تناول الحشرات غير مقبول للمستهلكين.. دراسة: “طعام مُقرف”

  • لحوم
  • يونيو 25, 2025
  • 0 تعليق

غذاء ومناخ

رجحت دراسة حديثة فشل ترويج تناول الحشرات كبديل رئيس للحوم في الأنظمة الغذائية الغربية، بسبب الاشمئزاز (القرف) المتجذر لدى المستهلكين.

وخلصت الدراسة، الصادرة تحت عنوان: “ما وراء الضجيج: من غير المرجح أن تُخفّض الأطعمة القائمة على الحشرات استهلاك اللحوم بشكل كبير”، إلى أن “الرفض النفسي الذي يعاني منه المستهلكون، والذي يتمثل في الغالب في مشاعر الاشمئزاز”، يُشكّل أكبر عائق أمام قبول السوق، بحسب المؤلف المشارك والمدير التنفيذي لمعهد الحشرات، الدكتور داستن كروميت، وفق تقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.

وفي حين أن توقعات الدراسة الجديدة مُحبطة، أشار تقرير آخر صادر عن شركة “بيرسيستنس ماركت ريسيرش” إلى أن: “من المتوقع أن ينمو حجم سوق الحشرات الصالحة للتناول عالميًا من 2.3 مليار دولار في 2025 إلى 4.7 مليار دولار بحلول عام 2032، ما يعكس معدل نمو سنوي مركب قوي بنسبة 10.6% بين عامي 2025 و2032.

ويعزى هذا النمو إلى زيادة وعي المستهلكين بالتأثير البيئي لمصادر البروتين التقليدية والطلب المتزايد على منتجات البروتين البديلة.

تناول الحشرات جيد نظريًا

منذ سنوات يروج البعض لمسألة تناول الحشرات بوصفها بدائل اللحوم الأكثر استدامة، إلا أن الحشرات واجهت صعوبة في تجاوز ما يُسمى بعامل “الاشمئزاز”، وفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة “إن بي جيه ساينس أغريشن”.

ووجدت الدراسة أن ارتفاع مستويات الاشمئزاز، إلى جانب عدد من الحواجز الاقتصادية والثقافية، تُشكل عقبة كبيرة أمام سوق الحشرات المُستزرعة.

ديدان للتناول كطعام – الصورة من الفاو

أجرى فريق من المملكة المتحدة وأميركا وأوروبا دراسةً حلل فيها دراساتٍ حالية حول مواقف المستهلكين تجاه البروتينات البديلة. ووجدت الدراسة أن نسبة “الاستعداد لتجربة” بدائل اللحوم النباتية وصلت إلى 91%، بينما دارت النسبة مع الأطعمة القائمة على الحشرات حول 20% فقط.

ويشمئز المستهلكون من تناول الحشرات، حتى عند تحويلها إلى أشكال غير مألوفة كالمساحيق أو مزجها مع الأطعمة المألوفة.

وأضاف كروميت: “تشير أبحاثنا إلى أنه من غير المرجح أن يتغير هذا الوضع في المستقبل. ينبغي على صانعي السياسات والمستثمرين والمنظمات التي تعمل على تحسين الأثر البيئي والصحي للأنظمة الغذائية الغربية مراعاة أن بدائل اللحوم الأخرى قد تكون لديها فرصة أفضل للقبول على المدى الطويل من قبل المستهلكين”.

وتسلط الدراسة الضوء على أنه على الرغم من أن الناس غالبًا ما يشيدون بالحشرات الصالحة للأكل لتأثيرها البيئي المنخفض مقارنةً باللحوم، إلا أنها لا تزال أقل من البروتينات النباتية الحالية. وقد صنّف الباحثون الحشرات في أدنى مرتبة بين البروتينات البديلة من حيث الأداء البيئي وقابلية التوسع ورفاهية الحيوان.

ووجدت الدراسة أن الغالبية العظمى من المنتجات القائمة على الحشرات، حوالي 90%، هي وجبات خفيفة جديدة أو مكونات متخصصة لا تنافس اللحوم إطلاقًا. كما تشير الدراسة إلى أن “معظم منتجات الحشرات ينتهي بها الأمر إلى منافسة الأطعمة النباتية بدلًا من استبدال اللحوم، مما قد يؤدي إلى تفاقم الآثار البيئية”.

علاوة على ذلك، وجد تحليل حديث بتكليف حكومي في المملكة المتحدة أن استخدام يرقات ذبابة الجندي الأسود كعلف للحيوانات كان له تأثير مناخي أسوأ بما يصل إلى 13.5 مرة من فول الصويا.

تأتي نتائج الدراسة في وقتٍ محوريٍّ لصناعة الأغذية. فمع مسؤولية إنتاج الثروة الحيوانية عن نحو 14.5% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، أصبح البحث عن بدائل بروتينية مستدامة أمرًا مُلحًّا. ومع ذلك، تُشير منظمة “ما وراء الطنين” إلى أن الحشرات ليست الحل، على الأقل ليس للاستهلاك البشري في الغرب. ويوصي المؤلفون بأن تُركز جهود الابتكار والسياسات الغذائية المستقبلية على بدائل أكثر قبولًا ثقافيًا، مثل اللحوم النباتية والمزروعة، وفق “نيو فوود“.

الصراصير والنمل

تُقدم الحشرات الصالحة للتناول، والتي تشمل أنواعًا مثل الصراصير وديدان الوجبة والجنادب والنمل، بديلًا عالي الجودة ومستدامًا للحوم، وفقًا لتقرير شركة “بيرسيستنس ماركت ريسيرش“.

ومع توقع وصول عدد سكان العالم إلى أكثر من 9 مليارات نسمة بحلول عام 2050، يجب على صناعة الأغذية التكيف لتلبية الطلب المتزايد على البروتين مع تقليل البصمة البيئية. ومع تزايد الطلب العالمي على البدائل الغذائية النباتية والمستدامة، يُعد تناول الحشرات حلًا عمليًا لتحديات الأمن الغذائي مستقبلًا، وفق التقرير.

ويُعدّ الوعي المتزايد بالاستدامة البيئية لتربية الحشرات أحد العوامل الرئيسة التي تُسهم في نمو سوق الحشرات الصالحة للتناول.

وتحتاج الحشرات موارد أقل بكثير (الأرض والمياه والأعلاف) مقارنةً بالثروة الحيوانية التقليدية، ما يجعلها خيارًا أكثر استدامة. علاوة على ذلك، فهي غنية بالبروتين والفيتامينات والمعادن، ما يُوفر مصدرًا غذائيًا عالي القيمة الغذائية. نتيجةً لذلك، أصبحت الحشرات الصالحة للأكل خيارًا جذابًا، ليس فقط للمستهلكين، بل أيضًا لمصنّعي الأغذية الباحثين عن مكونات مستدامة.

ومن المتوقع أن يكون قطاع الأغذية والمشروبات هو القطاع الرائد في سوق الحشرات الصالحة للتناول، حيث يستخدم مكونات حشرية في منتجات مثل ألواح البروتين والوجبات الخفيفة وحتى المشروبات.

وجغرافيًا، لا تزال منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي المنطقة المهيمنة نظرًا لاستهلاكها التاريخي للحشرات كمصدر غذائي. “ومع ذلك، يشهد الطلب في أمريكا الشمالية وأوروبا نموًا سريعًا، مدفوعًا بتزايد اهتمام المستهلكين بالبدائل الغذائية المستدامة والنباتية”.

شخص يتناول الصراصير – الصورة من يونيفيرستي أوف كاليفورنيا

يمكن تقسيم سوق الحشرات الصالحة للأكل بناءً على نوع المنتج والاستخدام والمنطقة. تشمل أنواع المنتجات أنواعًا مختلفة من الحشرات مثل الصراصير، وديدان الطحالب، والجنادب، وذباب الجندي الأسود. من بين هذه الحشرات، تُعد الصراصير أكثر الحشرات الصالحة للأكل استهلاكًا نظرًا لمحتواها العالي من البروتين، وانخفاض نسبة الدهون، وخصائصها المستدامة الممتازة. تُستخدم عادةً في شكل مسحوق بروتين، وكمكون رئيسي في ألواح البروتين والوجبات الخفيفة.

من حيث التطبيق، يُعد قطاع الأغذية والمشروبات المستهلك الأكبر للحشرات الصالحة للأكل. وهذا لا يشمل فقط الوجبات الخفيفة وألواح البروتين المصنوعة من الحشرات، بل يشمل أيضًا مساحيق بروتين الحشرات المستخدمة في العصائر والمشروبات وغيرها من الأغذية الوظيفية. كما تُشكل صناعة الأعلاف الحيوانية حصةً كبيرةً، حيث تُستخدم البروتينات المصنوعة من الحشرات كبدائل أعلاف مستدامة للماشية والحيوانات الأليفة. ومع تزايد المخاوف بشأن التأثير البيئي لإنتاج الأعلاف الحيوانية التقليدية، تُقدم الحشرات خيارًا أكثر استدامة، حيث تُوفر مصدرًا مغذيًا للبروتين وتُقلل من البصمة الكربونية.

اقرأ أيضاً

  • مايو 5, 2025
  • 28 views
الفاو: انتشار الحمى القلاعية في أوروبا الأسوأ منذ 2001.. وسلالة دخيلة في العراق والبحرين

غذاء ومناخ أعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة(الفاو)، أن أوروبا تشهد أسوأ انتشار لمرض الحمى القلاعية منذ مطلع القرن الحالي (2001)، وهي عادةً ما تكون خاليةً منه، كما أن هناك…

Read more

  • مايو 4, 2025
  • 34 views
الوزير الجزار الذي سيعيد اللحوم إلى مدارس ألمانيا

غذاء ومناخ أثار وزير الزراعة الألماني الجديد، ألويس راينر، وهو جزار بافاري، جدلًا وطنيًا بوعدة إعادة اللحوم إلى قوائم طعام المدارس ورياض الأطفال في جميع أنحاء البلاد. راينر، الجزار المُدرّب…

Read more

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *