كيف تساعد شجرة الغاف على طهي طعام لاجئي مخيم في جيبوتي؟

  • مناخ
  • يونيو 27, 2025
  • 0 تعليق

غذاء ومناخ

تحولت شجرة الغاف، التي تنمو وتذدهر في البيئات القاحلة؛ إلى وسيلة تساعد لاجئين في مخيم في جيبوتي القادمين من دول عديدة في أفريقيا، القارة المبتلية بالصراعات، إضافة إلى اليمن العربي، على طهي الطعام، وحماية البيئة، وتعزيز سبل العيش.

فمن خلال مشروع تخضير الاستجابة الإنسانية، الذي تنفذه منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، حصل لاجئو المخيم على مواقد موفرة للطاقة، إضافة إلى أنه يشجع  على إنتاج فحم مستدام للطهي من شجرة الغاف.

وشجرة الغاف، أو البروسوبيس جوليفلورا، ذات أشواك؛ وقد تكون شجيرة يتراوح ارتفاعها بين 3 و5 أمتار، أو شجرة يصل ارتفاعها إلى 15 مترًا، وفق تقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.

ولحاء شجرة الغاف سميك خشن رمادي-أخضر، يصبح متقشرًا مع التقدم في السن. وغالبًا ما تكون النباتات متعددة السيقان، ومُزودة بأشواك كبيرة وحادة جدًا يصل طولها إلى 5 سنتيمترات. الشجرة متجذرة بعمق. تتخذ السيقان شكلًا متعرجًا خفيفًا، مع شوكة أو شوكتين قويتين عند كل منعطف من الساق.

يتكاثر هذا النبات عن طريق البذور، غالبًا بعد مرورها عبر الجهاز الهضمي للحيوانات العاشبة – مثل الماعز والأبقار والإبل وبعض الحيوانات العاشبة البرية. ينتشر على طول مجاري المياه ومناطق جريان المياه خلال فترات هطول الأمطار، ثم ينتشر أفقيًا من هذه المواقع، وفق “بيونت“.

ماهو مخيم علي عدي؟

يُعد مخيم علي عدي في جيبوتي، الذي يضم 17 ألف لاجئًا، أرضًا قاحلةً ومُقفرةً تحيط بها جبال تبدو وكأنها تراقب المخيم كحراس. وتواصل الأسر، التي فرّت إليه من الصومال وإثيوبيا واليمن، طهيَ الطعام وتوفير الرعاية والتمسك بحبال الأمل، منذ أكثر من عقد من الزمن بالنسبة إلى أسر كثيرة.

ووفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من المتوقع أن يصبح ما يقارب من 140 مليون شخص في العالم نازحين قسرًا وعديمي الجنسية بحلول عام 2025، بسبب النزاعات والعنف والاضطهاد والصدمات المرتبطة بالمناخ- وهي تحديات تتفاقم بسبب الاضطرابات الاقتصادية.

وفي شرق أفريقيا وحدها، هناك أكثر من 5.5 ملايين لاجئ وطالب لجوء، ويواجه قرابة 22 مليون شخص نزوحًا داخليًا مطولًا. ويعيش معظمهم في مخيمات أو مستوطنات، لسنوات عديدة في معظم الأحيان، لأن العودة إلى ديارهم ليست خيارًا مطروحًا.

وذكر تقرير لـ (الفاو) تلقته منصة “غذاء ومناخ”، لاجئة من هؤلاء الأشخاص، وهي هيلينا الإثيوبية،  التي هاجرت أسرتها منذ عام 1991، لذلك لا تملك منزلًا تعود إليه.

 وتتحمّل بمفردها، منذ وفاة والدتها، معظم المسؤوليات المنزلية. وتحضير الطعام لأفراد أسرتها هو إحدى أهمّ مسؤولياتها، وهو عادةً ما يستلزم القيام برحلة طويلة محفوفة بالمخاطر لجمع الحطب.

لاجئات يجمعن الخشب الجاف للطهي به – الصورة من الفاو

وقد أوضحت قائلة: “تستغرق رحلة جمع الحطب وقتًا طويلًا. تبدأ من بعد الظهر وتستمر حتى الليل. والطريق طويل!. ويغادر الأطفال أيضًا مدارسهم لجمع الحطب”.

ويشكّل النزوح الطويل الأمد، مثلما هو الحال في مخيم علي عدي، ضغطًا هائلًا على الموارد الطبيعية الشحيحة، ويمكن أن يُسبب توترًا بين النازحين والمجتمعات المحلية المضيفة. فالغابات، والموارد المائية، والأراضي الصالحة للزراعة كلّها موارد قيّمة تتعرض لضغوط بسبب المخيمات التي قد تتشكّل بين ليلة وضحاها ولكنها تبقى قائمة لعقود.

إنتاج فحم مستدام للطهي من شجرة الغاف

قالت موظفة مسؤولة عن حالات الطوارئ وأنشطة القدرة على الصمود في (الفاو)، إنديرا جوشي: “تتمثل التحديات اليومية التي تواجهها هذه المجتمعات المحلية في الوصول إلى سبل كسب العيش، والحماية، والمخاطر الصحية، والتوترات بين المجتمعات المحلية المضيفة وسكان المخيمات أنفسهم. وما يبعث على القلق الشديد هو الطبيعة المطولة لهذا النزوح. لذلك، فالسؤال المطروح هو: ما الذي نفعله، نحن المجتمع الدولي، حيال هذا الأمر؟”

وينبثق أحد الأجوبة من مشروع تخضير الاستجابة الإنسانية، الذي تنفذه المنظمة بتمويل أوروبي، إذ يساعد المشروع النازحين والمجتمعات المحلية المضيفة والسلطات المحلية على إدارة الموارد الطبيعية بفعالية أكبر، وتحسين إمكانية الحصول على الطاقة اللازمة للطهي وسبل كسب العيش.

وأساليب الطهي التقليدية لا تستهلك الموارد والوقت فحسب، بل من المحتمل أن تكون خطرة أيضًا، حيث تؤثر في جودة الهواء وتعرّض الأسر لمخاطر صحية.

ولمعالجة هذه المشكلة، وزّع المشروع مواقد طهي موفّرة للطاقة.

وعلقت هيلينا قائلة: “إن الموقد يحمينا من الذهاب بعيدًا إلى الجبال لجمع الحطب.. والحياة أصبحت أسهل”.

شجرة الغاف – الصورة من سيجيهترا سيدز آند بلب

ويشجّع المشروع استخدام شجرة الغاف، وهو نوع من النباتات الغازية، لإنتاج فحم مستدام للطهي. وهذا يقلّل من الحاجة إلى الحطب ويساعد في إدارة هذه الأشجار.

وقال ممثل المنظمة في جيبوتي، كوامي دزيفانو نياركو بادوهو: “كوننا نحاول الآن تحويل شجرة الغاف إلى فحم أمر مهم جدًا للحدّ من تدهور الموارد الطبيعية ولكن أيضًا لاستخدامه بشكل عقلاني”.

وأشار مهندس الزراعة الإيكولوجية في المنظمة، آرتورو غيانفنوتي،  إلى أن مشروع تخضير الاستجابة الإنسانية أسفر أيضًا عن بيانات مرجعية قيّمة حول الأثر البيئي والاحتياجات من الطاقة. ويمكن أن يُساعد ذلك في توجيه تدخلات أكثر فعالية من حيث التكلفة تدعم سلاسل القيمة المستدامة القائمة على الغابات.

ويقدّم مشروع تخضير الاستجابة الإنسانية نموذجًا قابلًا للتطوير لحماية البيئة بموازاة تحسين حياة الناس- عبر إتاحة طاقة أنظف، واستعادة النظم الإيكولوجية، وتعزيز القدرة على الصمود للأشخاص الذين يعيشون في ظلّ بعض أشد الأوضاع هشاشة في العالم. وقد نُفذ المشروع حتى الآن في كلٍ من أوغندا وتنزانيا وجيبوتي والصومال.

اقرأ أيضاً

  • مايو 29, 2025
  • 39 views
مسؤول أوروبي: ضريبة الكربون صغيرة جدًا عند بدء التطبيق في 2026.. وميزة تنافسية للأسمدة المصرية

تطبق أوروبا ضريبة الكربون بدءًا من العام المقبل، ما قد ينعكس سلبًا على صادرات الأسمدة المصرية، وإنتاج كل دول شمال أفريقيا إلى دول التكتل، لكن مسؤول أوروبي، أكد في تصريحات…

Read more

  • مايو 28, 2025
  • 53 views
دراسة تأثر القطاع الزراعي في دول (آسيان) بتغير المناخ

غذاء ومناخ تدرس جامعة سنغافورة الوطنية (NUS) آثار تغير المناخ في القطاع الزراعي في دول (آسيان)، بهدف تعزيز الأمن الغذائي. وقالت وزيرة الاستدامة والبيئة، غريس فو، اليوم الأربعاء 28 مايو/أيار…

Read more

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *