غذاء ومناخ
أصدر المستشار الألماني تصريحات بعد عودته من قمة الأمم المتحدة للمناخ كوب 30، تظهره وكأنه ترك بيليم هاربًا، ما أثار الرئيس البرازيلي الذي رد غاضبًا على هذه التصريحات.
أثار المستشار الألماني فريدريش ميرز غضبًا واسعًا بتعليق مهين حول زيارته لمؤتمر المناخ كوب 30، المنعقد في البرازيل منذ 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري (2025)، إذ قال إن الوفد سعيد بالعودة إلى برلين من “هذا المكان”.
كما أثار ميرز خلافًا دبلوماسيًا مع البرازيل بعد إدلائه بتصريحات مهينة حول بيليم، المدينة المضيفة للمؤتمر، الذي زاره في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وفي حديثه خلال مؤتمر في برلين عقب عودته، أشار ميرز إلى “أنه لا هو ولا أيٌّ من أعضاء وفده يرغب في البقاء في المدينة البرازيلية الواقعة في منطقة الأمازون”، مشيرًا تحديدًا إلى الصحفيين المرافقين.
وقال ميرز في المؤتمر: “سيداتي وسادتي، نحن نعيش في واحدة من أجمل دول العالم”، وفق تقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.
وأضاف: “في الأسبوع الماضي، سألتُ بعض الصحفيين الذين كانوا معي في البرازيل: من منكم يرغب بالبقاء هنا؟ لم يرفع أحدٌ يده. كانوا جميعًا سعداء، والأهم من ذلك، أننا عدنا من هذا المكان إلى ألمانيا ليل الجمعة والسبت”.
رد رئيس الدولة المضيفة لمؤتمر كوب 30
ردّ رئيس البرازيل، الدولة المضيفة لمؤتمر المناخ كوب 30، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بحدة، على تصريحات المستشار الألماني، مُشيرًا إلى أنه كان على ميرز استكشاف العروض الثقافية للمدينة قبل إصدار تقييمه.
وقال لولا: “كان عليه أن يذهب إلى حانة، وأن يرقص، وأن يتذوق طعام ولاية بارا”.
وأضاف: “عندها كان سيُدرك أن برلين لا تُقدّم له حتى 10% من الجودة التي تُقدّمها ولاية بارا ومدينة بيليم”، مُشيدًا بكرم ضيافتها “الذي لا يُضاهى”.
ووصف عمدة بيليم، إيغور نورماندو، تعليقات المستشار بأنها “مؤسفة… مُتغطرسة ومُتحيزة”، بينما أشار حاكم ولاية بارا، هيلدر باربالو، إلى أن ميرز “ربما لم يكن يُدرك ما يتحدث عنه”.

وأثارت هذه التعليقات انتقادات لاذعة على الإنترنت، إذ اتهم المستخدمون ميرز بالوقاحة والعنصرية وإظهار تفوق العرق الأبيض، وطالب بعضهم باعتذار، بينما قال آخرون إنه لم يعد موضع ترحيب في البرازيل، كما أدانت وسائل الإعلام البرازيلية هذه التصريحات.
ومع ذلك، دافعت بعض الأصوات عن تصريح ميرز، مشيرةً إلى الظروف الصعبة في بيليم، بما في ذلك الحر الشديد والأمطار الغزيرة والفقر.
وتساءل النقاد عن قرار عقد مؤتمر المناخ كوب 30 في المدينة، وهي قضية أثارت انتقادات قبل تعليقات ميرز.
من جهته، حاول وزير البيئة الألماني، كارستن شنايدر، الذي قاد وفد ألمانيا إلى كوب 30، إلى جانب وزير الدولة، يوخن فلاسبارث، احتواء التداعيات بنشر رسائل إيجابية عن البرازيل على وسائل التواصل الاجتماعي.
ونشر شنايدر صورًا من زيارته للأدغال، وأشاد بكرم الضيافة البرازيلي، وكتب: “البرازيل بلد رائع يتمتع بشعب ودود ومضيفين طيبين. من المؤسف أنني لا أستطيع البقاء لمدة أطول بعد مؤتمر كوب 30″، وفق ما ذكرته “يورو نيوز”.
البرازيل تسعى إلى التوصل لاتفاق مبكر بشأن المناخ في مؤتمر المناخ
أعلنت البرازيل أمس الثلاثاء 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، أنها لا تزال تتوقع التوصل إلى اتفاق بشأن بعض القضايا الأكثر إثارة للجدل في كوب 30 قبل الموعد المحدد، لكنها أقرت بوجود فجوات واسعة بين الدول حول قضايا مثل الوقود الأحفوري.
وجمعت قمة المناخ، التي تقترب من إنهاء أسبوعها الثاني، حكومات من جميع أنحاء العالم لتعزيز إطار عمل الأمم المتحدة المعقد الذي يدعم العمل العالمي لوقف ارتفاع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ومواجهة الأضرار الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة.

وتريد البرازيل، الدولة المضيفة، التوصل إلى اتفاق على مرحلتين: حزمة واحدة اليوم الأربعاء، تشمل مواضيع مثل خفض استخدام الوقود الأحفوري وتقديم التمويل المناخي الموعود، والتي عُدّت قبل أسبوع شائكة للغاية بحيث لا يمكن إدراجها في جدول الأعمال الرسمي، وحزمة أخرى تُنهي أي قضايا عالقة بحلول يوم الجمعة، وفق “رويترز”.
وأكد رئيس مؤتمر المناخ كوب 30، أندريه كوريا دو لاغو، أن المفاوضين سيعملون حتى وقت متأخر من الليل لليوم الثاني على التوالي، وقال إنه لا يزال يتوقع الموافقة على الاتفاق الأول اليوم الأربعاء، ولكن قد يكون “متأخرًا جدًا”.
ومن المقرر أن يختتم المؤتمر أعماله الساعة 21:00 بتوقيت غرينتش يوم الجمعة 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2025.
وهنا.


