سفير البرازيل في مصر: كوب30 يضع الأمن الغذائي في قلب أجندته.. ولدى بيليم وحدات سكنية تكفي الجميع (خاص)

غذاء ومناخ

منذ إعلان البرازيل عن استضافة قمة المناخ كوب30 في مدينة بيليم، تشهد انتقادات واسعة بسبب عدم توفر وحدات سكنية كافية لاستضافة العدد المتوقع من الزوار، إلا أن السفير البرازيلي في مصر، باولينو فرانكو دي كارفاليو نيتو، أكد أن عدد الوحدات يزيد عن الطلب المتوقع، وأشار في حوار مع منصة “غذاء ومناخ” إلى أن قضية الأمن الغذائي ستكون في قلب جدول أعمال القمة.

وأضاف أن البرازيل تدرك حجم الإحباط الناجم عن عدم تحول وعود التمويل إلى التزامات في قمم المناخ المختلفة، لذلك تستهدف التحول من الوعود إلى التنفيذ والشفافية والقدرة على التنبؤ.

وفيما يلي نص الحوار:

هل يمكن أن تطلعنا على استعدادات البرازيل لاستضافة قمة المناخ كوب30 في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل؟

تتشرف البرازيل باستضافة قمة المناخ كوب30 في بيليم. إنها فرصة تاريخية لجعل منطقة الأمازون وتنوعها البيولوجي وسكانها محور العمل المناخي العالمي.

وتستثمر الحكومة الفيدرالية 4.7 مليار ريال برازيلي (888 مليون دولار أميركي) في البنية التحتية والخدمات اللوجستية، متضمنة: تطوير المطارات، وتوفير وسائل نقل سهلة الوصول، وتجهيز مكان انعقاد القمة.

 في الوقت نفسه، تُعزز البرازيل أجندتها السياسية من خلال الاجتماعات الفنية، والحوارات مع المجتمع المدني، والأعمال التحضيرية، مثل الاجتماع التحضيري التمهيدي للقمة.

ترددت أنباء عديدة عن إمكانات نقل مكان انعقاد قمة المناخ كوب30 من بيليم، بسبب المساحات المحدودة لاستضافة ضيوف القمة، ورغم تأكيد بلادكم على عدم نقل الموقع إلا أن وسائل إعلام عديدة لا تزال تنتقد موقع الاستضافة، ما تعليقك؟

 لا تزال بيليم المدينة المُضيفة. تضم المدينة أكثر من 53 ألف وحدة سكنية، متجاوزةً الطلب المتوقع. أُثيرت مخاوف بشأن اللوجستيات والتكاليف، لكن التركيز منصبّ على حلّها من خلال الاستثمار في البنية التحتية والتنسيق مع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ، وليس بنقل الحدث. موقفنا ثابت: ستُعقد القمة في منطقة الأمازون، كما تقرر في البداية.

ما هي الأهداف التي تسعى البرازيل إلى تحقيقها في قمة المناخ كوب30، والإضافة التي ستقدمها بعد قمة المناخ كوب 29، والتي انعقدت في عاصمة أذربيجان (باكو)؟

تتمحور رئاسة البرازيل للقمة حول ضمان تدفق التمويل بالقدر المطلوب. وتهدف خارطة طريق باكو-بيليم إلى حشد حوالي 1.3 تريليون دولار أمريكي سنويًا بحلول عام 2035.

ولتحقيق هذه الغاية، أطلقت البرازيل دائرة وزراء المالية في قمة المناخ الـ 30، برئاسة الوزير فرناندو حداد، لعقد اجتماعات على مستوى العالم مع خبراء وممثلي المجتمع المدني والقطاع الخاص. وتتمثل أولويتنا في تحويل الالتزامات السياسية إلى آليات ملموسة: إصلاح بنوك التنمية متعددة الأطراف، وتطوير منصات للتمويل الميسر والمختلط، واستقطاب تعهدات جديدة موثوقة تُنفذ على أرض الواقع.

وعود قمم المناخ المالية كثيرة، لكنها لا تتحقق في معظم الوقت، فما يمكن أن تفعله البرازيل في قمة كوب30 في هذا الشأن؟

تُدرك البرازيل الإحباط الناجم عن عدم صرف التعهدات الكبيرة في كثير من الأحيان. في ظل رئاستنا، يتمثل الهدف في الانتقال من الوعود إلى التنفيذ والشفافية والقدرة على التنبؤ.

ستُقدم دائرة وزراء المالية تقريرًا يتضمن مقترحات عملية بشأن المساءلة، وإصلاح الهيكل المالي، وجداول زمنية واضحة، بحيث تكون نتائج كوب30 قابلة للقياس وذات مصداقية، خاصة بالنسبة للدول الضعيفة التي تعتمد على تمويل المناخ.

ماهي حصة الأمن الغذائي والزراعة في كوب30؟

ستكون أنظمة الغذاء محورًا رئيسًا. تلتزم البرازيل بوضع الزراعة والأمن الغذائي في قلب جدول أعمال كوب30: الزراعة المستدامة، ودعم صغار المزارعين، وإنتاج غذائي مرن، وحماية سبل العيش الريفية.

يؤثر تغير المناخ بشكل مباشر في توافر الغذاء، لذلك ستربط مناقشاتنا بين التخفيف والتكيف والأمن الغذائي، ما يضمن أن تُخفّض السياسات الانبعاثات وتُعزز قدرة المزارعين والمستهلكين على الصمود.

على سبيل المثال، أطلقت البرازيل العام الماضي (2024)، التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر خلال رئاستها لمجموعة العشرين. يجمع التحالف حلولًا قائمة على الأدلة تربط بين الحماية الاجتماعية والأمن الغذائي والزراعة الصغيرة المقاومة لتغير المناخ. ويُظهر التحالف أن العمل المناخي يمكن أن يُحقق فوائد ملموسة وقابلة للتكرار من أجل التنمية ومكافحة الجوع في جميع أنحاء العالم.

في الوقت الذي تستعد البرازيل فيه إلى استضافة واحدة من أهم قمم المناخ، تسعى شركة النفط المملوكة للدولة إلى الحفر في حوض فوز دو أمازوناس، للبحث عن النفط والغاز، ما أثار غضب نشطاء البيئة، الذين زعموا أن هذا الحفر يهدد التنوع البيولوجي للمنطقة، ما تعليقك؟

تخضع جميع أنشطة الاستكشاف لترخيص بيئي صارم من قِبل المعهد البرازيلي للبيئة  (أيباما)، والهيئة الفيدرالية البرازيلية للبيئة. لا يجوز إجراء أي عمليات استكشاف دون الالتزام بالمعايير البيئية وخطط الطوارئ.

كانت الحكومة واضحة: يجب أن يتقدم تحول الطاقة في البرازيل في إطار القانون، مع ضمانات بيئية كاملة، وبالتوازي مع التوسع السريع في مصادر الطاقة المتجددة.

ما هي إجراءات البرازيل لحماية غابات الأمازون من الحرائق المتكررة؟

عززت البرازيل إجراءات مكافحة إزالة الغابات غير القانونية، كما دعمت أنظمة الرصد، وحسّنت إجراءات الوقاية من الحرائق، واستثمرت في الاستجابة السريعة. في عام 2023، انخفضت إزالة الغابات في الأمازون بنسبة 50%، مقارنةً بـ 2022.

كما انخفضت إزالة الغابات في المدة بين أغسطس/آب 2023-يوليو/تموز 2024 بنسبة 30%، وهو أدنى مستوى لها منذ ما يقارب من عقد من الزمان.

في الوقت نفسه، تعمل البرازيل على تنويع مصادر الطاقة لديها؛ من خلال توسيع نطاق استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية إلى جانب الطاقة الكهرومائية، وتعزيز الزراعة الأكثر كفاءة واستدامة.

تُمثل مصادر الطاقة المتجددة حاليًا مايقارب من 90% من كهرباء البرازيل. “هذه تدابير مستمرة، ولكنها أيضًا طويلة الأجل، لحماية شعبنا واقتصادنا من الصدمات المناخية مثل الحرائق والجفاف ونقص المياه”.