الوجبات المدرسية هي الطريق إلى الغذاء الصحي.. تجارب 3 سيدات من 3 دول الدليل

  • صحة
  • مارس 20, 2025
  • 0 تعليق

غذاء ومناخ

الوجبات المدرسية قد تكون الطريق الأمثل لتعليم الأجيال الجديدة كيفية تناول الغذاء الصحي والمتوازن، بل وكيفية إنتاجه. أثبت ذلك تجربة 3 سيدات من 3 دول، هي: السلفادور وجمهورية الدومينيكان وغواتيمالا.

فلم يسبق لمعلّمة من السلفادور وتلميذة شابة من الجمهورية الدومينيكية ومزارعة أسرية من غواتيمالا الالتقاء من قبل، ولكنهن تشتركن في الإيمان بأن الوجبات المدرسية تنطوي على قوة تحويلية، ويعملنّ من أجل تسخير هذه القوة، وفق تقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.

ففي مجتمع كونسيبسيون دي أتاكو في أهواشبان بالسلفادور، تحوّل ما بدأ كمهمة أكاديمية للمعلّمة إزميرالدا رويز إلى رسالة لغرس عادات التغذية الصحية في نفوس أفراد مجتمعها المدرسي.

شاركت رويز عام 2020، في دورة حول تهيئة بيئات مدرسية صحية ومستدامة. ونُظمت هذه الدورة بدعم من الشبكة المعنية بالتغذية المدرسية المستدامة (رايس)، بمساعدة فنية من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وحكومة السلفادور، ووكالة التعاون البرازيلية، والصندوق الوطني لتطوير التعليم في البرازيل، وذلك في إطار برنامج التعاون الدولي المشترك بين البرازيل والمنظمة.

وبفضل هذه الدورة، اكتسبت رويز معلومات وظَّفتها في رفع مستوى وعي التلاميذ وأولياء الأمور بأهمية الأكل الصحي، ودمج الممارسات المستدامة في المناهج الدراسية لمجمَّع سان فرانسيسكو التعليمي الكاثوليكي.

ونظَّمت فعاليات ومعارض لعادات الأكل الصحية في المدرسة، إضافة إلى محاضرات مصمّمة خصّيصًا لأولياء الأمور. ونُظِّمت زيارات للحديقة المدرسية حيث اطلع التلاميذ وأُسرهم على فوائد الأغذية، واستخدام المكونات الغذائية التي تأتى الكثير منها من مزارعين محليين، وتحضير وصفات صحية.

وفي الحديقة المدرسية، يتعلّم الأطفال زراعة الأغذية، وأهمية اتباع نمط غذائي متوازن، والارتباط بالبيئة. وفي الوقت نفسه، تُدمج مهارات اللغة والرياضيات في “فصل دراسيّ أخضر”.

ومن خلال نهج متعدد الأبعاد في التعامل مع الأغذية والتغذية، تُحدث هذه المدرسة تحوُّلًا في عادات الأكل لنحو 600 تلميذًا وأسرهم.

تلميذة الدومنيكان الواعية

مجموعة خضروات شارك التلاميذ في زراعتها في المدرسة – الصورة من رايز

في جمهورية الدومينيكان، تدرس كيلا ماريانو، البالغة من العمر 13 عامًا في مدرسة “ماتا ليمون” في مقاطعة “مونت بلاتا”.

وعندما التحقت بالمدرسة، لم تكن مهتمة كثيرًا بموضوع التغذية، لكن ذلك تغيّر عندما شاركت في زراعة أغذية، مثل الطماطم والخس. وتوضّح قائلة بحماس: “نحن نرى كيف تنمو الأغذية، والوقت الذي يستغرقه إنتاجها، وكيفية العناية بها.. وأعتقد أنه من المهم جدًّا أن تكون للمدارس حدائق”.

وماتا ليمون، هي واحدة من أكثر من  23 ألف مدرسة في المنطقة، نفّذت منهجية المدارس المستدامة، التي وضعتها (الفاو) بالتعاون مع وكالة التعاون البرازيلية، والصندوق الوطني لتنمية التعليم في البرازيل، في إطار برنامج التعاون الدولي المشترك بين البرازيل والمنظمة. وبدعم من المعهد الوطني لرفاه التلاميذ في الجمهوريّة الدومينيكيّة، تتضمن المنهجية حدائق مدرسية وتعليمًا حول الأغذية والتغذية.

ومن خلال نقاشات وأنشطة يقودها المعلمون، اطلعت كيلا على إنتاج الأغذية، وبدأت في تناول الخضروات التي كانت تعزف عنها في السابق، مثل الكرنب. وباتت الآن تشارك معرفتها مع الأصدقاء والعائلة، مروّجة لعادات الأكل الصحية خارج البيئة المدرسية.

وفي مدرستها، يشارك المجتمع المحلي، لا سيّما أولياء الأمور، بنشاط في إدارة التغذية المدرسية، مّا يعزز الرابط بين التعليم والأسرة وعادات الأكل الصحية. وكيلا  هي واحدة من 300 تلميذ تعلّموا قيمة عادات الأكل الصحية بفضل الحديقة المدرسية.

سوق داعم للزراعة الأسرية

في غواتيمالا، وجدت بربلي رودريجز، وهيمزارعة أسرية، سوقًا منتظمًا لمنتجاتها من خلال برامج الوجبات المدرسية، ما ضمن لها دخلًا يعيل أسرتها، ويوفر في الوقت نفسه أغذية طازجة لآلاف التلاميذ.

وفي بلدية تيخوتلا في مقاطعة سان ماركوس بغواتيمالا، تُعدّ رودريجز واحدة من بين 29 مزارعًا؛ وجدوا مصدر دخل ثابتًا بعد تسجيلهم لدى وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والأغذية، كجزءٍ من شبكة الموردين من المزارعين الأسريين في تيخوتليكو. وقد مكّنهم هذا الطابع النظامي من تعزيز إنتاجهم الزراعي والمساهمة في إنعاش الاقتصاد المحلي لمجتمعهم المحلي.

وقالت رودريجز: “لم أعد أراه أمرًا صعبًا، لأننا أصبحنا نمتلك سوقًا مضمونة من خلال الوجبات المدرسية”.

وتزوّد هذه الشبكة 131 مدرسة في البلدية بمنتجات. ويعمل في كل مدرسة 5 منتجين يزرعون المحاصيل على مراحل لتلبية احتياجات المدارس. وأضافت رودريجز: “هذه الأسر قبِلت التحدّي وشهدت تغييرًا اقتصاديًا كبيرًا. لقد غيّرت هذه الشبكة حياتنا”.

وتعمل رودريجز بالتعاون مع زوجها وأطفالها الثلاثة، في جميع مراحل الإنتاج، بدءًا من زراعة الخضروات والأعشاب العطرية، وصولًا إلى تسليمها أسبوعيًّا إلى المدارس على مدى 36 من الأسابيع التي هي العام الدراسي في غواتيمالا. وتزوّد حاليًّا 5 مدارس يبلغ عدد طلابها 697 تلميذا.

ويحظى المزارعون الأعضاء في الشبكة بدعم أحد برامج الأمم المتحدة المشتركة، تموّله الوكالة السويدية للتعاون الدولي، وتنفّذه وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والأغذية في غواتيمالا، بدعم فني من الفاو.

وشهدت برامج الوجبات المدرسية في أميركا اللاتينية تقدّمًا في السنوات الأخيرة، مع ارتفاع ملحوظ في عدد التلاميذ المستفيدين (نحو 80.3 ملايين تلميذ حاليًا)، وعدد الأيام المدرسية التي تُقدَّم فيها وجبات، وعدد البلدان التي اعتمدت قوانين خاصة بالتغذية المدرسية (ما يصل إلى 6 بلدان حاليًا)، إلى جانب تعزيز الروابط بين برامج الوجبات المدرسية والمزارعين الأسريين.

إحدى مدارس أميركا اللاتينية – الصورة من الأمم المتحدة

وتضم الشبكة المعنية بالتغذية المدرسية المستدامة في عضويتها 17 بلدًا، وتعمل على تعزيز هذه البرامج بدعم من المنظمة وحكومة البرازيل، وتوسيع النطاق الجغرافي لهذه البرامج، وضمان زيادة تمويلها واستمراريته، إلى جانب الارتقاء بجودة الوجبات المدرسية.

اقرأ أيضاً

  • مايو 22, 2025
  • 54 views
ترفض الأطعمة فائقة المعالجة.. من هي مُرشحة ترمب لمنصب الجراح العام الأميركي؟

غذاء ومناخ ترفض مرشحة الرئيس دونالد ترمب لمنصب الجرّاح العام الأميركي، الدكتورة كيسي مينز، الأطعمة فائقة المعالجة، واللحوم البديلة، وتدعو إلى تناول الأغذية الطبيعية. فلماذا انزعج البعض من اختيارها، ومن…

Read more

  • مايو 15, 2025
  • 35 views
تقرير حكومي: الزراعة بدون حرث في أميركا تستخدم المبيدات بكثافة

غذاء ومناخ وجد تقرير حكومي أن الزراعة بدون حرث في أميركا ليست زراعة متجددة، وأنها من أكثر أنواع طرق الزراعة استخدامًا للمبيدات، ما يؤدي إلى أضرار بالغة للتربة عكس المستهدف…

Read more

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *