
غذاء ومناخ
انخفض استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام في اليابان إلى النصف خلال السنوات الخمس الماضية، إلا أن بعض الصناعات لا تزال بحاجة إلى منتجات بلاستيكية، مثل عبوات السوائل. وقد طوّر باحثون بديلًا قويًا يتحلل في المحيطات خلال عام.
وتعاني الدلافين والسلاحف البحرية، بل وتموت، بسبب تشابكها مع النفايات البلاستيكية، الناجم بصورة رئيسة عن البلاستيك أحادي الاستخدام في اليابان ودول أخرى.
وهذه المواد ليست مُهدرة فحسب، بل هي أيضاً شديدة التلوث ويصعب التخلص منها. وإذا تحللت، فقد يستغرق الأمر مئات أو حتى آلاف السنين، وبعد ذلك تبقى الجسيمات البلاستيكية الدقيقة.
والأسوأ من ذلك هو الكم الهائل من البلاستيك الذي لا يجري التخلص منه بشكل صحيح، ما يعني أنه غالبًا ما ينجرف في المجاري المائية وينتهي به المطاف في المحيطات.
لذلك ليس غريبًا أن 99% من رقعة نفايات المحيط الهادئ الكبرى تتكون من البلاستيك.
ومن الأمور الجيدة طرح العديد من البدائل البلاستيكية، وفقاً لتقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.
العبوات الورقية والكرتونية
في حين أن العبوات الورقية والكرتونية تحل محل البلاستيك الذي انتشر في متاجر اليابان لعقود، لا تزال هناك بعض الحالات التي تتطلب استخدام البلاستيك، مثل السوائل. ولذلك، يعمل الباحثون في اليابان على ابتكار بدائل قابلة للتحلل الحيوي للبلاستيك لسدّ هذه الفجوة في السوق.
ووفقًا لورقتهم البحثية، التي نُشرت مؤخرًا في مجلة “ساينس أدفانسز”، فقد حققوا إنجازًا كبيرًا.

وعندما تعلق الأمر بابتكار منتجهم البلاستيكي البديل، كان الدافع وراء عمل الفريق هو إدراكهم أنه حتى مع أفضل النوايا، لا يزال من المرجح أن ينتهي المطاف ببعض النفايات في المحيطات. ولذلك، أوضحوا في ورقتهم البحثية أنهم ابتكروا مادة مناسبة لذلك:
ووفق الورقة البحثية: “للتخفيف من التلوث البحري الناجم عن البلاستيك أحادي الاستخدام، من الضروري الانتقال إلى مواد سلعية من الجيل التالي، مشتقة من الكتلة الحيوية وقابلة لإعادة التدوير وقابلة للتحلل الحيوي البحري حتى في الأعماق السحيقة.”
وأثبت المنتج الذي ابتكروه – المعروف باسم الورق المقوى الشفاف (تي بي بي) قدرته على التحلل الكامل حتى في أصعب الظروف المائية في مدة تقل عن عام عام.
ويثور تساؤل حول فعالية المادة الجديدة في حفظ السوائل، ويرد الباحثون، بأن الورق المقوى الشفاف (والذي يُصنع، مثل الورق، من السليلوز النباتي) قادر على حفظ الماء المغلي لساعات دون تسريب.
وقالوا: “تتكون تي بي بي بالكامل من السليلوز النقي، وهي مطابق في تركيبتها للورق. وتستطيع المادة حفظ الماء المغلي حديثًا دون طبقة داخلية، وذلك بفضل خصائصها العالية في مقاومة الشد الرطب وخصائصه الحرارية المتباينة الخواص.”
وبفضل طبقة رقيقة، تستطيع هذه المادة الشفافة حفظ جميع أنواع السوائل لفترة أطول.
انخفاض شفافية المادة المعاد تدويرها
يكمن جمال منتج الباحثين اليابانيين المستدام في أنه لا يتحلل إلى جزيئات غير ضارة في الماء فحسب، بل إنه قابل لإعادة التدوير بالكامل أيضًا.
وقال الباحثون في ورقتهم البحثية: “يُعد منتج تي بي بي المُستهلك مادة قابلة لإعادة التدوير في نظام مغلق، حيث تكون جميع المواد الكيميائية والمياه قابلة لإعادة التدوير أيضًا. علاوة على ذلك، جرى تأكيد قابلية المنتج للتحلل البيولوجي البحري عبر الأعماق الضحلة والعميقة من خلال اختبارات التحلل في الموقع والتحليلات الميتاجينومية. وبالتالي، من المتوقع أن يكون مادة أساسية دائرية بالكامل في المجتمعات المستدامة مستقبلًا.”
غير أن هناك جانب سلبي صغير لإعادة تدوير تي بي بي، وهو أن المادة المُعاد تدويرها أقل شفافية من سابقتها. “ولكن في عالم يتعرض فيه مناخنا وجميع أنظمتنا البيئية الأكثر حيوية للخطر، هل يُعد التغليف الشفاف بالكامل أولوية حقًا؟”.

ولا يزال فريق الباحثين اليابانيين يخضعون المنتج الجديد لمزيد من الاختبارات، والذي قد يكون سبيلًا إلى التخلص من البلاستيك أحادي الاستخدام إلى الأبد.
وكان السفير الياباني في مصر، فوميو إيو آي، قد صرح لمنصة “غذاء ومناخ”، على هامش فعالية انعقدت يوم الأحد 1 يونيو/حزيران 2025، بمناسبة انطلاق حملة توعية في القاهرة بمخاطر البلاستيك أحادي الاستخدام، بأن بلاده التي مولت حملة مصر، أطلقت حملة مشابهة قبل 5 سنوات، أسهمت في خفض هذا النوع إلى النصف، وفق موقع “تويسترد سويفتر“.