
غذاء ومناخ
نفدت صنابير مياه إطفاء الحرائق، في وقت يبذل رجال الإطفاء جهوداً مكثفة لإطفاء حرائق الغابات في لوس أنجلوس، التي أشعلت ثورة انتقادات واسعة النطاق لحاكم كاليفورنيا، بسبب ضعف نظام المياه في المنطقة، شارك فيها سياسيون وفنانون ورجال أعمال، بدءاً من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مروراً بحليفه رجل الأعمال إيلون ماسك، ووصولاً إلى نجم هوليوود الشهير ميل جيبسون.
وبينما كان رجال الإطفاء يكافحون 3 حرائق غابات مستعرة في أنحاء لوس أنجلوس في الساعات الأولى من صباح الأربعاء الماضي، نفد مخزون المياه من خزانات المياه التي تغذي منطقة باسيفيك باليساديس – حيث اندلع أكبر الحرائق – بحسب العديد من التقارير التي اطلعت عليها منصة “غذاء ومناخ“.
وقالت كبيرة المهندسين والرئيسة التنفيذية لقسم المياه والطاقة في لوس أنجلوس، جانيس كوينونيس، للصحافيين، إنه بحلول الساعة 3 من صباح الأربعاء، كانت الخزانات الثلاثة التي تتسع لمليون غالون، والتي تخدم منطقة باليساديس قد استنفدت.
وأضافت في مؤتمر صحفي: “كان هناك طلب هائل على نظامنا في باليساديس. لقد دفعنا النظام إلى أقصى حد.. لقد رأينا أربعة أضعاف الطلب الطبيعي لمدة 15 ساعة متواصلة، ما أدى إلى خفض ضغط المياه لدينا.”
وعلى الرغم من أن جميع خزانات المياه البالغ عددها 114 خزانًا، والتي تخدم مدينة لوس أنجلوس كانت ممتلئة بالكامل قبل الحريق، إلا أن استخدام المياه في باليساديس تسبب في جفاف أول خزان من 3 خزانات في الساعة 4.45 مساءً الثلاثاء، تلا ذلك الثاني في الساعة 8.30 مساءً والثالث في الساعة 3 صباحًا يوم الأربعاء. ومع إفراغ تلك الخزانات – الموجودة في باليساديس المرتفعة – أصبح من الصعب إعادة تعبئتها من الاحتياطيات منخفضة الارتفاع.
وقالت كوينونيس: “تساعد هذه الخزانات في الضغط على صنابير مكافحة الحرائق في تلال باليساديس.. نظرًا لأننا كنا ندفع الكثير من المياه في خطنا الرئيس، ويُستخدم الكثير من المياه قبل [ذهابها] إلى الخزانات، لم نتمكن من ملء الخزانات بسرعة كافية، وبالتالي فإن استهلاك المياه كان أسرع من قدرتنا على توفير المياه في خطنا الرئيس”.

حرائق الغابات في لوس أنجلوس وأزمة المياه
هل كشفت حرائق الغابات في لوس أنجلوس عن أزمة مياه؟ قال مدير إدارة الأشغال العامة في مقاطعة لوس أنجلوس، مارك بيستريلا، ردًا على ذلك لوكالة أسوشيتد برس، إن أنظمة المياه الحضرية ليست مصممة لمكافحة حرائق الغابات، وفقًا لصحيفة “الغارديان”.
وأضاف: “لهذا السبب فإن الدعم الجوي مهم للغاية لمكافحة الحرائق. وللأسف منعت الرياح والرؤية الجوية هذا الدعم”.
وأُوقفت جميع طائرات مكافحة الحرائق بحلول الساعة 7 مساءً يوم الثلاثاء الماضي؛ بسبب الرياح العاتية في ذلك المساء، وفقًا لرئيسة إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس، كريستين كرولي، التي قالت إنها لم تشهد مثل هذه الرياح العاتية كما حدث عندما اندلع حريق باليساديس صباح الثلاثاء.
وأعلنت عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، أن العمليات الجوية استؤنفت بحلول ظهر يوم الأربعاء الماضي، ما سمح لطائرات الهليكوبتر التابعة لإدارة الإطفاء بإسقاط المياه على الحريق. ومع تحسن ظروف الرياح قليلاً، وجه الرئيس الأميركي، جو بايدن، وزارة الدفاع لتقديم الدعم الجوي لولاية كاليفورنيا.
هجوم ثلاثي
هاجم دونالد ترمب وحليفه الملياردير إيلون ماسك الديمقراطيين في كاليفورنيا، وألقى ترمب باللوم على حاكم الولاية، جافين نيوسوم، بشأن حرائق الغابات في لوس أنجلوس.
بينما كتب ماسك على منصة “إكس” التي يمتلك أغلبية أسهمها، أن هذه الحرائق يمكن تجنبها بسهولة، لكن اللوائح السخيفة في كاليفورنيا تمنع اتخاذ أي إجراء، لذلك تحترق المنازل عامًا بعد عام ويموت المزيد من الناس.

وقال نجم هوليود ميل جيبسون، لبرنامج “ذا إنغراهام أنغل” على قناة فوكس نيوز، ليلة الجمعة: “إن هناك عددًا من الأسئلة التي لم نحصل على إجابات لها حول الظروف الملائمة والمحيطة بالجحيم في منطقة لوس أنجلوس”.
وتساءل قائلًا: “هل الحرائق مُدبَّرة كجزء من جهد شرير لنقل المستأجرين من الأراضي والممتلكات ذات القيمة؟”.
وتابع: “أعلم أنهم كانوا يتلاعبون بالمياه، ويتركون الاحتياطيات تذهب لسبب أو لآخر. كاليفورنيا لديها الكثير من المشكلات التي تحير العقل حول سبب قيامهم بهذه الأشياء”، وفق “ذا دايلي بيست“.