85% من حرائق الغابات اندلعت في أفريقيا خلال عقدين.. وتجزئة الأراضي الزراعية تخفض المساحات المحترقة

غذاء ومناخ

أسهمت تجزئة الأراضي الزراعية الأفريقية في تقليص المساحات المحروقة على مدى العقدين الماضيين، على الرغم من أنها استحوذت على 85% من حرائق الغابات خلال هذه السنوات، وفقًا لـ 3 باحثين.

والباحثون هم: مجتبى صادق، أستاذ مشارك في الهندسة المدنية؛ وزميل أول في معهد جامعة الأمم المتحدة للمياه والبيئة والصحة، جامعة ولاية بويز، وجون أباتزوجلو، أستاذ الهندسة، جامعة كاليفورنيا، ميرسيد؛ وسيد تيمور سيدي، باحث في الاستشعار عن بُعد، جامعة ولاية بويز.

وقالوا: “في حين تتزايد التقارير عن حرائق الغابات، انخفضت المساحة المحروقة عالميًا بنسبة 26% على مدى عقدين، بفضل التطورات في إدارة الحرائق والتغيرات في استخدام الأراضي”.

وأضافوا: “لقد توصلنا إلى الأسباب الرئيسة لهذه التغيرات في أفريقيا، حيث الغالبية العظمى من الأراضي المحروقة، إلا أن إجمالي المساحة المحروقة هناك آخذ في الانخفاض، إذ تؤدي الأنشطة الزراعية في أفريقيا بشكل متزايد إلى تجزئة المناطق البرية المعرضة للحرائق”.

ويمكن للحقول المزروعة والطرق أن تساعد في وقف انتشار الحرائق. غير أن زيادة المزارع والتطوير العمراني في المناطق البرية يعني أيضًا تعرّض المزيد من الناس للحرائق، وفق تقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.

استنادًا إلى خبرتنا في علوم المناخ وحرائق الغابات والنمذجة الجغرافية المكانية، قمنا بتحليل نشاط حرائق الغابات العالمي على مدى العقدين الماضيين. تُسلّط النتائج الضوء على بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة، وتُظهر كيف يتغيّر خطر الحرائق على البشر.

تقلص المساحات المحروقة وتصاعد الحرائق الهائلة

حرائق الغابات عملية طبيعية قائمة منذ أن غطت النباتات الأرض. وتُعد الحرائق العرضية في الغابات أمرًا صحيًا، إذ تُزيل الأخشاب الميتة وبقايا الأوراق والأغصان، ما يُقلل من كمية الوقود التي قد تشتعل في الحرائق المستقبلية. وهذا يُساعد على منع اشتعال حرائق الغابات بشكل مفرط.

ومع ذلك، يُمكن أن تُشكل الحرائق الهائلة أيضًا تهديدات خطيرة لأرواح البشر والبنية التحتية والاقتصادات، لا سيما مع تزايد عدد السكان الذين ينتقلون إلى المناطق المُعرّضة للحرائق.

الحرائق في أفريقيا والعالم تتزيد بسبب تغير المناخ وارتفاع الحرارة – الصورة من دايلي مافريك

وشهدت كلٌّ من أميركا الشمالية والجنوبية ارتفاعًا في عدد الحرائق الهائلة على مدار العقدين الماضيين. ومن الأمثلة البارزة على ذلك حريق كامب فاير في كاليفورنيا عام 2018، وحرائق كندا القياسية عام 2023، والتي ولّدت دخانًا واسع النطاق غطى أجزاءً كبيرة من كندا وشرق الولايات المتحدة، بل ووصل إلى أوروبا.

وتتماشى زيادة حرائق الغابات الهائلة مع تفاقم مناخ الحرائق حول العالم. فالحرارة وانخفاض الرطوبة والرياح القوية يُمكن أن تزيد من احتمالية انتشار حرائق الغابات وتجعل السيطرة عليها أصعب.

ازداد عدد الأيام المؤدية إلى سلوكيات حرائق متطرفة واشتعال حرائق جديدة بأكثر من 50% على مدار العقود الأربعة الماضية عالميًا، مما يزيد من احتمالية تسجيل مساحة الأراضي المحترقة في منطقة معينة رقمًا قياسيًا جديدًا.

إلا أنه ليس طقس الحرائق هو العامل الوحيد المؤثر في مخاطر حرائق الغابات. فكمية النباتات الجافة، سواءً كانت ممتدة أو متقطعة، تؤثر في مخاطر الحرائق. وكذلك مصادر الاشتعال، مثل المركبات وخطوط الكهرباء في المناطق البرية.

ويمكن للأنشطة البشرية أن تُشعل الحرائق وتُغذي تغير المناخ، مما يزيد من جفاف الأرض، ويرفع من نشاط حرائق الغابات. كما أن ممارسات إخماد الحرائق التي لا تسمح للحرائق منخفضة الشدة بالاشتعال يمكن أن تؤدي إلى تراكم النباتات القابلة للاشتعال، مما يزيد من خطر الحرائق الشديدة.

أفريقيا تستحوذ على 85% من حرائق الغابات

في السنوات الأخيرة، استحوذ عدد متزايد من كوارث حرائق الغابات في أميركا الشمالية وأوروبا وأستراليا على اهتمام عالمي.

من حرائق لوس أنجلوس المميتة مطلع العام الجاري (2025)، إلى حرائق الغابات الأسترالية المدمرة عامي 2019-2020، وحريق أثينا باليونان عام 2018، تزايدت ألسنة اللهب في المستوطنات البشرية، مُزهِقة الأرواح وسبل العيش.

ومع ذلك، لا يقتصر التعرض لحرائق الغابات على هذه المناطق البارزة، بل نسمع عنها أكثر فأكثر.

ألسنة النيران في جنوب أفريقيا – الصورة من فيز.أورغ

تُمثل الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا مجتمعةً أقل من 2.5% من إجمالي التعرض البشري العالمي لحرائق الغابات. ويحدث التعرض البشري للحرائق عندما تقع منازل الناس مباشرةً ضمن المنطقة التي احترقت بسبب حريق الغابات.

وفي المقابل، تُمثل أفريقيا وحدها ما يقارب من 85% من إجمالي حالات التعرض لحرائق الغابات و65% من المساحة المحروقة عالميًا.

ومن اللافت للنظر أن 5 دول فقط في وسط أفريقيا – جمهورية الكونغو الديمقراطية، وجنوب السودان، وموزمبيق، وزامبيا، وأنغولا – تُعاني من نصف إجمالي التعرض البشري العالمي لحرائق الغابات، على الرغم من أنها تُمثل أقل من 3% من سكان العالم.

تحصل هذه البلدان على رطوبة كافية لدعم نمو النباتات، إلا أنها جافة بما يكفي لدرجة أن الأشجار والنباتات تحترق في حرائق متكررة تحدث في بعض الأماكن عدة مرات في السنة، وفق تقرير “داون تو إيرث“.

اقرأ أيضاً

  • نوفمبر 25, 2025
  • 15 views
استرداد الغابات البرازيلية بفريق الحافظة الروحية للمعارف المتوارثة

غذاء ومناخ تقود أنجيلا نيفيس بيريرا، أو “بيلا” كما تُدعى، وهي حافظة روحية للمعارف المتوارثة، فريق استعادة الغابات البرازيلية، إذ يُشكل فريق العمل، المكون من 12 فردًا، سلسلة بشرية لنقل…

Read more

  • نوفمبر 21, 2025
  • 26 views
أكثر من ربع المزارعين الأميركيين قد يواجهون زيادة هائلة مُحتملة في أقساط الرعاية الصحية

غذاء ومناخ يعتمد أكثر من ربع المزارعين الأميركيين على قانون الرعاية الصحية الميسرة، لكن الإعفاءات الضريبية من عهد بايدن تتوقف في نهاية العام الجاري (2025). أسهمت الإعفاءات الضريبية والإعانات الأخرى…

Read more

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *