
غذاء ومناخ
طلبت أفغانستان استيراد القمح الروسي لتلبية احتياجاتها، في ظل المخاوف من تزايد الخطر على إمدادات المنتجات الغذائية من إيران، شريكتها التجارية الرئيسة، بعد تعرضها لضربات من إسرائيل واشتعال الحرب بينهما، وفق تقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.
ووفق تصريحات وزير مسؤول في حكومة حركة طالبان التي تحكم أفغانستان، منذ الإطاحة بحكم الرئيس أشرف غني، بعد انسحاب القوات الأميركية في عام 2021، بعد حرب دامت 10 سنوات، لم تعترف بها أي دولة، حتى السعودية والإمارات سحبت الاعتراف بها الممنوح في حقبة حكمها الأولى، ما خلق صعوبات في التجارة الدولية، وقوض من قدرتها على شراء احتياجاتها من السلع الأساسية مثل المنتجات الغذائية والطاقة.
لذلك لجأت طالبان إلى دولًا تعاني من عقوبات أميركية في الأساس مثل إيران، والآن بعد اشتعال الحرب وتصاعدها، تخطط لشراء القمح الروسي.
وقد تكون خطوة طالبان في أفغانستان لشراء القمح الروسي بعيدة النظر، إذ تحركت بدافع المخاوف من خطر الإمدادات من طهران، إذا تصاعدت حدة الحرب، وهذا ما حدث أمس الأحد واليوم الإثنين 23 يونيو/حزيران 2025.
وفي حين شاركت أميركا إسرائيل في حربها على طهران أمس، بتوجيه ضربات لـ مواقع نووية، ردت إيران بضرب قاعدة العديد العسكرية الأميركية في قطر بـ 6 صواريخ منذ عدة ساعات.
مناقشة إمكانية استيراد القمح الروسي
تناقش أفغانستان إمكانية استيراد القمح الروسي والعديد من المنتجات الغذائية في ظل تهديد انقطاع الإمدادات من إيران؛ بسبب الصراع المسلح بين إسرائيل وإيران، أحد الشركاء التجاريين الرئيسين لأفغانستان. وقد أعلن ذلك وزير الزراعة الأفغاني، عطا الله عمري، في مقابلة مع وكالة رويترز.
وبحسب قوله، “تسعى أفغانستان جاهدةً لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية. ومع ذلك، ما زلنا نعتمد على بعض السلع القادمة من إيران، وإذا واجهتنا أي مشلات هناك، فمن المؤكد أنها ستؤثر فينا”.
وفي ظل تحسن العلاقات بين روسيا وحكومة طالبان، زار وفد أفغاني الأسبوع الماضي المنتدى الاقتصادي الرئيس لروسيا في سانت بطرسبرغ، وعقد اجتماعات مع ممثلي وزارة الزراعة الروسية.

ويُصدر القمح الروسي والدقيق إلى قازاخستان وأفغانستان. كما تُصدّر روسيا السكر والزيوت النباتية إلى البلاد. ومع ذلك، أشار عمري إلى أن كابول مهتمة حاليًا بشراء القمح، وليس الدقيق.
وقال وزير الزراعة الأفغاني، عطا الله عمري: “طلبنا من روسيا إرسال القمح إلينا بدلًا من الدقيق. كما أن واردات السلع الأخرى من روسيا تنمو بشكل جيد”.
وفي عام 2024، أصبحت أفغانستان أكبر مشترٍ للدقيق الروسي. وفي الوقت نفسه، في عام 2023، زادت البلاد إنتاجها من القمح بنسبة 10% ليصل إلى 4.83 مليون طن. يبلغ إجمالي احتياجات البلاد السنوية نحو 6.8 مليون طن.
وأضاف عمري: “على مدى السنوات الأربع الماضية – بعد رحيل الأميركيين – سعينا جاهدين لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الأساسية. وتورد روسيا إلينا كميات غير كافية سنويًا، خاصة من القمح والدقيق.
برنامج الأغذية العالمي يُحذر
ويوم الخميس 19 يونيو/حزيران 2025، أعلن برنامج الأغذية العالمي أن أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء أفغانستان قد ارتفعت بشكل حاد في الأيام الأخيرة، ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى الاضطرابات في طرق التجارة على طول الحدود الجنوبية والغربية للبلاد مع إيران، بسبب حربها مع إسرائيل ما أدى إلى تأخير الواردات الأساسية.
وخلص تقرير برنامج الأغذية العالمي، الذي يستند إلى تتبع الأسعار أسبوعيًا، إلى أن أسعار معظم المواد الغذائية الأساسية ارتفعت بشكل شبه فوري. وأشار إلى أن الاختناقات في المعابر الإقليمية هي العامل الرئيس وراء ارتفاع تكاليف النقل، ما أثار مخاوف من أن الأسعار قد ترتفع أكثر قبل عودة الاستقرار.
وقد أدت زيادة بنسبة 14.7% في سعر الديزل – الذي يبلغ متوسطه الآن 67.1 أفغاني (0.95 دولارًا أميركيًا) للتر – إلى ارتفاع التضخم عبر سلسلة الإمداد الغذائي.
أشار برنامج الأغذية العالمي إلى أن انقطاعات الوقود والمدخلات المستوردة قد أثارت سلوكيات مضاربة بين تجار الجملة والتجار، مما زاد من ضغوط الأسواق المحلية.
وأشار التقرير إلى أن “الأسواق لا تزال هشة”، مشيرًا إلى أن ارتفاع تكاليف الوقود وتقييد الواردات يُفاقمان مخاطر انعدام الأمن الغذائي.
وأظهرت أسعار الخضراوات اتجاهات متباينة؛ فقد انخفضت أسعار الباذنجان والبطاطس بشكل طفيف مقارنة بالأسبوع السابق، بينما ارتفع سعر البصل بنسبة 2.8%. وتُظهر المقارنات السنوية انخفاضًا موسميًا في معظم المنتجات.

كما وجد برنامج الأغذية العالمي أنه على الرغم من الزيادة الطفيفة في متوسط أيام العمل الموسمية، إلا أن الأجور اليومية ظلت مستقرة، مما تسبب في تآكل حاد في القوة الشرائية للعمال المؤقتين.
وكانت تغيرات أسعار المواد غير الغذائية مثل الأسمدة والبذور المُحسّنة طفيفة، لكن التقرير حذّر من أن انخفاض الواردات من إيران قد يُؤدي إلى تضخم في المستقبل.
وخلص برنامج الأغذية العالمي إلى أن “ارتفاع التكاليف وتقلبات السوق يُهددان الأمن الغذائي والمرونة الاقتصادية في أفغانستان، ويتطلبان اهتمامًا عالميًا عاجلًا”، وفقًا لموقع”أمو“.