اينوفا فوود: الصناعات الغذائية في أفريقيا تشهد طلبًا متزايدًا على استثمارات الوجبات الجاهزة الرخيصة(خاص)

غذاء ومناخ

ارتفع الطلب على تصنيع الوجبات الجاهزة الرخيصة ضمن الاستثمارات التي تجتذبها الصناعات الغذائية في أفريقيا مؤخرًا، لينضم إلى أنشطة عديدة رائجة مثل تحويل المنتجات الزراعية إلى أخرى صناعية لخلق قيمة مُضافة، وفق مدير عام شركة “إينوفا فوود” المصرية، محمود بلتاجي، في حوار مع منصة “غذاء ومناخ“.

تعمل اينوفا فوود في مجال تصميم منشآت مصانع المنتجات الغذائية بطرق مستدامة تعمل على توفير الخامات والطاقة، ونفذت عشرات المشروعات في نحو 8 دول؛ معظمها في أفريقيا.

ولاحظ بلتاجي طلبًا متزايدًا على الاستثمار في الصناعات الغذائية في أفريقيا مؤخرًا على إنتاج الوجبات السريعة الرخيصة في العديد من دول القارة، و”لكن هذا الطلب لا يلتفت كثيرًا لمسألة المعايير الصحية، فالمسألة لا تتعدى تطبيق مبدأ يُسمى باللغة الإنجليزية هنجر فيل، أو مجرد ملأ البطن بسعر رخيص”.

وبحسب أحدث البيانات المتاحة، من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) وغيرها من المنظمات الدولية والمؤسسات الخيرية، زاد عدد من يعانون انعدام الأمن الغذائي في القارة الأفريقية بنحو الضعفين (1.7 مرة) في السنوات الـ10 الأخيرة. 

الثقافة تحدد اتجاه الصناعات الغذائية في أفريقيا

قال مدير عام شركة “اينوفا فوود” المصرية، محمود بلتاجي، في حوار مع منصة “غذاء ومناخ”، إن الثقافة تحدد الطلب الاستثماري في مجال الصناعات الغذائية في أفريقيا وغيرها من الدول.

وأضاف في حواره على هامش معرضي “في أفريكا آند بروباك مينا”، اللذان أُقيما في القاهرة مؤخرّا، “ثقافة الموقع تحدد الطلب الاستثماري، ففي أفريقيا هناك طلب على مصانع تحويل المحاصيل الزراعية إلى منتجات، وخلق قيمة مضافة، مثل تحويل الطماطم إلى صلصة”.

كما يتسم الطلب الاستثماري في مجال الصناعات الغذائية في أفريقيا على الحجم الصغير من المصانع، إذ لا تتوفر تمويلات كبيرة لتدشين مصانع ذات تكلفة كبيرة؛ مثل صناعة المكرونة أو المرّكزات، “هم عادة يفضلون البدء من حيث انتهى الآخرون”، وفق بلتاجي.

وقال بلتاجي: “إن مصر دولة أفريقية لكن لا ينطبق عليها ذلك فهناك استثمارات ضخمة في الصناعات الغذائية. على سبيل المثال، مصر تحتل المركز الخامس عالميًا في إنتاج الطماطم ومعجون الطماطم.. كثير من الدول الأفريقية لا تقدر على مثل هذه الاستثمارات”.

وتابع قائلًا: “الجديد الآن هو الإقبال على الوجبات الجاهزة والرخيصة، بدون أي اعتبار لعنصر الصحة، فالمهم الحصول على وجبة تملأ البطن وبسعر رخيص.. وهناك طلب كبير على إنشاء مصانع الوجبات الجاهزة تلك”.

وأضاف أن الاستثمارات في تلك الصناعات محلية وتأتي من الخارج، وهناك شركات مصرية تستثمر في بعض الدول الأفريقية.

في المقابل يأتي المستثمرون من دول الخليج للاستثمار في الصناعات الغذائية، بسبب قدرتها التنافسية الأعلى في المنطقة، بسبب انخفاض تكلفة الأيدي العاملة والطاقة، واتفاقيات عديدة تضمن دخول المنتجات إلى أسواق كثيرة بدون تكلفة، مثل الكوميسا وغيرها.

تصميم مصانع في 8 دول

تقوم شركة اينوفا فوود بتصميم مصانع الغذاء بداية بالتصميم والتخطيط حتى تسليم المنشأة جاهزة بالكامل للعمل، وفق مديرها العام محمود بلتاجي، في حوار مع منصة “غذاء ومناخ”.

وأوضح بلتاجي أنه يُراعى في تصميم المصنع أن يكون ما يسمى بـ “التصميم الرشيق”، لخفض الهدر في كل مراحل الإنتاج، من المياه والطاقة والخامات.

وعلى سبيل المثال، “نستخدم إضاءة طبيعية في النهار، ونحن نعمل (سكاي لايت) لادخال إضاءة الشمس صباحًا”. وهذا الأمر مختلف عن الاعتماد على الطاقة الشمسية لأنها تُعد من مصادر الطاقة مرتفعة التكلفة حتى الآن، لذلك نستغل ضوء الشمس العادي في الإنارة نهارًا”.

وأشار بلتاجي إلى مراعاة اختيار الماكينات الصديقة للبيئة، التي تستهلك كهرباء أقل. كما نحرص على إعادة استعمال المياه في المصانع التي نصممها.

ورغم عدم قابلية مصانع الصناعات الغذائية لاتباع وسائل طبيعية معينة من طرق توفير الطاقة، مثل وجود أسقف مفتوحة للتهوية والاستغناء عن مكيف الهواء، كما هو في بعض مصانع الأجهزة المنزلية في مدينة السادات، لكن المنشأة تعمل بنظام يحافظ على الهواء المكيف النقي، وفق بلتاجي.

وأوضح: “في مصانع الأغذية لا ينفع هذا الأمر، لكن نحافظ على الهواء المكيف المنقى، وذلك بأنظمة عزل واستخدام فلاتر، وقيمة محسوبة من كمية الهواء الذي يُسمح بدخولها، لضبط جودة الهواء وفي الوقت نفسه خفض تكلفة الكهرباء”.

والعمل من منظور الاستدامة في المنشآت، سواء صناعية أو غير صناعية، موجودة منذ زمن طويل في مصر، ونفذها المعماري المصري حسن فتحي في قرية بالنوبة، واهتم يوجود مباني صحية واقتصادية للفقراء، لذلك أُطلق عليه اسم معماري الفقراء.

فكرة الاستدامة التي عمل عليها فتحي لخدمة الفقراء، يستخدمها المستثمرون لخفض التكلفة وزيادة الربحية.

وقال بلتاجي إن التصميم بهذه الطريقة يخفض الفاقد في المياه والكهرباء بنسبة تختلف حسب كل صناعة، ولكنها قد تصل إلى 30-40%.

تأسست “إينوفا فوود” في 2013، ونفذت أكثر من 40 مشروع في مصر والسعودية والإمارات والمغرب والعراق وكينيا وغينيا وتنزانيا، في مجالات: المخبوزات والحلويات والمكرونة والنودلز والألبان والعصائر، وفق بلتاجي.