مزيد من الجوع وسوء التغذية يطارد لاجئي السودان.. برنامج الغذاء يحذر

غذاء ومناخ

يواجه الملايين من لاجئي السودان إلى دول أخرى خطر الانزلاق نحو مزيد من الجوع وسوء التغذية، في وقت تفرض فيه أزمات التمويل الحادة تخفيضات هائلة على المساعدات الغذائية المنقذة للحياة، وفق تحذير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم الإثنين 30 يونيو/حزيران 2025.

منذ اندلاع النزاع في السودان في أبريل/نيسان 2023، فر أكثر من 4 ملايين شخص إلى دول الجوار بحثًا عن الغذاء والمأوى والأمان، وغالبًا ما تصل العائلات وهي تعاني من الصدمة والجوع وسوء التغذية، ولا تملك سوى القليل إلى جانب ما يرتدونه من ملابس.

وقد سارع برنامج الأغذية العالمي إلى تقديم المساعدات الطارئة للاجئين الفارين إلى 7 دول مجاورة. فقد قدم لهم المساعدات الغذائية والنقدية، والوجبات الساخنة، والدعم التغذوي في كل من جمهورية إفريقيا الوسطى، وتشاد، ومصر، وإثيوبيا، وليبيا، وجنوب السودان، وأوغندا. كما وسّع البرنامج نطاق دعمه ليشمل المجتمعات المضيفة التي رحّبت باللاجئين وكانت سخية معهم، رغم معاناتها أصلاً من انعدام الأمن الغذائي.

إلا أن استمرار تقديم المساعدات الغذائية بات يفوق التمويل المتاح. فقد تتوقف مساعدات البرنامج للاجئين السودانيين في جمهورية أفريقيا الوسطى ومصر وإثيوبيا وليبيا خلال الأشهر المقبلة ما لم تتوفر موارد جديدة، وفق بيان تلقته منصة “غذاء ومناخ“.

مزيد من الجوع وسوء التغذية بين لاجئي السودان في الدول المجاورة

قال منسق عمليات الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي لأزمة السودان الإقليمية، شون هيوز: “نحن أمام أزمة إقليمية كاملة الأبعاد تتفاقم في بلدان تعاني أصلًا من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي والصراعات. ويعتمد ملايين الفارين من السودان بشكل كامل على دعم البرنامج، ولكن من دون تمويل إضافي سنُجبر على إجراء مزيد من التخفيضات. وسيترك ذلك العائلات الأكثر ضعفًا – وخاصة الأطفال – في خطر متزايد من الجوع وسوء التغذية”.

ويُعد الأطفال أكثر الفئات عرضة لتأثيرات انعدام الأمن الغذائي الممتد. فقد تجاوزت معدلات سوء التغذية الحاد العالمي بين الأطفال اللاجئين في مراكز الاستقبال في أوغندا وجنوب السودان عتبة الطوارئ، إذ يعاني كثير من الأطفال من سوء التغذية حتى قبل وصولهم لتلقي المساعدات.

أطفال من لاجئي السودان يفرون مع عائلاتهم للهروب من الحرب

وفي داخل السودان، وسّع برنامج الأغذية العالمي نطاق عملياته ليصل إلى أكثر من 4 ملايين شخص شهريًا – أي 4 أضعاف عدد المستفيدين في بداية عام 2024. كما وُسع نطاق الدعم للاجئين الجدد في دول الجوار؛ ففي تشاد، ضاعف البرنامج سعة المخازن 4 مرات، ووسّع خطوط الإمداد لدعم تدفق اللاجئين القادمين من دارفور وضمان استدامة العمليات العابرة للحدود إلى السودان. وفي مصر وجنوب السودان، كثّف البرنامج المساعدات النقدية بعد اندلاع النزاع في 2023، وقام بتسجيل الأسر السودانية المؤهلة في غضون ساعات من وصولها لتتلقي الدعم الفوري.

ويحتاج البرنامج إلى ما يزيد قليلًا عن 200 مليون دولار لمواصلة الاستجابة الطارئة للاجئين السودانيين في دول الجوار خلال الأشهر الستة المقبلة. كما يحتاج إلى 575 مليون دولار إضافية لتنفيذ عملياته المنقذة للحياة داخل السودان.

دول تستضيف لاجئين فارين من النزاع في السودان

جمهورية أفريقيا الوسطى: يقدم برنامج الأغذية العالمي الدعم لأكثر من 25 ألف لاجئ وعائد فروا من النزاع في السودان.

تشاد: تستضيف تشاد واحدة من أكبر وأسرع تجمعات اللاجئين نمواً في أفريقيا، حيث يعيش فيها ما يقارب 1.4 مليون لاجئ. وتواجه البلاد ضغوطاً هائلة على الموارد المحدودة أصلاً، مع وصول 860 ألف لاجئ و274 ألف عائد منذ بداية الأزمة السودانية قبل أكثر من عامين. ولا يزال نحو 1000 لاجئ يصلون يومياً إلى تشاد، معظمهم من شمال دارفور، بأعداد مماثلة لمعدلات الوصول المرتفعة التي شوهدت في بداية الأزمة السودانية.

مصر: استقبلت مصر نحو 1.5 مليون سوداني ممن تضرروا جراء النزاع الذي بدأ قبل عامين، مما يجعلها الدولة المستضيفة الأكبر للسودانيين، تليها جنوب السودان. وفي أبريل/نيسان، اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى تخفيض عدد اللاجئين السودانيين واللاجئين من جنسيات أخرى الذين يتلقون مساعدات غذائية (عبر التحويلات النقدية) من 235 ألف إلى 200 ألف شخص، أي بنسبة 15% بسبب نقص التمويل. كما خُفضت كمية الغذاء المقدمة للاجئين بنسبة 33%، وفي مايو/أيار 2025، خُفض عدد المستفيدين مرة أخرى من 200 ألف  إلى 170 ألف شخص – أيضاً بسبب القيود التمويلية. وفي يونيو/حزيران، اضطر البرنامج إلى تخفيض العدد مرة أخرى إلى 150 ألف مستفيد. وإذا لم يُأمن تمويل إضافي، سيضطر البرنامج إلى وقف المساعدات الإنسانية الحيوية للأشخاص الأكثر ضعفاً بحلول أغسطس/آب 2025. وتبلغ الاحتياجات التمويلية الإجمالية حتى نهاية 2025 نحو 20 مليون دولار أمريكي.

إثيوبيا: يدعم البرنامج حاليًا أكثر من 800 ألف لاجئ من خلال المساعدات الغذائية والنقدية بـ 50% من الحصص.

ليبيا: يقدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية شهرية ودعماً تغذوياً لنحو 50 ألف لاجئ، معظمهم فروا من السودان منذ بداية الحرب عام 2023. وهذا العدد يمثل جزءًا بسيطاً من نحو 313 ألف لاجئ سوداني وصلوا إلى ليبيا خلال العامين الماضيين.

لاجئون سودانيون يحصلون على مساعدات

أوغندا: تستضيف 1.9 مليون لاجئ، بينهم 81 ألف من السودان. ويدعم البرنامج أكثر من 660ألف لاجئ حاليًا، مقارنة بـ 1.6 مليون لاجئ كان يدعمهم في أبريل/نيسان من خلال توفير الوجبات الساخنة والمساعدات الغذائية وبرامج التغذية وسبل كسب العيش لتعزيز الاعتماد على الذات. ومنذ مارس/آذار، أصبح اللاجئون المصنفون “كمتوسطي الضعف” يتلقون 22% فقط من الحصص الغذائية.

جنوب السودان: ساعد برنامج الأغذية العالمي مليوناً من بين 1.16 مليون وافد جديد إلى جنوب السودان منذ بداية الصراع، بينهم 365 ألف لاجئ سوداني والباقي من جنوب السودان عادوا لبلادهم.

اقرأ أيضاً

  • يونيو 28, 2025
  • 27 views
إسرائيل تقتل جوعى غزة وأميركا تفاقم أزمة الجوع في السودان

غذاء ومناخ تعاقب إسرائيل جوعى غزة بقتل من يقترب من مراكز توزيع الغذاء، بأوامر من بعض القادة العسكريين. في حين فرضت أميركا عقوبات على السودان، ما سيؤدي إلى تفاقم المجاعة…

Read more

  • يونيو 23, 2025
  • 33 views
أفغانستان تشتري القمح الروسي خوفًا من توقف إمدادات إيران مع تصاعد الحرب مع إسرائيل

غذاء ومناخ طلبت أفغانستان استيراد القمح الروسي لتلبية احتياجاتها، في ظل المخاوف من تزايد الخطر على إمدادات المنتجات الغذائية من إيران، شريكتها التجارية الرئيسة، بعد تعرضها لضربات من إسرائيل واشتعال…

Read more

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *