غذاء ومناخ
حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) من ارتفاع أسعار الأسمدة النيتروجينية، ما يؤثر سلبًا في إنتاج الغذاء العالمي.
وقالت المنظمة أمس الجمعة 5 سبتمبر/أيلول 2025، إن نظام معلومات السوق الزراعية (أميس)، الذي تستضيفه الفاو، تقريره الشهري عن رصد السوق.
وإضافة إلى تحديثات السوق الدورية، أشار التقرير إلى ارتفاع أسعار الأسمدة النيتروجينية، وحذّر من أن الأسمدة أصبحت تكلفتها أعلى من المحاصيل في العديد من المناطق، ما قد يؤثر على معدلات الاستخدام، وفق التقرير الذي تلقته منصة “غذاء ومناخ“.
ويُعرّف السماد النيتروجيني بأنه مركب كيميائي يوفر النيتروجين، وهو عنصر غذائي أساسي لنمو النباتات، وتُعد الأمونيا المصدر الأكثر تركيزًا وفعالية من حيث التكلفة.
وتشمل الأشكال الشائعة نترات الأمونيوم، وكبريتات الأمونيوم، واليوريا، وتختلف كل منها في محتوى النيتروجين وطرق استخدامه.
ومنذ تطوير عملية هابر-بوش لتصنيع سماد النيتروجين في أوائل القرن العشرين، ازدادت أهميته في الحفاظ على إمدادات الغذاء العالمية بسرعة.
يُدعم استخدام سماد النيتروجين نحو نصف الغذاء المُنتَج حاليًا في العالم. تُصنِّع عملية هابر-بوش سماد النيتروجين عن طريق تفاعل غاز النيتروجين الجوي (N₂) مع غاز الهيدروجين (H₂) تحت درجات حرارة عالية (400-500 درجة مئوية) وضغوط عالية، وباستخدام محفز حديدي لإنتاج الأمونيا.
تُشكِّل هذه الأمونيا الأساس لمعظم أسمدة النيتروجين، وهي عملية طورها فريتز هابر وكارل بوش لتصنيع تثبيت النيتروجين للزراعة. تُعد هذه العملية بالغة الأهمية لإنتاج الغذاء العالمي، ولكنها أيضًا كثيفة الاستهلاك للطاقة وتعتمد على الوقود الأحفوري، مما يؤدي إلى انبعاثات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري.
ارتفاع أسعار الأسمددة النيتروجينية 20%
مع اقتراب موسم الحصاد، ومع بدء المزارعين في التطلع إلى العام المقبل في أميركا، ستكون الأسمدة عاملًا أساسيًا يجب مراعاته. كما أنها من أكثر الأسواق تقلبًا.
ووجد باحثون في جامعة إلينوي أن أسعار النيتروجين ارتفعت بنسبة تصل إلى 20% هذا العام مقارنة بالعام الماضي. ورغم انخفاض الأسعار بشكل ملحوظ عن أعلى مستوياتها التي شهدناها في أوائل عام 2022، إلا أنها لا تزال أعلى من الاتجاهات التاريخية.
يتوقع المحللون استقرار سعر الأسمدة اللامائية (مركبات نيتروجينية صلبة أو غازية ذات تركيز مرتفع من المغذيات)عند 750-800 دولار للطن حتى الخريف. كما ينصحون بالحصول على عروض أسعار من مصادر متعددة نظرًا للظروف المالية الصعبة التي يمر بها الجميع في الآونة الأخيرة.
ولم يجد محللو “دي تي إن” أي تغييرات كبيرة في الأسبوع الأول من الشهر الماضي، في أسعار بعض الأسمدة الأكثر شيوعاً. ومع ذلك، بالنظر إلى عام مضى، نجد أن 7 من الأسمدة الثمانية الرئيسة أصبحت الآن أكثر تكلفة.
ويتصدر UAN-32 قائمة الأسمدة الأعلى سعرًا، حيث ارتفع بنسبة 32% عن العام الماضي. والسماد الوحيد الذي شهد انخفاضًا في أسعاره على أساس سنوي هو البوتاس، حيث تراجع بنسبة 4% عن المدة نفسها من العام الماضي.
عوامل مؤثرة
تؤثر عوامل عديدة على قرارات استخدام الأسمدة، بما في ذلك تناوب المحاصيل، والطقس، والأسعار، والعوائد المتوقعة، واعتبارات إدارة المغذيات. يُعد النيتروجين عنصرًا غذائيًا أساسيًا لإنتاج العديد من المحاصيل، بما في ذلك الذرة.
أدت الارتفاعات الأخيرة في أسعار الأسمدة، والمخاوف المستمرة بشأن الإمدادات العالمية المرتبطة بالحرب بين روسيا وأوكرانيا، إلى ارتفاع تكاليف الأسمدة وزيادة مخاوف المنتجين بشأن توافرها.
وهذا يُحفز المزارعين على تحسين كفاءة استخدام الأسمدة للتحكم في التكاليف والحد من خسائر المغذيات.
وقدم استطلاع رأي أجرته “فارمدوك” للمزارعين في خريف عام 2024، وركز على قراراتهم بشأن المدخلات وأسواق المدخلات المحلية.
أشارت النتائج إلى أن المزارعين يأخذون في الاعتبار عوامل مختلفة ويستخدمون مجموعة من مصادر المعلومات عند اتخاذ قراراتهم بشأن معدل الاستخدام وتوقيته.
في حين أن عوامل متعددة تؤثر في قرارات توقيت الاستخدام، فإن خسائر المغذيات تُعد من أهم الاعتبارات لدى مزارعي إلينوي الذين شملهم الاستطلاع.
في خريف عام 2024، أجرينا استطلاعًا إلكترونيًا كجزء من مشروع بحثي بدعم من جمعية مزارعي الذرة في إلينوي. وكان الهدف من الدراسة تقييم حالة الأسواق المحلية للأسمدة وغيرها من المدخلات للمنتجين الزراعيين.
أشار نحو 40% من المشاركين إلى أن النيتروجين الذي يستخدمونه يُضاف عادةً حسب الطلب، بينما يُضيف 25% النيتروجين بأنفسهم، بينما يستخدم الباقون مزيجًا من الإثنين. وعند استخدام النيتروجين حسب الطلب، يلجأ معظم المزارعين إلى تجار التجزئة المحليين أو التعاونيات.
