
غذاء ومناخ
تدعم مؤسسة التمويل الدولية (آي إف سي) الزراعة في شمال أفريقيا، التي تنتج بطريقة مستدامة، إضافة إلى سلسلة إنتاج الغذاء بالمنطقة، ليس بالتمويل فقط، ولكن بالمساعدات الفنية التي تضمن سلامة الغذاء، وتجري حاليًا محادثات مع عدد من الشركات المصرية لإنتاج البصل والطماطم والفراولة والموالح والتوت الأزرق للاستثمار فيها، وفق مسؤول في المؤسسة في تصريحات خاصة لـ “غذاء ومناخ“.
وقال رئيس مركز الأعمال الزراعية في شمال وشرق أفريقيا بمؤسسة التمويل الدولية، ناصر قاديري: “نحن لا نضخ استثمارات فحسب في الزراعة في شمال أفريقيا، ولكن نمنح الفلاحين مساعدات في بلدان المنطقة، ولا نستهدف الإنتاج التقليدي، ولكن الإنتاج بطريقة مستدامة”.
ومؤسسة التمويل الدولية؛ هي الذراع الاستثماري للبنك الدولي، وتشارك في المشروعات باستثمارات وليست قروض. وقابلت “غذاء ومناخ” قاديري، خلال مشاركته في مؤتمر غرفة التجارة الأميركية بالعاصمة المصرية (القاهرة)، الذي انعقد مؤخرًا.
وعدّ قاديري الاستثمار في الزراعة في شمال أفريقيا، وفي إنتاج الغذاء بصورة عامة جيدًا، لعدة عوامل تتعلق بانخفاض التكلفة خاصة في مجال المياه والعمالة، إضافة إلى المناخ الملائم للمنتجات الزراعية المتنوعة.
ولدى المؤسسة استثمارات عديدة في تونس ومصر والمغرب، وتتركز في مشروعات تنتج للتصدير، وفيما يلي نصح الحوار:
كيف تدعم المؤسسة الزراعة في شمال أفريقيا؟
نحن لدينا طموح للاستثمار أكثر في المواد الغذائية والإنتاج. ونحن لا نضخ استثمارات فحسب، ولكن نمنح الفلاحين إعانات في شمال أفريقيا، ولا نستهدف الإنتاج فقط، ولكن الإنتاج بطريقة مستدامة.
لدينا مشروعات في كل بلدان شمال أفريقيا تقريبًا، مثل المغرب وتونس، وفي عدة مجالات في الصناعات الغذائية.
وتتنوع استثمارات مؤسسة التمويل الدولية بين الاستثمار المباشر، ومن خلال البنوك، وأيضًا من خلال صناديق الاستثمار.
ولدينا استثمارات مباشرة في تونس في مجال الزيتون، والتمور.

هل يمكن أن تلقي الضوء أكثر على مشروعات تونس في مجال الزيتون؟
تمول مؤسسة التمويل الدولية المستثمرين الذين لديهم ما لايقل عن 400 طاحونة (معصرة) التي تنتج زيت الزيتون في تونس.
ونحن نمول سلسلة الإنتاج كاملة، من الزراعة إلى الصناعة حتى التصدير. ولا تمنح المؤسسة تمويلًا فقط، بل أيضًا مساعدات فنية، مثل كيفية ضمان سلامة غذاء، وجودة عالية في إنتاج الزيت، بحيث يكون خالي من الكيماويات.
وهذه العناصر تسهم في تصدير الإنتاج بصورة أفضل، ويجعله مقبولًا في الأسواق الأميركية والأوروبية والكندية.
تواجه الزراعة في شمال أفريقيا وكل دول العالم مشكلات تتعلق بتغير المناخ، فكيف تتعاملون مع هذه المسألة؟
في مجال تغير المناخ في شمال أفريقيا نعمل على عنصرين، هما نقص المياه والبنية التحتية. كل دول شمال أفريقيا تعاني من نقص المياه، لذلك نقدم مساعدات فنية للمزارعين لتوفير المياه، “ما اقصده أن المساعدة الفنية تعزز من قدرة المزارع على تحقيق محصول أفضل بأقل قدر من المياه، وبأقل تكلفة”.
كما تساعد مؤسسة التمويل الدولية في قسم البنية التحتية في عمل مشروعات تحلية مياه.
وفي تونس نفذنا مشروع لإنتاج الطماطم بمشاركة هولندا، إذ أنه نتيجة لارتفاع تكلفة إنتاج الطماطم في أمستردام بسبب تكاليف الطاقة والعمالة، يسعون لإنتاجها في تونس لخفض التكلفة. ويقدم هذا المشروع فوائد لتونس تتمثل في توفير وظائف، ونقل التكنولوجيا الهولندية إلى الدولة.
غير أن تونس تواجه مشكلة المياه غير الصالحة، “لكن يجري تحلية المياه للمشروع ما يؤدي إلى إنتاج صالح للتصدير في النهاية”. وتنفذ المشروع شركة هولندية، وتموله المؤسسة بنحو 70 مليون دولار. وتسهم المؤسسة في مشروع ثان في تونس للتمور، إذ يجري تعبئته وتصديره. وتونس دولة مصدرة ويعمل فيها ألف مزارع.

هناك مشروع مشابه في مجال البطاطس مع مصر، فهل تعتزمون المشاركة في مثل هذه المشروعات في القاهرة؟
نعم؛ ونحن نتطلع إلى العمل مصر في بعض المحاصيل التي تتميز في إنتاجها، مثل: الطماطم والبصل والموالح.
وليس لنا تمويلات في مجال الزراعة في مصر، لكن مولنا مشروعات صناعية مثل شركة إيديتا. وقد حصلت الشركة على تمويلين، الأول لمشروع في المغرب، أقامته بشراكة مع شركة محلية لإنتاج المنتجات المصرية هناك؛ وذلك في عام 2019. نفذنا تمويل ثاني لرأس المال العامل لمشروع للشركة في مصر.
كما نفذنا تمويل آخر مع شركة وادي فوودز بالأسهم، وتعمل في مجال الدواجن، وكان ذلك منذ مدة وتخارجنا منها.
نحن نتحدث حاليا مع شركات أجنبية ومصرية، لكن نشترط العمل في كل سلسلة الإنتاج، بحيث نعمل المساعدات الفنية مع المزارعين.
ولا يمكن الإفصاح عن أسماء شركات، “عندما نوقع اتفاق مع أي شركة نرفع إسمها على الموقع الإلكتروني، ولا يكمن الإفصاح قبل ذلك، ونحن نبذل مجهودات كثيرة حتى نساعد هذه الشركات”.
ونتحدث مع شركات في مجالات التصنيع الغذائي والتعبئة والتغليف وإنتاج فلاحي في مجال الطماطم والبطاطس والموالح والبصل والفراولة والتوت الأزرق.
ونحن ندخل من خلال شركات لها علاقة مع المزارعين، وعند ذلك نمنح التمويل للشركات والمساعدات الفنية للمزارعين.
هل تختلف أشكال التمويل الاستثماري؛ بين المباشر والبنكي وصناديق الاستثمار؟
نشترط في تمويل البنوك أن يكون لشركات محددة مثل الصغيرة، وأيضا تمويل صناديق الاستثمار. وكلها متقاربة، وصناديق الاستثمار تعمل بشكل عام، وليست متخصصة في الصناعات الغذائية، وغالبية الصناديق في شمال أفريقيا، ستجدي مساهمات للمؤسسة فيها، لإنه يصعب عمل شئ بمفردنا، وصناديق الاستثمار لديها فرق عمل متخصصة، ونحن نستثمر معهم ثم يقومون بالاستثمار المباشر.
ماهي حجم استثمارات المؤسسة في الزراعة في شمال أفريقيا، والمشروعات بصورة عامة بالمنطقة؟
استثمارات مصر تبلغ هذا العام مليار دولار. وتونس أقل من 800 مليون دولار، والمغرب بين 800 مليون دولار ومليار دولار.

ماهي مشروعات المغرب؟
المغرب لديه قدرة تصديرية تنافسية أعلى، بسبب قربه من أوروبا، ومناخه المناسب لمنتجات عديدة مثل الموالح والطماطم والفراولة. ونحن نتحدث مع شركات وأيضًا لدينا استثمارات هناك.
تغير المناخ يضرب كل دول العالم، فكيف تتعاملون معه خارج المنطقة؟
نعم تغير المناخ يضرب العالم، وعلى سبيل المثال، في أميركا، الماطق الجنوبية لم تعد صالحة للزراعة. وفي إسبانيا مشكلات في العمالة أيضّا.
لكن نحن نستثمر في بلدان تحقق نموًا، لذلك لا نستثمر في أي موقع في أوروبا وأميركا. وقبل أي استثمار لدينا متخصصين في الصناعة، يدرسون الموقع وهل هو واعدة لخمس أو عشر سنوات مقبلة. هدفنا أن يستمر المزارع مدة طويلة في هذه الزراعة، “بمعنى لن أساعد مزارع في منطقة ليس بها مياه لأن هذا يعني عدم وجود استدامة بالنسبة للمياه”.
والربحية، على حسب المحصول، والزراعة في شمال أفريقيا للتصدير جيدة، لأن هناك بعض العناصر مثل المياه غير مكلفة، فدولة مثل مصر بها نهر النيل، والمغرب الشئ الوحيد الذي له ثمن هو الكهرباء. “أقصد أن التكلفة منخفضة على مستوى المياه والعمالة”.