قش الأرز وسيلة مزارعي نيبال للحفاظ على المياه في التربة من الجفاف

غذاء ومناخ

نجح عدد من مزارعي نيبال من الاستفادة من قش الأرز لمقاومة الجفاف وخفض استهلاك المياه في الأرض الزراعية، ما انعكس إيجابًا على إيرادات تلك المناطق المهمشة.

ويأتي ذلك في إطار ممارسات عديدة لتمكين مزارعي نيبال من النجاح بفضل الزراعة المستدامة، بعد تعلمها في المدارس الحقلية، وفق بيان تلقته منصة “غذاء ومناخ“.

وكان المزارعون في نيبال -مثل آخرين في دول العالم- يقومون بحرق قش الأرز للتخلص منه، وذلك قبل البدء في استعماله في حفظ المياه في التربة كإحدى سبل الزراعة المستدامة المقاومة لتغير المناخ.

ومن مزارعي نيبال اللذين استفادوا من وسائل الزراعة المستدامة، مثل استغلال قش الأرز، خيلامايا نيبالي، التي اتبعت طريقة جديدة لمكافحة الآفات.

السيطرة على أعداد الذباب

 تشرح خيلامايا نيبالي، المزارعة النيبالية، الطريقة الجديدة لمكافحة الآفات، قائلة: “انظر، هذا ذكر ذباب. لقد صنعنا مصيدة تلتقط الذكور باستخدام مادة كيميائية محددة. ونفعل ذلك لكي تبقى أعداد الذباب تحت السيطرة. لقد تعلّمنا هذه الطريقة في دورة تدريبية نظمتها المدرسة الحقلية”.

واكتسبت نيبالي مهارات جديدة بمشاركتها في المدرسة الحقلية للمزارعين لإدارة الموارد الطبيعية، حيث تعمل هي ومجموعة من المزارعين الآخرين بشكل جماعي في قطعة أرض التي تقع في مقاطعة أودايابور جنوب شرق نيبال.

وتشكِّل المدرسة الحقلية للمزارعين مكونًا رئيسيًّا في مشروع “بناء مجتمعات قادرة على الصمود في إقليم تشوريا في نيبال، وهو مشروع يموّله الصندوق الأخضر للمناخ، ويُنفَّذ بالشراكة بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وحكومة نيبال. ويمكّن هذا المشروع المزارعين من إيجاد حلول للتحديات المتزايدة المتصلة بتغيّر المناخ التي تواجه الزراعة في الأقاليم.

ويواجه إقليم تشوريا في نيبال، الواقع عند سفوح جبال الهيمالايا الشاهقة، تهديدات خطيرة بسبب تدهور الأراضي، وأنماط الطقس المتقلبة، والأنشطة البشرية غير المستدامة. 

آثار الأمطار الموسمية في نيبال على حقل للأرز – الصورة من نيبالي تايمز

ومعظم المزارعين في هذا الإقليم هم من مزارعي الكفاف الذين يعتمدون على قطع أرض صغيرة لزراعة محاصيل الحبوب، مثل الأرزّ والذرة، لإعالة أسرهم على مدار العام.

ورغم تسارع التغيرات المناخية، لا يزال الكثير من المزارعين يعتمدون على الممارسات الزراعية التقليدية، ما يجعلهم أكثر عرضة لخطر خسارة محاصيلهم الحيوية بسبب أنماط الطقس المتقلبة.

استخدام قش الأرز كغطاء للتربة

يعالج مشروع “بناء مجتمعات قادرة على الصمود في إقليم تشوريا في نيبال”؛ بفضل المدرسة الحقلية للمزارعين، جوانب الهشاشة المرتبطة بالمناخ من خلال إجراء تجارب مقارنة على أصناف مختلفة من المحاصيل، لتقييم أدائها على مدار دورة المحاصيل، ومساعدة المزارعين على تحديد الأصناف الأنسب للظروف المحلية الجديدة، ولآثار الظواهر المناخية القصوى.

وتعدُّ هذه الحقول التجريبية منصّة لاختبار تقنيات جديدة، ما يمكِّن المزارعين من مراقبة الممارسات المبتكرة وتكييفها واعتمادها في ظروف واقعية.

وتنطوي إحدى هذه التقنيات على استخدام قش الأرز كغطاء للتربة للاحتفاظ برطوبتها خلال موسم الجفاف. فالمزارعون في السابق كانوا يحرقون هذا القش، ما أدى إلى القضاء على المغذيات والكائنات الحية الدقيقة المفيدة في التربة، والتسبّب في تلوّث خطير للهواء. وبفضل تطبيق هذه التقنية البسيطة، باتت التربة تحتفظ بكميات أكبر من المياه، ممّا يوفّر كميات كبيرة من هذا المورد الثمين.

وتسنّى لخيلامايا نيبالي بفضل التدريب الذي تلقّته، التعرَّف على تقنيات لزيادة الإنتاج في مساحات صغيرة من الأرض. وقد طبّقت هذه الأساليب في حديقة الفناء الخلفي لمنزلها، مستخدمةً مساحة الأرض الصغيرة هذه التي كانت تملكها لاختبار مهاراتها وصقلها.

وتوضّح قائلة “لقد كنا نتّبع تقنيات وممارسات تقليدية في الزراعة. ولكن بعد التدريب الذي حصلت عليه في المدرسة الحقلية، تعلّمت الكثير. لقد علَّمنا الأخصائيون طريقة إنتاج الأسمدة السائلة باستخدام مواد محلية…  كما تعلّمت كيفية إعداد السماد العضوي”.

حرق قش الأرز للتخلص من مخلفاته، ما يؤذي التربة والهواء – الصورة من الغارديان

ولا تقتصر المدارس الحقلية للمزارعين على إدخال تقنيات زراعية حديثة وفي المتناول، بل تعزّز أيضًا المشاركة الشاملة، بما يضمن حصول جميع المزارعين – بما في ذلك النساء والرجال والأشخاص ذوو الإعاقة – على الأدوات اللازمة للنمو والتمكين.

وتنتمي نيبالي إلى مجتمع الداليت في نيبال الذي عانى أفراده على مر التاريخ من التهميش والتمييز الطبقي.

ويعدّ الشمول أمرًا جوهريًّا في نجاح المشروع؛ إذ تنحدر نسبة 49.9% من المستفيدين من مجتمعات الشعوب الأصلية، و14.5% من مجتمع الداليت. وعلاوةً على ذلك، تشكّل النساء 71% من المشاركين في المدارس الحقلية.

وحتى الآن، درَّب المشروع أكثر من ألفي مزارع، وساعد على تطبيق ممارسات الزراعة القادرة على الصمود في وجه المناخ على أكثر من 200 1 هكتار من الأراضي الزراعية. وأفضى المشروع إلى زيادة كبيرة في إنتاجية العديد من المزارعين.

موضوعات ذات صلة

  • يونيو 2, 2025
  • 27 views
ريف أوكرانيا بحاجة إلى دعم فوري لإنتاج الغذاء في ظل استمرار الحرب

غذاء ومناخ حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، من أن ريف أوكرانيا يحتاج إلى دعم فوري لزراعة وإنتاج الغذاء في ظل الحرب المتواصلة مع روسيا. وأفاد بيان للفاو، الذي…

Read more

  • مايو 30, 2025
  • 12 views
دراسة: بنوك الجينات النباتية تسّرع استنباط محاصيل مقاومة للجفاف والحرارة

غذاء ومناخ تظهر دراسة حديثة نُشرت في مجلة “نيتشر كلايمت تشينج” كيف يمكن أن تساعد بنوك الجينات النباتية، التي تضم ملايين النباتات المتنوعة وراثيًا حول العالم، في تسريع عملية استنباط…

Read more

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *