غذاء ومناخ
وسّع مؤشر أسعار الغذاء في أكتوبر 2025 انخفاضه مقارنة بالشهر الذي سبقه، مدفوعًا بتراجع كل المجموعات السلعية الخمس التي يغطيها المؤشر الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، باستثناء الزيوت النباتية، كما واصلت لحوم الأبقار رحلة الصعود، رغم انخفاض مؤشرها لأول مرة منذ 8 أشهر.
بلغ متوسط مؤشر أسعار الغذاء في أكتوبر 2025، نحو 126.4 نقطة، بانخفاض قدره 1.6% عن مستوى سبتمبر/أيلول الماضي، البالغ 128.5 نقطة، مسجلاً بذلك انخفاضه الشهري الثاني على التوالي.
وكان مؤشر أسعار الغذاء أقل من مستواه في أكتوبر/تشرين الأول 2024، وظل أقل بنسبة 21.1% من ذروته في مارس/آذار 2022، وفق بيان تلقته منصة “غذاء ومناخ“.
مؤشر أسعار الغذاء في أكتوبر 2025 للحوم والزيوت النباتية
بلغ متوسط مؤشر أسعار اللحوم 125.0 نقطة في أكتوبر/تشرين الول 2025، بانخفاض شهري 2.0%، ولكنه لا يزال أعلى بنسبة 4.8% من مستواه قبل عام.
وبعد 8 أشهر متتالية من الزيادات، جاء هذا الانخفاض مدفوعًا بتراجعات حادة في أسعار لحوم الخنازير والدواجن وانخفاض في أسعار لحوم الأغنام، والذي قابله جزئيًا ارتفاع أسعار لحوم الأبقار.
وهبط مؤشر أسعار لحوم الخنازير وسط وفرة المعروض العالمي، إذ تعرضت أسعار التصدير من الاتحاد الأوروبي لضغوط هبوطية إضافية؛ بسبب ضعف الطلب على الواردات من الصين بعد فرض رسوم استيراد جديدة.
كما انخفض مؤشر أسعار لحوم الدواجن بشدة، مما يعكس انخفاض أسعار التصدير من البرازيل، حيث دفعت القيود التجارية المتعلقة بإنفلونزا الطيور شديدة العدوى التي فرضتها الصين المصدرين إلى إعادة توجيه المبيعات إلى وجهات بأسعار أقل.
وانخفض مؤشر أسعار لحوم الأغنام، لا سيما في أستراليا، مع دخول كميات أكبر إلى السوق. على النقيض من ذلك، استمر مؤشر أسعار لحوم الأبقار في الارتفاع، مدفوعًا بارتفاع الأسعار من أستراليا بسبب قوة الطلب العالمي.

كما بلغ متوسط مؤشر أسعار الزيوت النباتية لمنظمة الأغذية والزراعة 169.4 نقطة، بزيادة شهرية 0.9%، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ يوليو/تموز 2022، وجاء ذلك بقيادة زيوت النخيل وبذور اللفت وفول الصويا وعباد الشمس.
وارتفعت أسعار زيت النخيل العالمية بشكل طفيف بعد انخفاضها في الشهر السابق، مدعومةً بتوقعات انخفاض المعروض المتاح للتصدير في أعقاب خطة إندونيسيا لزيادة نسب مزج وقود الديزل الحيوي في عام 2026، وذلك على الرغم من ارتفاع الإنتاج في ماليزيا بأكثر من المتوقع.
وارتفعت أسعار زيت عباد الشمس العالمية للشهر الرابع على التوالي، ويرجع ذلك أساسًا إلى محدودية الإمدادات من منطقة البحر الأسود وسط تأخر الحصاد وحذر المزارعين في عمليات البيع.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار زيت بذور اللفت وزيت فول الصويا عالميًا، وذلك بسبب استمرار نقص الإمدادات في الاتحاد الأوروبي وارتفاع الطلب المحلي في البرازيل وأميركا على التوالي.
السكر يصل لأدنى مستوى منذ 2020
بلغ متوسط مؤشر أسعار الحبوب 103.6 نقطة في أكتوبر/تشرين الأول 2025، بانخفاض شهري 1.3% وسنوي 9.5%.
وانخفضت مؤشرات أسعار جميع الحبوب الرئيسة على أساس شهري، فقد تراجع القمح بنسبة 1.0%، مما يعكس في الغالب وفرة المعروض العالمي، وتوقعات الإنتاج الجيدة في نصف الكرة الجنوبي حيث يجري الحصاد، والتقدم المطرد في زراعة القمح الشتوي في جميع أنحاء نصف الكرة الشمالي.
وانخفض مؤشر الحبوب الخشنة بنسبة 1.1%، مع انخفاض أسعار الشعير والذرة والذرة الرفيعة، إلا أن ذلك عُوّض جزئيًا بتقارير عن انخفاض إنتاجية الذرة في الاتحاد الأوروبي، “وربما أيضًا في أميركا، إضافة إلى أنباء عن اتفاقيات تجارية بين الصين وواشنطن.
وانخفض مؤشر أسعار الأرز بنسبة 2.5%، مدفوعًا بتزايد المنافسة على الأسواق وبدء حصاد المحصول الرئيس في العديد من البلدان المصدرة في نصف الكرة الشمالي.

وبلغ متوسط مؤشر أسعار منتجات الألبان 142.2 نقطة، بانخفاض شهري 3.4%، ومسجلًا الانخفاض الشهري الرابع على التوالي، على الرغم من أنه ظل أعلى بنسبة 2.7% من مستواه قبل عام.
وانخفضت جميع المؤشرات الفرعية – حيث تراجعت الزبدة بنسبة 6.5%، ومسحوق الحليب كامل الدسم بنسبة 6.0%، ومسحوق الحليب منزوع الدسم بنسبة 4.0%، والجبن بنسبة 1.5%.
ويعكس الانخفاض المستمر في مؤشر أسعار الزبدة إلى حد كبير وفرة المعروض للتصدير من الاتحاد الأوروبي ونيوزيلندا، حيث عززت درجات الحرارة الموسمية المعتدلة إنتاج الحليب وسط ضعف الطلب على الاستيراد من آسيا والشرق الأوسط.
وبلغ متوسط مؤشر أسعار السكر 94.1 نقطة، بانخفاض شهري 5.3%، وهو تراجع للشهر الثاني على التوالي، مما دفع المؤشر إلى الهبوط بنسبة 27.4% عن مستواه قبل عام وإلى أدنى مستوى له منذ ديسمبر/كانون الأول 2020.
وكان الدافع الرئيس لهذا الانخفاض هو توقعات وفرة المعروض العالمي من السكر، ففي مناطق زراعة قصب السكر الرئيسة في جنوب البرازيل، دعمت الظروف الجوية المواتية وتيرة الإنتاج القوية في الأسابيع الأخيرة.
كما عززت التوقعات بزيادة الإنتاج في تايلاند والهند، حيث بدأت عمليات العصر المبكرة، التوقعات الإيجابية بشأن المعروض العالمي من السكر وضغطت على الأسعار، كما أدت أسعار النفط الخام الدولية المنخفضة إلى مزيد من الضغط الهبوطي على أسعار السكر العالمية، من خلال انخفاض الطلب من قطاع الوقود الحيوي.


