غذاء ومناخ
لم تتجاوز نسبة تمويل صادرات الغذاء السويدية من مؤسسة دعم التجارة والصادرات السويدية (إس إي كيه)، الـ 1% العام الماضي (2024)، بسبب طبيعة تلك السلع سريعة التلف، وفق تصريحات مسؤول في المؤسسة لمنصة “غذاء ومناخ“.
وقال مدير المؤسسة جنز هيدار، إن (إس إي كيه) تركز على تمويل صادرات الشركات التي تعمل في أنشطة متعلقة بالبنية التحتية، التي تحتاج إلى تمويل طويل الأجل، ولا تُعد صادرات الغذاء من ضمن هذه الأنشطة.
جاءت تصريحات هيدارلمنصة “غذاء ومناخ”، على هامش منتدى رجال الأعمال السويدي المصري، الذي انعقد الأسبوع الماضي في القاهرة (عاصمة مصر)، بمشاركة وزيري الاستثمار المصري، حسن الخطيب، والتخطيط والتعاون الدولي رانيا المشاط، ومن السويد وزير التعاون الإنمائي والتجارة الدولية بنيامين دوسا.
يُذكر أن سرعة تلف السلع الغذائية من أسباب هدر كميات كبيرة من الطعام على مستوى العالم. ويتسبب هذا الهدر في زيادة عدد الجوعى، إضافة إلى الإضرار بالمناخ.
دعم صادرات الألبان السويدية
قال مدير مؤسسة دعم التجارة والصادرات السويدية (إي إي كيه)، جنز هيدار، إن حجم تمويل الصادرات السويدية لشركات في الداخل والخارج، بلغ العام الماضي (2024) نحو 10 مليارات دولار، نسبة 1% منها فقط لصادرات الغذاء.
وأوضح في حديثه لمنصة “غذاء ومناخ”، أن المؤسسة التي تدعم صادرات الشركات السويدية سواء الحكومية أو الخاصة، والعاملة في داخل البلاد أو خارجها، تساند صادرات صناعة الألبان في السويد.
وتؤدي السويد دورًا حيويًا في سوق الألبان العالمية، وتشتهر بمنتجاتها الألبانية عالية الجودة وتقنياتها الزراعية المبتكرة والمستدامة. يُعدّ قطاع الألبان محوريًا في اقتصاد السويد، وفق موقع “دايري نيوز توداي“.
تُنتج السويد سنويًا ما يقارب 2.8 مليار كيلوغرام من الحليب، مدعومةً بقطيعٍ يضم حوالي 320 ألف بقرة حلوب و12 ألف ماعز حلوب.
وتُعالج السويد ما يقارب 2.6 مليار كيلوغرام من الحليب سنويًا. تشتهر البلاد بشكل خاص بإنتاج الجبن، الذي يبلغ إجمالي إنتاجه 190 ألف طن متري سنويًا. كما تُنتج السويد نحو 50 ألف طن متري من مسحوق الحليب و75 ألف طن متري من مصل اللبن سنويًا، مما يعكس تنوع منتجات الألبان لديها.
وتُصدّر السويد نحو 600 ألف طن متري من منتجات الألبان سنويًا، بقيمة تُقدّر بحوالي 1.2 مليار يورو. وتشمل أسواق التصدير الرئيسة ألمانيا والدنمارك وفنلندا. وتستورد البلاد نحو 400 ألف طن متري من منتجات الألبان سنويًا، بقيمة تُقدّر بحوالي 800 مليون يورو، معظمها من الاتحاد الأوروبي.
وتشهد سوق الألبان السويدية تطورات ملحوظة، بما في ذلك ارتفاع أسعار الحليب الخام، التي تبلغ الآن 44.69 سنتًا يورو للكيلوغرام. وتُبذل جهودٌ لتحقيق الاستدامة والحد من الأثر البيئي، إضافة إلى التطورات في تقنيات المعالجة. ويشهد سوق التصدير توسعًا ملحوظًا، لا سيما في آسيا والشرق الأوسط.
رغبة التوسع في دعم صادرات الغذاء
أكد مدير مؤسسة دعم التجارة والصادرات السويدية (إس إي كيه)، جنز هيدار، على رغبة المؤسسة في التوسع في دعم صادرات الغذاء، لكن طبيعة السلع تحول دون ذلك، حيث تتسم بسرعة التلف، كما أن استثماراتها قصيرة الأجل، في حين أن المؤسسة تركز على الاستثمارات طويلة الأجل.
وقال: ” تركز تمويلات المؤسسة على المنتجات المتعلقة بقطاع الطاقة والنقل مثل الحافلات والقطارات والشاحنات، وأيضًا الاتصالات والرعاية الصحية”.
وتابع قائلًا: “زاد مؤخرًا تمويل مشروعات الدفاع، ونحن نفعل ذلك منذ مدة طويلة، لكن بعد تغير الظروف العالمية، خاصة غزو روسيا لأوكرانيا، حيث زاد الطلب على معدات الدفاع، ونحن نمول مُشتري تلك المعدات السويديين”.
يُذكر أن غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، لم يؤثر فقط في سوق الأسلحة، ولكنه تسبب في أضرار هائلة لأسواق السلع الغذائية في العالم، خاصة وأن البلدين يُعدان أكبر منتجي الحبوب عالميًا.
وأدى عدم تدفق الحبوب إلى الأسواق إلى ارتفاع أسعار القمح والذرة إلى مستويات قياسية، حتى إبرام اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية أو ما يسمى بمبادرة البحر الأسود، بين روسيا وأوكرانيا بوساطة تركيا، وقيادة الأمم المتحدة في 22 من يوليو/تموز عام 2022، بهدف عودة حجم صادرات الحبوب الأوكرانية إلى مستوى ما قبل الحرب، وتصدير 5 ملايين طن متري شهريًا. وانسحبت موسكو من الاتفاق بعد أقل من عام.
