الفاو: إنتاج الغذاء العالمي جيد.. 1.7 تريليون بيضة وأرز قياسي

غذاء ومناخ

تشيرتوقعات إنتاج الغذاء العالمي إلى حالة من التفاؤل، إذ سُجل إنتاج 1.7 تريليون بيضة، ومن المتوقع وصول الأرز إلى مستوى قياسي، ورغم ذلك لا يزال تحت رحمة الظروف الجوية السيئة، والتوترات الجيوسياسية المستمرة، وعدم اليقين في السياسات التجارية، والظروف الاقتصادية، وفقًا لتقرير حديث صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، اليوم الخميس 12 يونيو/حزيران 2025.

وتوقع أحدث تقييمات الفاو أن يزداد إنتاج جميع السلع، باستثناء السكر، وفقًا للتقرير الذي تلقته منصة “غذاء ومناخ“.

وفيما يتعلق بالسلع الزراعية الأساسية من إنتاج الغذاء العالمي، توقع التقييم أن يصل إنتاج الأرز والذرة والذرة الرفيعة والبذور الزيتية إلى مستويات قياسية جديدة.

وقال كبير الاقتصاديين في الفاو، ماكسيمو توريرو: “في حين تبدو اتجاهات الإنتاج الزراعي قوية، إلا أن العوامل المحفزة التي قد تؤثر سلبًا على الأمن الغذائي العالمي آخذة في التزايد”ز

يقدم منشور منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) نصف السنوي الأخير تقييماتٍ للسوق وتوقعاتٍ مُحدثة لإنتاج الغذاء العالمي، وتجارته، واستخدامه، ومخزونات السلع الغذائية الرئيسة، بما في ذلك القمح، والحبوب الخشنة، والأرز، والمحاصيل الزيتية، والسكر، واللحوم، ومنتجات الألبان، ومصايد الأسماك.

إنتاج الغذاء العالمي من القمح والأرز

من المتوقع أن يشهد إنتاج الغذاء العالمي من القمح زيادةً طفيفة العام المقبل، بينما سينخفض ​​نصيب الفرد من استهلاك الغذاء. وتُعزى مكاسب الإنتاج بشكل كبير إلى زيادة بنسبة 13% في الاتحاد الأوروبي نتيجةً لتحسن الغلة بسبب الأحوال الجوية، إضافة إلى احتمال تحقيق حصاد قياسي غير مسبوق في الهند نتيجةً لزيادة مساحات الزراعة.

ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج الحبوب الخشنة بنسبة 3.4% ليصل إلى مستوى قياسي، مدعومًا بتوقعات قوية في البرازيل والاتحاد الأوروبي، وخاصةً اميركا، التي تشير التوقعات إلى زيادة إنتاج الذرة بنسبة 6.0% فيها مع التوسع في زراعة المحاصيل، في الغالب.

كما يُتوقع أن يؤدي تحسن الأحوال الجوية إلى رفع إنتاج الذرة في جنوب أفريقيا.

وأصدرت (الفاو) أول توقعاتها لإنتاج الأرز العالمي، متوقعةً زيادة سنوية بنسبة 0.9% ليصل إلى مستوى قياسي جديد قدره 551.5 مليون طن، ويعزى ذلك -في الغالب- إلى الارتفاعات المتوقعة في إنتاج آسيا.

زيادة في إنتاج الحبوب – الصورة من ذا هول غراين كاونسل

ومن المتوقع أن تتوسع تجارة الأرز الدولية بنسبة 1.4% في 2025 لتصل إلى مستوى قياسي قدره 60.5 مليون طن، مدفوعةً بالطلب القوي من أفريقيا وارتفاع الصادرات من الهند وأمريكا الجنوبية؛ وأن يزداد الاستهلاك الغذائي العالمي للفرد من الأرز، وهو أهم حبوب الغذاء البشري، عالميًا، مع زيادة قوية بنسبة 2% في البلدان منخفضة الدخل التي تعاني من عجز غذائي.

كما يعرض تقرير توقعات الأغذية المُحدّث لفاتورة استيراد الأغذية العالمية في 2024، والتي من المتوقع أن تكون قد ارتفعت بنسبة 3.6% عن العام السابق لتصل إلى ما يقارب من 2.1 تريليون دولار. يُعزى هذا الارتفاع بشكل رئيس إلى صعود تكاليف استيراد البن والشاي والكاكاو والتوابل 29.3%، والفواكه والخضراوات بنسبة 8.1%، ومنتجات اللحوم بنسبة 5.6%. في المقابل، انخفضت فاتورة استيراد مجموعات السلع الغذائية الأخرى، بما في ذلك هبوط بنسبة 4.6% في فاتورة الحبوب.

وفي عام 2025، من المرجح أن تؤثر التوترات التجارية وعدم اليقين السياسي في فاتورة استيراد الأغذية العالمية من خلال التأثير على أحجام الواردات وأسعارها، وخاصةً المنتجات الحساسة مثل المشروبات الاستوائية والسلع الحيوانية. سيختلف التأثير باختلاف البلد والسلعة، اعتمادًا على عوامل مثل مستوى الاعتماد على الواردات وتوافر البدائل. و”قد تؤدي الأحوال الجوية السيئة وانقطاعات سلسلة التوريد إلى زيادة تكاليف الاستيراد”.

تأثير أنفلونزا الطيور في إنتاج الدواجن

يتضمن تقرير توقعات إنتاج الغذاء العالمي قسمًا خاصًا يبحث في كيفية تأثير إنفلونزا الطيور شديدة الإمراض في قطاع الدواجن حول العالم.

وقال إنه على الرغم من تكرار تفشي المرض على مدى السنوات الأربع الماضية، حافظت أنماط تصدير لحوم الدواجن على صمودها. في عام 2025، أعلنت البرازيل – ثالث أكبر منتج للحوم الدواجن في العالم، حيث تُمثل ما يقارب من 30% من الصادرات العالمية – عن أول حالة إصابة بإنفلونزا الطيور شديدة الإمراض في مزارع الدواجن التجارية.

دجاد وبيض – الصورة من نيوز وويك

وبلغ إنتاج بيض الدجاج العالمي 91 مليون طن – أو ما يقارب من 1.7 تريليون بيضة – في عام 2023؛ كان نصيب الصين منها 38%، تليها الهند وأميركا بسبة 8% و7% على التوالي. وعلى الرغم من أن 2.2 مليون طن فقط هي الكمية المتداولة عادةً، إلا أن هذا الحجم تضاعف تقريبًا في عام 2024. ونتيجة لذلك، لا تزال تقلبات أسعار البيض تُمثل مشكلة.

ويظهر تأثير إنفلونزا الطيور شديدة الإمراض في إنتاج الغذاء العالمي بشكل رئيس في قطاع إنتاج البيض، حيث تتميز دجاجات التسمين بدورة إنتاج أقصر، وعادةً ما تُربى في أنظمة حظائر مغلقة.

وتفاقمت أنفلونزا الطيور شديدة الإمراض لتصبح أحد أخطر التهديدات البيولوجية لقطاع الدواجن العالمي، حيث أثرت في أكثر من 173 مليون دجاجة في أميركا فقط منذ عام 2022، ما أدى إلى رفع تكاليف إدارة تفشي المرض وتعويض المزارعين لتتجاوز 1.4 مليار دولار حتى أواخر عام 2024.

وكثيرًا ما شكّلت متحورات أنفلونزا الطيور شديدة الإمراض التي تنتشر عن طريق الطيور البرية المهاجرة مشكلة، إلا أن حالات تفشي المرض منذ عام 2020 تُظهر نمطًا أكثر استمرارًا وانتشارًا، مع آثار اقتصادية أكبر.

اقرأ أيضاً

  • يونيو 17, 2025
  • 25 views
دراسة: تدهور الأراضي الزراعية العربية يتزايد

غذاء ومناخ تدهور الأراضي الزراعية العربية يتفاقم، ويتجاوز باقي أنحاء العالم، لذلك حذرت دراسة حديثة من ذلك، في اليوم العالمي لمكافحة التصحرن الذي يحل في 17 يونيو/حزيران من كل عام.…

Read more

  • يونيو 14, 2025
  • 18 views
المياه الجوفية في الهند تتناقص.. أمطار موسمية أقل وقوانين استعمارية

غذاء ومناخ تغطي المياه الجوفية في الهند أكثر من 60% من احتياجات الري، و80% من احتياجات الشرب في المناطق الريفية، إلا أن ضعف موسم الأمطار الموسمية العام الماضي أدى إلى…

Read more

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *