غذاء ومناخ
تهدف شركة “فارم تو فيد” ومنظمة “إس إيه هارفست” إلى مكافحة هدر الغذاء في أفريقيا، القارة التي تعاني من أعلى معدل لانعدام الأمن الغذائي عالميًا، وقد اتخذتا مؤخرًا خطوات جديدة في هذا الاتجاه.
فقد أغلقت “فارم تو فيد”، وهي شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الزراعية الكينية، طورت منصةً للتواصل بين الشركات تربط فائض المنتجات بالاستخدامات الجديدة، جولة تمويل أولي بقيمة 1.5 مليون دولار؛ لمساعدتها على التوسع ومواصلة بناء نظام غذائي مقاوم لتغير المناخ في القارة.
بينما تعالج منظمة “إس إيه هارفست” انعدام الأمن الغذائي.
وتُهدر جنوب أفريقيا سنويًا ما يكفي من الطعام الصالح للتناول لإطعام كل جائع في البلاد، فالأرقام مُذهلة، إذ يُقدر أن 10 ملايين طن من الطعام ينتهي به المطاف في مكبات النفايات سنويًا، بينما ينام واحد من كل خمسة جنوب أفريقيين جائعًا، وفقًا لتقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.
منصة للحد من هدر الغذاء في أفريقيا
تأسست شركة “فارم تو فيد” عام 2021 على يد الرئيسة التنفيذية كلير فان إنك، والمؤسستين المشاركتين أنوك بورتيان وزارا بينوسا. تهدف هذه المنصة، المدعومة بالتكنولوجيا، إلى الحد من هدر الغذاء من خلال تجميع المنتجات غير الكاملة أو الفائضة وإنشاء سوق جديدة لها.
تجمع هذه المنصة الناشئة، المدعومة بالتكنولوجيا، العرض والطلب، وتُحسّن الخدمات اللوجستية، وتوفر تفاعلًا سلسًا مع العملاء.
وتتضمن جولة التمويل البالغة قيمتها 1.5 مليون دولار لشركة “فارم تو فيد”، مساهمة قدرها 1.27 مليون دولار في صورة زيادة أسهم، بقيادة: دلتا 40 فينتشر ستوديو، ومشاركة من مؤسسة دي آر كي، وصندوق كاتاليست، وهولوسين، ومارولا سكوير، و54 كو، وليفير فينتشرز، وميرسي كوربس فينتشرز، إضافة إلى تمويل غير مخفف بقيمة 230 ألف دولار من برنامج ديفيلوبي بي بي فينتشرز التابع لشركة دي إي جي.

حتى الآن، حققت منصة “فارم تو فيد” نموًا بنسبة 100% على أساس سنوي، حيث انضم إليها 6500 مزارع، وباعت أكثر من 2.1 مليون كيلوغرام من المنتجات الزراعية، ما مكنها من تجنب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 247 طنًا.
ستستخدم المنصة رأس مالها الجديد لتوسيع نطاق عملياتها في كينيا وفي الأسواق الإقليمية، وتعزيز منصتها الرقمية، وتوسيع خط إنتاجها الجديد شبه المُصنّع، بهدف فتح أسواق ذات قيمة أعلى للمزارعين الأفارقة. سيفتح هذا أسواقًا محلية وعالمية جديدة.
وقال فان إنك: “يتيح لنا هذا التمويل توسيع نطاق عملنا، وربط المزيد من المزارعين بسوق يتطلب بشكل متزايد أغذية مُنتَجة بشكل مستدام”.
وأضاف: “مع توسعنا، تظل التكنولوجيا جوهر نمونا، ونحن متحمسون لتحسين أنظمتنا لدعم التوسع خارج الحدود. يجب إعادة تصور كيفية إطعام المستقبل – إنقاذًا وتجديدًا وأصالةً، وتصميمًا لتقديم قيمة للمزارعين، وتغذيةً للعملاء، وفوائد مناخية”، وفق موقع “ديسربت أفريكا”.
ليست مجرد أزمة أخلاقية
بالنسبة لمنظمة “إس إيه هارفست”، أسرع المنظمات غير الحكومية نموًا في جنوب أفريقيا في مجال إنقاذ الغذاء والخدمات اللوجستية، فإن هذا التناقض (بين كميات الغذاء المُنتجة ووجود عدد كبير من الجوعى) ليس مجرد أزمة أخلاقية؛ بل هو مشكلة أنظمة قابلة للحل. ويهدف أحدث ابتكاراتها، برنامج “غرينهاوس” إلى إثبات ذلك.

وقال الرئيس التنفيذي لمنظمة “إس إيه هارفست”، أوزي نيل: ” لدينا ما يكفي من الغذاء لإطعام أمتنا. يكمن التحدي في أنظمة نقل وتخزين وحفظ الطعام بكفاءة وعدالة”.
وأضاف: “يُظهر برنامج غرينهاوس أن هدر الطعام والجوع وجهان لمشكلة واحدة قابلة للحل”.
ومنذ انطلاقها عام 2019، بنت “إس إيه هارفست” شبكة لوجستية وطنية قوية تُنقذ فائض الغذاء من المزارع وتجار التجزئة والمصنّعين، وتُسلّمه مباشرةً إلى أكثر من 250 منظمة مستفيدة في جنوب أفريقيا.
وخلال 6 سنوات فقط، نجحت في إنقاذ وإعادة توزيع أكثر من 60 مليون كيلوغرام من الأغذية الصالحة للتناول، مما منع ما يقدر بنحو 180 مليون كيلوغرام من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المكافئة من تحلل مكبات النفايات، وفق موقع “هورتي دايلي”.


