دراسة تأثر القطاع الزراعي في دول (آسيان) بتغير المناخ

غذاء ومناخ

تدرس جامعة سنغافورة الوطنية (NUS) آثار تغير المناخ في القطاع الزراعي في دول (آسيان)، بهدف تعزيز الأمن الغذائي.

وقالت وزيرة الاستدامة والبيئة، غريس فو، اليوم الأربعاء 28 مايو/أيار 2025، إن باحثين من سنغافورة يعملون مع دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) لدراسة تأثير تغير المناخ في القطاع الزراعي في المنطقة، وفق تقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.

وأضافت أن الدراسة التي يعمل عليها معهد علوم البحار الاستوائية التابع لجامعة سنغافورة الوطنية؛ ستساعد الدول على إدارة مخاطر المناخ بشكل أفضل، مما يُمكّن المنطقة من تخطيط استجاباتها لتأثيرات تغير المناخ في إنتاج المحاصيل على المستويين الوطني والمحلي.

وأضافت أن الدراسة، التي بدأت عام 2024، من المتوقع أن تكتمل في الربع الثاني من عام 2026، وستسهم في تعزيز الأمن الغذائي في المنطقة.

وكانت فو تتحدث في حوار سنغافورة حول الموارد العالمية المستدامة، الذي نظمه معهد سنغافورة للشؤون الدولية.

وجمع الحدث، الذي أُقيم في فندق وان فارير، صناع السياسات وخبراء الصناعة وقادة الفكر؛ لمناقشة كيف يُمكن لصناعات السلع الزراعية في رابطة دول (آسيان) أن تُساعد في مواجهة تحديات الاستدامة والاقتصاد الناشئة.

أفادت وزارة الاستدامة والبيئة بأن سنغافورة اقترحت إجراء دراسة حول آثار تغير المناخ في القطاع الزراعي في دول (آسيان) خلال الاجتماع الـ 45 لوزراء الزراعة والغابات في الرابطة، الذي عُقد في ماليزيا في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأضافت الوزارة أن الهدف من الدراسة هو أن تُشرك سنغافورة المنطقة في تعزيز مرونة أنظمة إنتاجها الغذائي.

دراسة القطاع الزراعي في دول (آسيان) تركز على 5 محاصيل

تعمل دراسة مدى تأثر القطاع الزراعي في دول (آسيان)، على تطبيق توقعات المناخ الصادرة عن مركز أبحاث المناخ في سنغافورة، لتقييم الآثار المادية المتوقعة لتغير المناخ على 5 محاصيل زراعية، هي: الذرة والأرز والكسافا وقصب السكر وفول الصويا.

وستُوفر النتائج لدول الرابطة، التي دأبت على تقديم البيانات للباحثين، تحليلًا للآثار المستقبلية لتغير المناخ في المنطقة وتأثيرها المحتمل في الإنتاج الزراعي، مثل المحصول والإنتاجية ومساحة الزراعة.

كما ستقترح الدراسة تدابير تخفيفية يُمكن لدول رابطة دول جنوب شرق آسيا اتخاذها لمعالجة تأثير تغير المناخ في المحاصيل الخمسة.

ظاهرة النينو – الصورة من سويست هاواوي

وفي كلمتها الرئيسة، قالت وزيرة الاستدامة والبيئة، غريس فو، أيضًا، إن النظام متعدد الأطراف القائم على القواعد يتعرض لضغوط، مع تزايد الحمائية ووتيرة الحواجز التجارية وانقطاعات سلاسل التوريد. ويمكن لدول الآسيان التعاون بشكل أكبر لتعزيز مصالح التكتل.

وأضافت: “مع تفاقم تغير المناخ في ظل هذه الأوقات غير المستقرة، أصبحت الحاجة إلى تعاون أكبر بين دول الآسيان لمواجهة التحديات التي تواجهها منطقتنا أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى”.

ويُعد إنتاج السلع الزراعية في دول الآسيان، وهو محركًا اقتصاديًا رئيسًا للمنطقة، أحد مجالات التعاون هذه.

وأضافت فو، التي تشغل أيضًا منصب الوزيرة المسؤولة عن العلاقات التجارية، أن دول الآسيان من بين أكبر منتجي السلع الزراعية في العالم، مثل زيت النخيل والمطاط.

وتابعت أن القطاع الزراعي في دول (آسيان)، إضافة إلى الغابات وصيد الأسماك عناصر تسهم مجتمعة في نحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي للآسيان، وتظل مصدرًا رئيسًا للوظائف للعديد من الأشخاص في جميع أنحاء المنطقة.

عمل سنغافورة لممارسات مستدامة

قالت فو إن سنغافورة تتعاون بشكل وثيق مع شركائها الإقليميين لتطوير محاصيل مقاومة لتغير المناخ وممارسات زراعية مستدامة.

على سبيل المثال، طوّر مختبر تيماسيك لعلوم الحياة أصنافًا من الأرز مقاومة لتغير المناخ وأكثر مقاومة للجفاف والفيضانات.

وأدت الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الفيضانات والعواصف وموجات الحر، إلى إتلاف المحاصيل في المنطقة. كما أدت ظاهرة النينيو – التي تجلب الجفاف وارتفاع درجات الحرارة إلى جنوب شرق آسيا – إلى الجفاف وزيادة مخاطر حرائق الغابات في دول مثل إندونيسيا.

في عام 2023، انخفض إنتاج الأرز في إندونيسيا بسبب الجفاف الشديد، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، وتطلب زيادة واردات الأرز وهدد الأمن الغذائي.

كما دُمرت أكثر من 250 ألف هكتار من المحاصيل، بما في ذلك الأرز والخضراوات وأشجار الفاكهة، في شمال فيتنام الذي ضربه الإعصار عندما وصل إعصار ياغي إلى اليابسة على طول الساحل الشرقي للبلاد في سبتمبر/أيلول 2024.

ويتأثر القطاع الزراعي بآثار تغير المناخ، ولكنه أيضًا مساهم في انبعاثات الاحتباس الحراري. وأشارت فو، مستشهدةً بدراسة للأمم المتحدة، إلى أن مختلف مراحل الزراعة والنقل والاستهلاك والتخلص من المنتجات الزراعية تُصدر ثلث إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان.

وأضافت أن ممارسات الأعمال الزراعية والغابات المستدامة تُعدّ محورية في العمل المناخي والحفاظ على الموارد.

وعلى سبيل المثال، يمكن الحد من خطر إزالة الغابات والضباب الدخاني العابر للحدود من خلال تجنب الممارسات الزراعية غير المستدامة، مثل حرق بقايا المحاصيل وتقنيات القطع والحرق. كما تُسهم هذه الممارسات الزراعية في إطلاق انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تُسبب تغير المناخ.

الفيضانات تؤثر في القطاع الزراعي في دول (آسيان) – الصورة من جاكسون سكول أوف جيوساينس

يُعدّ الضباب الدخاني العابر للحدود مشكلة متكررة في المنطقة، وفق فو، التي أشارت إلى أن دول المنطقة اتخذت خطوات للحد من الانبعاثات من هذا القطاع.

على سبيل المثال، لدى تايلاند ولاوس وميانمار استراتيجية مشتركة للسماء الصافية 2024-2030، أُطلقت في أكتوبر/تشرين الأول 2024 لمعالجة الضباب الدخاني العابر للحدود وتلوث الهواء الذي يؤثر في جنوب شرق آسيا.

وأشارت إلى أن إندونيسيا بذلت جهودًا للحد من إزالة الغابات من خلال التشريعات والرصد المستمر، بينما تطبق ماليزيا برنامجًا لإصدار شهادات زيت النخيل المستدام لرفع معايير الاستدامة في صناعة زيت النخيل لديها.

وأضافت فو أن هناك مزايا تجارية لممارسة الزراعة المستدامة، مستشهدةً بتدابير الامتثال المختلفة التي تفرضها الدول لضمان زراعة السلع الزراعية بطريقة مستدامة.

على سبيل المثال، منذ عام 2016، دأبت حكومة سنغافورة على شراء الورق الذي يحمل علامة سنغافورة الخضراء، والتي تضمن التزام الموردين بإدارة الغابات المستدامة.

وأضافت أن الاتحاد الأوروبي أعلن أيضًا عن خططه لإصدار لوائح بشأن المنتجات الخالية من إزالة الغابات، تُلزم الشركات الراغبة في التصدير إلى الاتحاد الأوروبي بالامتثال لها. وتساعد هذه اللوائح على ضمان عدم مساهمة المنتجات التي يستهلكها مواطنوها في إزالة الغابات أو تدهورها في جميع أنحاء العالم، وفق تقرير “سترايتس تايمز“.

اقرأ أيضاً

  • يوليو 17, 2025
  • 26 views
قفزة محتملة في الإنتاج الزراعي باكتشاف تقنية جديدة تعزز التمثيل الضوئي

غذاء ومناخ  يخطط باحثو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، لتطبيق تقنية جديدة على أنواع من الروبيسكو، وهو الإنزيم الذي يُحفز عملية التمثيل الضوئي، والتي يمكن استخدامها في النباتات للمساعدة في تعزيز معدلات…

Read more

  • يوليو 13, 2025
  • 37 views
قيمة المحاصيل الغذائية تنخفض بزيادة الكربون والحرارة.. تخسر أملاح معدنية (بحث)

غذاء ومناخ تشير دراسة أولية حديثة إلى أن ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وزيادة درجات الحرارة يُسهمان في انخفاض قيمة المحاصيل الغذائية، نتيجة لخسارة أملاح معدنية ومضادات…

Read more

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *