
غذاء ومناخ
تسعى الحكومة إلى توطين صناعة المبيدات في مصر، إذ أن هذا الأمر أصبح ضرورة تفرضها التحديات الاقتصادية العالمية، لذلك تقدم تسهيلات عديدة للمستثمرين، مثل الضريبية وتوفير أراضي للمشروعات، وفق تصريحات وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، علاء فاروق.
وقال فاروق إن الحكومة تبذل كل الجهود لتوطين صناعة المبيدات في مصر؛ كخطوة استراتيجية لتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتوفير مبيدات آمنة وأكثر فعالية وبأسعار مناسبة لدعم المزارع، في ظل متغيرات إقليمية ودولية متسارعة تؤثر بالسلب في القطاع الزراعي بصورة مباشرة.
جاء ذلك خلال كلمته في إطلاق فعاليات ورشة العمل التي نظمتها لجنة مبيدات الآفات الزراعية، تحت عنوان: “توطين صناعة المبيدات في مصر”، وفق بيان تلقته منصة “غذاء ومناخ“، اليوم الثلاثاء 20 مايو/أيار 2025.
ويبلغ عدد المستحضرات التجارية المسجلة في مصر نحو 3310، منها 352 مستحضرًا حيويًا. كما يصل حجم الاستهلاك السنوي من المبيدات في مصر إلى ما يقارب 8277 طنًا من المادة الفعالة، منها 2849 طنًا فقط إنتاج محلي، “الأمر الذي يكشف عن فجوة إنتاجية كبيرة تبلغ نحو 4782 طنًا، بما يعادل 66% من إجمالي الاستهلاك”، بحسب فاروق.
وقال فاروق: “مصر تمضي بخطى ثابتة نحو دعم هذا القطاع الحيوي وتوفير بيئة استثمارية محفزة قادرة على احتضان الابتكار والتكنولوجيا وتعزيز قدرات الإنتاج المحلي”.
تصدير المبيدات
يرى وزير الزراعة المصري، علاء فاروق، أن تعميق تصنيع المبيدات محليًا، لن يفيد في سد الفجوة التي تُغطى بالواردات فحسب، بل يوفر فرصًا واعدة في مجال التصدير، خاصة إلى دول أفريقيا، التي يشكّل النشاط الزراعي فيها مصدر رزق لأكثر من 70% من السكان، ما يجعلها سوقًا استراتيجية؛ في ظل تراجع إنتاج بعض الدول الكبرى مثل الصين، وهو ما يعزز من فرص مصر في أن تصبح مركزًا إقليميًا رائدًا لصناعة المبيدات.

وهناك 48 مصنعًا لصناعة المبيدات في مصر، يتركز أغلبها في منطقة غرب الدلتا، وتركز على التعبئة والتجهيز. غير أن تلك المصانع تواجه تحديات تتعلق بالقدرة التنافسية، والامتثال للمعايير الدولية، وتلبية احتياجات المزارع المصري، وفق فاروق.
وأكد فاروق أن وزارة الزراعة تمتلك الكفاءات والخبرات من العلماء والباحثين المتنوعين في التخصصات المختلفة. كما لديها مراكز ومعاهد بحثية، ما يجعل مصر دولة واعدة، خاصة وأنها تقدم حاليًا خبراتها للعديد من دول العالم، في مقدمتها القارة الأفريقية.
وأشار فاروق إلى أن وزارة الزراعة تقدم كل أشكال الدعم والصلاحيات لتوطين صناعة المبيدات في مصر، خاصة وأن هذا الهدف يحتاج إلى تكاتف وتضافر الجهود، وإشراك القطاع الخاص، وتشجيعه للمشاركة في جهود التنمية.
حوافز لدعم صناعة المبيدات في مصر
أكد وزير الزراعة المصري، علاء فاروق، على تعزيز صناعة المبيدات المحلية؛ من خلال تطوير المناطق الصناعية المتخصصة، وتوفير الأراضي الملائمة، وتقديم حوافز ضريبية، وتفعيل دور المكاتب التجارية في الخارج لتسويق المنتجات، فضلًا عن دعم التوجه نحو المبيدات الآمنة والخضراء، إضافة إلى تمكين الكوادر الوطنية من مواكبة أحدث تطورات الصناعة على المستوى العالمي.
يُذكر أن فاروق كان قد أطلق مشروع إطار الإدارة المستدامة للمبيدات في مصر نهاية العام الماضي، والذي تتبناه مجموعة كروب لايف بالتنسيق مع لجنة مبيدات الآفات الزراعية.
وقال -حينها- إن كمية المبيدات المستخدمة في الأراضي الزراعية في مصر تُقدر بنحو 10 آلاف طن، ويُنتج 5 ملايين طن مبيدات عالميًا، بما يعادل 60 مليار دولار، من بينها ما يزيد عن 7% مبيدات مغشوشة لا تصلح للاستخدام وتضر بصحة الإنسان.
وأضاف الوزير في ورشة عمل اليوم: “نلتزم بالدعم الكامل لكل مستثمر جاد، ونسعى لتذليل العقبات، وبناء شراكة متكاملة مع القطاع الخاص، بما يخدم أهداف التنمية الزراعية المستدامة”.
وأعرب عن تطلعه إلى المزيد من إسهامات العلماء والخبراء ورجال الأعمال المخلصين للوصول إلى نتائج مثمرة، والخروج برؤية مستقبلية لتوطين صناعة المبيدات في مصر، وبحث فرص الاستثمار والتطوير، وطرح مقترحات قابلة للتنفيذ بالشراكة بين الجهات المعنية مع القطاع الخاص.

وقال رئيس لجنة مبيدات الآفات الزراعية، الدكتور محمد عبدالمجيد: “إن قضية توطين صناعة المبيدات في مصر لا تقبل التأجيل لضرورتها، ويجب التعامل معها بكل إصرار وطموح، للانتقال إلى الأمام، وذلك على مرحلتين، هما: تحقيق الاكتفاء الذاتي؛ ثم التصدير، خاصة وأن مصر لديها تراكم معرفي ومعلوماتي وقادرة بفضل علمائها وخبرائها على تحقيق هذا الإنجاز”.
وتبحث ورشة العمل عدد من القضايا المهمة، إضافة إلى توطين صناعة المبيدات في مصر، مثل: الوضع القائم لمصانع المبيدات المحلية، وآفاق الشراكة مع الشركات العالمية، فضلاً عن آليات توطين وإنتاج المبيدات الحيوية في مصر.
وأضاف عبدالمجيد، أنه سيجري بحث عدد من الآراء والمقترحات من الشركات العاملة في مجال صناعة المبيدات، بهدف زيادة القدرة الإنتاجية والصادرات المصرية من مبيدات الآفات الزراعية، إضافة إلى استعراض مبتكرات شباب الباحثين بمراكز البحوث والجامعات من المبيدات الحيوية، والمستخلصات النباتية.