختيار ما يشترونه، وبدلًا من ذلك، يقدم “أكياس مفاجآت” من العناصر الفائضة من محلات البقالة والمخابز والمطاعم مقابل 25 إلى 50% من تكلفة البيع بالتجزئة الأصلية.
وقالت المتحدثة باسم التطبيق، سارة سوتروف، إن الشركة تحسب تأثيرها بشكل أساسي من خلال عدد الوجبات التي جرى إنقاذها من القمامة – 8 ملايين في كندا منذ إطلاقها في عام 2021.
كما يقدر التطبيق الانبعاثات التي قد يولدها الطعام الموجود في كيس المفاجأة الخاص بك طوال دورة حياته بالكامل، من الحصاد إلى النقل إلى التخلص منه، مع مراعاة نوع الطعام.
وأضافت المؤسسة المشاركة لمختبر أنظمة الغذاء بجامعة سيمون فريزر، تامارا سوما، أن التطبيقات مثل هذه التي “تجعل” إنقاذ الطعام من خلال تتبع تأثيره المناخي المقدر يمكن أن تحفز العادات المستدامة بيئيًا.

لكنها حذرت من أنها يمكن أن تشجع الناس أيضًا على شراء أشياء لن يتمكنوا بالضرورة من تناولها في الوقت المناسب ودفع عبء هدر الطعام من الشركات إلى المستهلكين، الذين قد يكون لديهم خيارات أقل للتخلص من النفايات الصديقة للبيئة، وفق موقع “سي بي سي“.