
غذاء ومناخ
نصح بعض خبراء الصناعات الغذائية باستخدام غاز الأوزون في صناعة التمور المصرية، كونه يستطيع القضاء على أهم المشكلات التي تواجهها طبيعيًا وبدون تلوث كيميائي، وهي الحشرات.
وقال أستاذ الصناعات الغذائية بكلية الزراعة بمشتهر جامعة بنها، الدكتور أشرف مهدي شروبة، إن التقنيات الحديثة في التصنيع الغذائي وفي صناعة التمور مهمة جدًا، ومنها تقنية الأوزون. أوضح أن أكبر مشكلة تواجه الصناعات الغذائية هي الحشرات؛ والأوزن له تاثير مباشر علي معالجة المنتجات وأنه يتحلل بشكل طبيعي ومادة رخيصة، وصديقة للبيئة، ويمكن عمل وحدات أوزون بسهولة، وتُنتج في كل العالم.
جاء ذلك خلال ندوة عقدتها غرفة الصناعات الغذائية المصرية، باتحاد الصناعات المصرية تحت عنوان: “صناعة التمور بين الواقع والمأمول”، وفق بيان تلقته منصة “غذاء ومناخ” اليوم الأربعاء 2 يوليو/تموز 2025.
وتابع شروبة، أن كل الجهات سمحت باستخدام غاز الأوزون، وأكدت أنه آمن في صناعة الغذاء. وحصل على موافقة الاستعمال في 2001، على مستوى العالم، بوصفه من أهم الطرق المناسبة للقضاء علي البكتيريا والجراثيم والفطريات.
وقال: “مقارنة بالطرق الكيماوية، فغاز الأوزون أرخص وأكفأ وأكثر صحة.. لذلك بدأنا استعماله في وحدات معينة، وحققنا نتائج مهمة؛ خاصة في منتجات الأسماك والدواجن واللحوم”.
وأضاف أن هناك حاجة للاعتماد على أسالي صحيحة في إنتاج التمور، بسبب عدم ملائمة الأساليب الحالية. ونجحت تجربة الأوزون في صناعة الأسماك والدواجن والفواكه. وأثبتت أبحاث علمية عديدة أنه يزيد الصلاحية بدون استخدام مًواد كيماوية.
وتابع قائلًا: “أجرينا تجارب ناجحة لاستخدام الأوزون في مجال الحبوب والقمح والطحن؛ واستطعنا أن نقضي تمامًا علي الشوائب، وحققنا فوائد إيجابية في التطهير خاصة المخازن والأرضيات وكل الأدوات”.
صناعة التمور المصرية لا تتلائم مع حجم الإنتاج

رغم أنها أكبر مُنتج في العالم، إلا أن صناعة التمور المصرية وصادراتها لا ترقى إلى مستوى هذه الإنتاجية، وفق المديرة التنفيذية لغرفة الصناعات الغذائية، الدكتورة مايسة حمزة.
وقالت في ندوة بالغرفة، إن مصر تنتج 1.87 مليون طن من التمور سنويًا، تعادل 19.3% من الإنتاج العالمي، تليها السعودية بكمية تبلغ 1.64 مليون طن.
وبلغت قيمة صادرات التمور المصرية نحو 105.6 مليون دولار في 2024. وأشارت إلى توقعات بأن تبلغ قيمة سوق التمور العالمية 18.76 مليار دولار بحلول 2029، بمعدل نمو سنوي.
وأوضح المدير التنفيذي لمركز تكنولوجيا الصناعات الغذائية والتصنيع الزراعي بوزارة الصناعة، الدكتور أمجد القاضي، استراتيجية التوسع في زراعة الأصناف الأفضل للتصدير. وتحتضن مصر 7 ملايين نخلة من كل الأصناف، تتقدمها مزرعة توشكى المسجلة في موسوعة جينيز للأرقام القياسية كأكبر مزرعة نخيل في العالم.
ودعا القاضي لعلاج تحديات صناعة التمور المصرية، والتي تتمثل في ارتفاع معدل الهدر بسبب ضعف القيمة والجودة، والحفاظ على جودة التمور من خلال رفع كفاءة التبريد والنقل المبرد، واتباع أساليب متطورة لتسليم التمور، وفرز وغسيل وتجفيف التمور، وبطرق التخزين والتعبئة والتغليف عامة.
وقال مدير تكنولوجيا الصناعات الغذائية والتصنيع الزراعي، إن التمور تُسهم في تحقيق الأمن الغذائي؛ بسبب قيمتها الغذائية العالية. ويُمكن تصنيعها بطرق عديدة، إذ باتت جزءًا من الصناعات التحويلية.
ونصح بتوجه صناعة التمور المصرية إلى إنتاج عدة منتجات أخرى، مثل: السكر السائل والدبس وعسل البلح وتعبئة مسحوق تمر مجفف بديل للسكر؛ يُستعمل كمنتج للتحلية.
وكشف عن تجارب استعماله في أغذية الأطفال ومنتجات الألبان والتغذية المدرسية والوجبات المحلاه و تصنيع زيت نوي التمر، إضافة إلي إنتاج أكثر من 30 منتج من التمور؛ تغطي الاحتياجات الأساسية في التغذية الصحية.
تطوير التعبئة والتغليف
طالب مدير المعمل المركزي للنخيل، الدكتور مصطفي عسوس، تطوير أساليب صناعة التمور المصرية بدءًا من عملية الاستلام وحتى التعبئة والتغليف، وفق معايير الجودة والسلامة، والتي تضم الفحص الظاهري واللون والقوام وكمية الشوائب والفحص الحشري ونسبة الرطوبة، مؤكدًا على ضرورة أن يتم يتحدد السعر بالتوافق مع جودة المنتج وسلامته.
وشدد علي ضرورة الاهتمام بالفرز المبدئي من خلال إزالة الشوائب من الثمار ذات الجودة المنخفضة والمشوهة والثمار الملوثة بالأتربة وإزالة الثمار المصابة بالحشرات، ما يقلل نسبة الفقد، ويرفع جودة الثمار.
وأكد علي اهمية استخدام طرق التخلص من الآفات والإصابة الحشرية بالتبخير والأوزون و الإشعاع للقضاء علي الحشرات وأطوارها، “وجميعها تنجح بنسبة 100%”، إضافة إلي التجميد وهي الطريقة البديلة المستقبلية.

وأوضح أهمية مرحلة التخزين قائلًا: “يجب تخزين التمور نصف الجافة علي درجة حرارة اقل من 10 درجات مئوية حتي تجري عملية التصنيع ويفضل عدم خلط الأصناف الاخري في ثلاجة التخزين نفسها. والغسيل باستخدام مياه غسيل معالجة من العناصر بالحديد والمنجنيز والغسيل بالفرش وهي الطريقة المثالية والغسيل بالرزاز والهواء المضغوط واستخدام هزاز بعد الغسيل لتقليل نسبة ماء الغسيل علي الثمار وقياس نسبة الرطوبة في نهاية مرحلة الغسيل.. الغسيل له دور كبير في الحفاظ علي الجودة” .
وأكد على ضرورة توفير معمل تحاليل مبسط في أي مصنع للفحص الحشري والكيماوي والميكروبيولوجين ومعرفة مدي مطابقة المواصفات للمنتج.
والأوزون (O3) غاز شديد التفاعل، يتكون من 3 ذرات أكسجين. وهو ناتج طبيعي وصناعي، وموجود في الطبقة العليا من الغلاف الجوي للأرض (الستراتوسفير) والطبقة السفلى (التروبوسفير). ويؤثر الأوزون، حسب موقعه في الغلاف الجوي، في الحياة على الأرض، إما إيجابًا أو سلبًا، وفق وكالة حماية البيئة الأميركية.