
غذاء ومناخ
أعلنت إيفانكا ترمب أنها ستدعم الأمن الغذائي في أميركا وإنتاج المنتجات الطازجة في البلاد، من خلال شركة شاركت في تأسيسها قبل عامين هادفة للربح، في الوقت الذي يُخفّض فيه والدها، الرئيس دونالد ترمب، دعم وزارة الزراعة للمزارعين في الولايات المتحدة، ويحرم مشروعات الأغذية حول العالم من منح وكالة التنمية الدولية.
وكتبت أروى مهداوي مقالًا، اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“، قالت فيه: “يبدو الحديث عن انعدام الأمن الغذائي في أميركا مبالغًا فيه بعض الشيء عندما يكون اسم عائلتك ترمب. ولكن بعد أوقات قضتها كمؤثرة نسوية ومستشارة سياسية، وجدت ابنة الرئيس المفضلة مسارًا جديدًا”.
وفي الخميس 8 مايو/أيار 2025، عادت إيفانكا إلى الظهور في أركنساس لإلقاء كلمة في قمة هارتلاند، وهي واحدة من ملايين المؤتمرات التي يبدو أنها وُجدت خصيصًا ليتمكن الأثرياء من التلاقي والتهاني. كانت ابنة الرئيس محور الاهتمام مع أريانا هافينغتون، الرئيسة التنفيذية لشركة ثرايف غلوبال، التي أجرت مقابلة معها حول مهمتها في معالجة انعدام الأمن الغذائي في أميركا.
وفي عام 2023، شاركت إيفانكا في تأسيس شركة “ربحية هادفة” تُدعى “بلانيت هارفست” مع صديقتها ميليسا أكرمان. ووفقًا لموقع أكسيوس، كانت مقابلة قمة هارتلاند هي المرة الأولى التي تتحدث فيها إيفانكا علنًا عن دورها في الشركة، التي وعدت بأنها “ستعيد تصور سلسلة توريد الغذاء من خلال ابتكارات القطاع الخاص”.
الغذاء كدواء
يتداخل مشروع إيفانكا ترامب (الذي يصف الغذاء بأنه “دواء”) إلى حد ما مع حركة “لنجعل أميركا صحية مرة أخرى” التي أطلقها روبرت إف كينيدي جونيور، وركزت على نظريات المؤامرة – والتي ساعدت في استقطاب عدد من الأمهات المهتمات بالطعام، وفقًا لأروى مهداوي.
إلا أن هناك العديد من عمليات الاحتيال التي قد تكون إيفانكا متورطة فيها: انظر فقط إلى بعض أفراد عائلة ترمب الآخرين، الذين يجنون الآن ثروة طائلة من خلال عدد من مشروعات العملات المشفرة المشبوهة للغاية.
في مارس/آذار، قلّص المزارعون والمنظمات الغذائية في جميع أنحاء الولايات المتحدة أعداد موظفيها، وأوقفوا استثماراتهم، وفقدوا تمويلًا رئيسًا وسط تجميد إدارة ترمب لمجموعة واسعة من منح وزارة الزراعة الأميركية، وفقًا لما ذكره أكثر من 20 مزارعًا أميركيًا وجماعة دعم زراعي في 7 ولايات.
ويأتي كل هذا في الوقت الذي فرض فيه ترمب تعريفات جمركية جديدة على السلع الواردة من كندا والمكسيك والصين، ما أشعل فتيل حروب تجارية مع أكبر مشتري المنتجات الزراعية الأميركية.

يبدو الحديث عن انعدام الأمن الغذائي في أميركا، واسم عائلتك ترمب، مبالغًا فيه بعض الشيء، وفق الكاتبة، وقالت: “لا أعلم إن كانت إيفانكا على دراية بذلك، لكن التخفيضات الكبيرة في الإنفاق الفيدرالي التي أجراها والدها أثّرت سلبًا في العديد من برامج الأغذية الممولة من الحكومة، والتي تحمل رسالة برنامج “بلانيت هارفست” نفسها.
ففي وقت سابق من هذا العام، على سبيل المثال، ألغت وزارة الزراعة برنامجين كانا يوفران أكثر من مليار دولار للمدارس وبنوك الطعام لشراء الطعام من المزارع المحلية. “وهذا بالتأكيد مناسب لشركات القطاع الخاص مثل بلانت هارفست، حيث يمكنها الآن التدخل للابتكار”، وفق مروى مهداوي في مقال منشور في صحيفة “الغارديان“.
الحديث عن الأمن الغذائي في أميركا
تسعى إيفانكا ترمب إلى توسيع نطاق وصول الأميركيين إلى المنتجات الطازجة من خلال الشركة التي شاركت في تأسيسها قبل عامين.
وكتبت إيفانكا، البالغة من العمر 43 عامًا، الجمعة 9 مايو/أيار 2025، على إنستغرام: “يمكن إرجاع العديد من التحديات التي نواجهها اليوم – من ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية والأمراض المزمنة إلى هدر الطعام والضغط على صغار المزارعين – إلى سبب مشترك: كيفية زراعة وتوزيع طعامنا والحصول عليه”.
وقالت: “تُوصف الشركة بأنها شركة ربحية هادفة، مهمتها لا تقتصر على دعم صغار المزارعين فحسب، بل تشمل أيضًا زيادة إمكانية الحصول على المنتجات الطازجة، وتقليل الهدر، وتحسين التغذية”.
وكتبت في منشورها على إنستغرام: “نحن نركز على حلول قابلة للتطوير وتوريد المحاصيل الكاملة التي توفر الفواكه والخضراوات، بما في ذلك الفائض منها والمحاصيل المهملة، من المزارعين إلى محلات البقالة وشركات خدمات الطعام وعلامات التجزئة وصناديق الغذاء كدواء وبرامج التغذية الطارئة”.

ووفقًا لأحدث بيانات وزارة الزراعة الأميركية لعام 2023، فقد عانى 13.5% من الأميركيين في مرحلة ما من أجل تأمين ما يكفي من الغذاء، وهو أعلى معدل منذ ما يقارب من عقد من الزمان.