
غذاء ومناخ
لم تتغير تقنيات صناعة خطوط إنتاج الألبان والعصائر كثيرًا على مدار العقود الماضية، لكن تشهد عملية دمج وتكامل تلك الصناعة بمعدات وإجراءات تحقق الاستدامة تطورات هائلة، نجحت في تخفيض الخامات المستهلكة ما هبط بالتكلفة، وقل أثرها البيئي السلبي، وفق تصريحات الشريك المالك في شركة سنرجي مصر، المهندس فؤاد الخامي، لمنصة “غذاء ومناخ“.
والد الخامي بدأ مشروع الشركة في عام 1992، وهي تنفذ خطوط إنتاج الألبان والعصائر في المصانع المختلفة، ويواصل الأبناء الصناعة، وفق تصريحاته على هامش معرضي “في أفريكا آند بروباك مينا”، اللذان أُقيما في القاهرة مؤخرّا.
وقال الخامي: “نعمل في خطوط إنتاج مصانع الألبان والمعدات الخاصة بالعصائر.. نعمل على خط الإنتاج الذي يجري عمليات المنتج نفسه، سواء لبن من الخارج، يجري له عملية معالجة حتى يكون جاهزًا للتعبئة، أو العصير أو المواد المختلفة”.
وهناك عدد كبير من مصانع الألبان في مصر؛ قد يصل إلى آلاف، لكن أحجامها صغيرة. وبلغت صادرات مصر من الألبان ومنتجاتها نحو 100 مليون دولار في النصف الأول من 2024، واستوردت بنحو 368 مليون دولار. وتشكل الألبان 14% من الصادرات الغذائية.
بعض تقنيات الاستدامة الجديدة في خطوط إنتاج الألبان والعصائر
قال الشريك المالك في شركة سنرجي مصر، فؤاد الخامي، إن تقنيات صناعة خطوط إنتاج الألبان والعصائر “كصناعة” لم تتغير كثيرًا خلال السنوات الأخيرة، لكن هناك تطور كبير في عمليات الاستدامة في الصناعة.
وعلى سبيل المثال، هناك مُعدّة جديدة، يجري تركيبها في خط الإنتاج، تعمل على إجراء عملية التنظيف آليًا، ما يسّرع عملية تنظيف الخط وتخفض هدر المياه.
وأضاف الخامي أن عملية التنظيف تجري بخليط من المياه والصودا والحامض بنسب متفاوتة، لإزالة الدهون وبقايا العصير، وتكرر هذه العملية عقب كل دورة إنتاج.
وتابع الخامي أن من التقنيات والمعدات التي تعمل على عنصر الاستدامة في خطوط إنتاج، هي الوحدة التي نفذتها شركة سنرجي مصر مع شركة فرنسية تُدعى (غرين سي آي بي)، ويجري تركيبها في خط الإنتاج أيضًا.
وقال: “خط الإنتاج نفسه عبارة عن تنكات ومُقلّبات، وهناك حساس أسفله (سنسور) ، لقياس الراجع من الوحدة بعد التنظيف، وتقوم الوحدة بمعالجة الصودا المستعملة في التنظيف، وإعادة استعمالها مرة أخرى. وتستطيع الوحدة استرداد نسبة 20% على الأقل من الصودا المُستعملة في التنظيف”.
وشرح الخامي أهمية توفير كميات الصودا في خطوط إنتاج الألبان والعصائر قائلًا: “هذا الأمر مهم من ناحية تكلفة الإنتاج، خاصة أن الصودا تمثل عنصرُا مهمًا في التكلفة، لأنها من الخامات المستوردة”.

كما أن هناك عنصر مهم آخر، وهو أن صرفها يتطلب معالجة، لأن الاحماض لا تُطلق في مياه الصرف دون معالجة، ويفرض القانون المصري غرامات ضخمة على المخالف، لأن هذه المواد تدمر نظام الصرف، كما أن هذه المواد تسبب أضرارًا للمياه الجوفية، وفق الخامي.
وقال: “هي دورات تسلم بعضها. بدأنا هذا الأمر مع الشركة الفرنسية منذ عامين. هناك وسائل أخرى في مصر في مجال الاستدامة لهذا النشاط.”
غير أنه أشار إلى أن خفض التكلفة من الاعتماد على هذه الوحدة في خطوط الإنتاج؛ يتوقف على حجم الإنتاج، “فمن المؤكد إنه كلما كان حجمه أكبر، زادت نسبة خفض التكلفة، وكلما قلت هبطت الحاجة له.. طبيعة الخامات واللبن المستهلكة تؤثر في التكلفة أيضًا”.
الحوافز تضمن الاستدامة
يرى الشريك المالك في شركة سنرجي مصر، المهندس فؤاد الخامي، أن ثورة الاستدامة موجودة في العالم، وتُطبق في مصر نسبيًا، لكن لضمان استمرار وتطور غجراءات وتقنيات الاستدامة على المسؤولين خلق الحافز للناس والمستثمرين وكل من ينخرط في هذه العملية.
وقال: “هذا الأمر لن تتوسع عمليات تبنيه بدون وجود حوافز، ولا اقصد شهادات الكربون وبيعها لأنها ليست لها علاقة بنشاطنا، ولكن بالمصنع الذي ينجح في خفض الانبعاثات”.

وتابع: “ما اقصده حوافز في التمويل للمشروعات التي ستتبع معايير بيئية معينة، وهذا يحدث في الخارج. .لا يلتزم المنتج بمعايير البيئة الا إذا وجد حافزًا.. حتى على مستوى الأفراد، لن يفعلوا ما يحافظ على البيئة بدون حافز”.
وعلى سبيل المثال، يشتري الأشخاص السيارة الكهربائية الآن لأن تكلفتها أقل من البنزين.
وأوضح أن الالتزام في الخارج بالبيئة وحمايتها يأتي من تقديم الحوافز.
كما يرى الخامي مثل عدد قليل، أن “تغير المناخ يحدث بشكل دوري، وليس له علاقة بما نفعله إلى حد كبير، وسيحدث في كل الأحوال، وما نفعله يعجّل بتغير المناخ فقط، فبدلًا من أن يحدث كل 100 سنة سيحدث كل 50 سنة”.