إسرائيل تقتل جوعى غزة وأميركا تفاقم أزمة الجوع في السودان

غذاء ومناخ

تعاقب إسرائيل جوعى غزة بقتل من يقترب من مراكز توزيع الغذاء، بأوامر من بعض القادة العسكريين. في حين فرضت أميركا عقوبات على السودان، ما سيؤدي إلى تفاقم المجاعة في البلاد، التي ترزح تحت وطأة صراع أهلي منذ أكثر من عامين، رغم استثناء المساعدات الغذائية.

تُعدّ أزمة الجوع في غزة والسودان الأبرز والأسوأ في العالم، نظرًا لاستمرار الصراع في كلا البلدين، والعدد الهائل من النازحين والمحاصرين في مواقعهم، واستمرار آلة القتل بلا هوادة.

وأثار تقرير صحفي نُشر بالعبرية والإنجليزية، نقلًا عن جنود إسرائيليين قولهم إن قادتهم أمروهم بإطلاق النار على حشود جائعة غير مسلحة في غزة تحاول الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء، ردًا لاذعًا من رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الجمعة 27 يونيو/حزيران 2025، وفقًا لتقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.

أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس بيانًا مشتركًا وصفا فيه تقرير هآرتس بأنه “افتراء دموي”، وأضافوا: “هذه أكاذيب خبيثة تهدف إلى تشويه سمعة جيش الدفاع الإسرائيلي، أكثر الجيوش أخلاقية في العالم.

قتل 500 شخص أثناء سعيهم للحصول على مساعدات غذائية

تقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 500 شخصًا قُتلوا وجُرح أكثر من 4000 على يد القوات الإسرائيلية أثناء سعيهم للحصول على مساعدات غذائية خلال الشهر الماضي.

ونقل تقرير هآرتس عن عدة جنود إسرائيليين مجهولين وصفهم لما وصفوه بهجمات الجيش على الأشخاص الذين يحاولون الحصول على مساعدات غذائية في غزة منذ 27 مايو/أيار الماضي، ويقول الجنود إنهم تلقوا أوامر من القادة بإطلاق النار على المدنيين العُزّل الذين كانوا يقتربون من مواقع توزيع الغذاء في ساعات الراحة، حتى عندما لم تُشكل الحشود أي تهديد.

وهذا أحدث تقرير يُسلِّط الضوء على ما يصفه عمال الإغاثة والمنتقدون بأنه خطة إسرائيلية معيبة للسيطرة على الغذاء في غزة بعد 11 أسبوعًا من الحصار الإسرائيلي الكامل والقيود المستمرة على دخول المساعدات إلى القطاع. الأسبوع الماضي، ولأول مرة منذ شهور، تمكنت الأمم المتحدة من إدخال بعض الإمدادات الطبية إلى غزة، وفق تقرير “إن بي آر”.

أحد جوعى غزة المقتولين بالقرب من مركز مساعدات غذائية – الصورة من ذا نيويورك تايمز

 وفي 12 مايو/أيار، حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) من المجاعة في غزة. وجاء في البيان: “تقترب المجاعة في غزة. مع الانهيار الوشيك والكامل للزراعة واحتمال تفشي الأوبئة الفتاكة في القطاع، تدعو (الفاو) إلى إتاحة وصول المساعدات الإنسانية فورًا ورفع الحصار”.

يأتي هذا النداء العاجل في أعقاب أحدث تحليل للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، والذي يُحذر من أن جميع سكان غزة، البالغ عددهم حوالي 2.1 مليون نسمة، معرضون لخطر المجاعة بعد 19 شهرًا من الصراع والنزوح الجماعي والقيود الشديدة على وصول المساعدات الإنسانية.

ووفقًا للتقرير، صُنف 93% من السكان، أو 1.95 مليون نسمة، بين 1 أبريل/نيسان و10 مايو/أيار

 2025، على أنهم في حالة أزمة أو أسوأ (المرحلة 3 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو أعلى)، بما في ذلك 244,000 نسمة، أو 12% من السكان، في المرحلة 5 (كارثة)، و925,000 نسمة (44%) في المرحلة 4 (طوارئ).

عقوبات أميركية تستهدف الحكومة السودانية

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة عن عقوبات جديدة على الحكومة السودانية، متهمةً إياها بنشر أسلحة كيميائية العام الماضي في صراعها المستمر مع الفصائل شبه العسكرية المنافسة.

يُضاف هذا الاتهام إلى مزاعم واسعة النطاق بارتكاب جرائم حرب في الصراع الذي بدأ في أبريل/نيسان 2023، ويأتي في أعقاب قرار أمريكي في يناير/كانون الثاني بأن قوات الدعم السريع ارتكبت إبادة جماعية.

في مايو/أيار، أبلغت وزارة الخارجية الكونجرس بنتيجة توصلها إلى أن “حكومة السودان استخدمت أسلحة كيميائية في عام 2024″، وهو ما يُعد انتهاكًا لاتفاقية الأسلحة الكيميائية التي صادقت عليها الخرطوم عام 1999.

وفي حين لم تُقدم واشنطن تفاصيل محددة عن توقيت أو موقع هذه الهجمات الكيميائية المزعومة، نفت الحكومة السودانية الموالية للجيش هذه الاتهامات على الفور، واصفةً إياها بأنها “لا أساس لها” و”ابتزاز سياسي”.

أسرة نازحة هروبًا من الحرب في السودان – الصورة من دبليو إف بي

ستُقيّد العقوبات الأميركية الجديدة، التي كان من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في 6 يونيو/حزيران، الصادرات والتمويل الأميركي للسودان.

مع ذلك، ستُستثنى المساعدات الإنسانية العاجلة، وهو اعتبار بالغ الأهمية بالنظر إلى أن ما يقارب من 25 مليون شخص في السودان يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي فيما يُوصف بأكبر أزمة جوع في العالم.

وهي ليست المرة الأولى التي يواجه فيها الجيش السوداني مثل هذه الادعاءات. ففي يناير/كانون الثاني، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية مرتين على الأقل في الحرب، نقلاً عن أربعة مسؤولين أميركيين كبار لم تُكشف هويتهم، زعموا أن الكلور هو المادة المستخدمة، بموافقة مباشرة من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وفق تقرير “نيوز سنترال“.

اقرأ أيضاً

  • يونيو 30, 2025
  • 37 views
مزيد من الجوع وسوء التغذية يطارد لاجئي السودان.. برنامج الغذاء يحذر

غذاء ومناخ يواجه الملايين من لاجئي السودان إلى دول أخرى خطر الانزلاق نحو مزيد من الجوع وسوء التغذية، في وقت تفرض فيه أزمات التمويل الحادة تخفيضات هائلة على المساعدات الغذائية…

Read more

  • يونيو 23, 2025
  • 31 views
أفغانستان تشتري القمح الروسي خوفًا من توقف إمدادات إيران مع تصاعد الحرب مع إسرائيل

غذاء ومناخ طلبت أفغانستان استيراد القمح الروسي لتلبية احتياجاتها، في ظل المخاوف من تزايد الخطر على إمدادات المنتجات الغذائية من إيران، شريكتها التجارية الرئيسة، بعد تعرضها لضربات من إسرائيل واشتعال…

Read more

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *