
غذاء ومناخ
حذر تجار ومستهلكون من نقص هائل في السردين المعلب المغربي في المملكة المتحدة مؤخرًا، بسبب دفء مياه الشواطئ في البلد العربي المصدر الأكبر عالميًا لهذا النوع من الغذاء، الذي يتناوله الإنسان والحيوانات الأليفة على حد سواء.
ويُشير تجار التجزئة والموردون إلى أن انهيارَ المصيد المغربي – الذي يُمثّل نحو 60% من واردات المملكة المتحدة من السردين المعلب – يُؤثّر سلبًا في رفوف المتاجر الكبرى وأغذية الحيوانات الأليفة على حدٍ سواء.
كما يوضح خبراء أن الطقس القاسي وتغيّر المناخ يُؤثّران في مخزون الأسماك، ويُكافح مُورّدو المملكة المتحدة للحصول على بدائل، وفقًا لتقريرٍ اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.
وأكّدت وزارة الزراعة المغربية أن ارتفاع درجات حرارة البحر يُسهم في انكماش مخزون السردين. ويزدهر السردين في المياه التي تبلغ حرارتها نحو 18 درجة مئوية، لكن المياه قبالة المغرب وصلت إلى 21-23 درجة مئوية، ما أجبر الأسماك على الفرار إلى مناطق أكثر برودة.
ويقول العلماء إن سردين البحر الأبيض المتوسط: ”يواجه مشكلة في إمداداته الغذائية”، مع انخفاض مستويات العوالق في البحار الدافئة، ما يتسبب في ابتلاع الأسماك لمزيد من المواد البلاستيكية الدقيقة ونموها بشكل أقل.
كما عانت البلاد من ظروف جفاف قياسية، حيث حذر المحللون من أن هذا “قد يعني وجود كميات أقل من الغذاء للتصدير إلى المملكة المتحدة.
بحار بريطانية أكثر دفئًا

تتوقع دراسة حديثة أجرتها مؤسسة سيفاس أن البحار البريطانية الأكثر دفئًا قد تسمح للسردين بالتوسع شمالًا، ما قد يجعله “رابحًا” مستقبلًا من تغير المناخ. قد تساعد هذه التحولات مخزونات المملكة المتحدة على المدى الطويل، ولكن على المدى القصير، يهيمن انهيار مخزون السردين المعلب المغربي على المعروض.
ويقول الموردون إنهم يبذلون قصارى جهدهم لتجنب نفاد المخزون. صرحت شركة كينغفيشر فودز، مالكة شركة جون ويست، بأنها “تدرك تحديات التوريد على مستوى الصناعة في المغرب، وتعمل مع مصايد الأسماك الأخرى للحفاظ على أعلى توافر ممكن”.
وأشارت كينغفيشر إلى أنها تحصل على السردين من جميع أنحاء أوروبا – بما في ذلك مياه المملكة المتحدة – لتعزيز العرض.
وأكدت شركة “برينسز”، وهي شركة بريطانية أخرى تُورّد الأسماك المعلبة، أن صيد السردين المغربي “شهد اضطرابات” بعد الإغلاق السنوي للصيد.
وقالت إنها “تراجع جميع خيارات التوريد بنشاط”. وصرح مدير المبيعات والتسويق في شركة “كينغ فيشر”، كريس أورورك، بأن الشركة “بذلت جهودًا كبيرة في نهاية العام الماضي لتعبئة أكبر قدر ممكن من المنتجات لتلبية الطلب، وحافظت على مخزون العملاء طوال فصل الربيع”، لكنه لا يزال “قلقًا بشأن توافرها لبقية العام”، وفق موقع “ذا صن“.
السردين المعلب المغربي
يُعد السردين وجبة خفيفة مغذية وبأسعار معقولة، تُوفر للناس طريقة سهلة للحصول على احتياجاتهم اليومية من البروتين وأحماض أوميغا 3 الدهنية، من بين عناصر غذائية أساسية أخرى.
والمغرب مُصدّر رئيس لهذه الوجبة الخفيفة الشهيرة (50% من السردين المعلب) – حيث يُورد 58% منها إلى الاتحاد الأوروبي، و15% إلى أفريقيا، و9% إلى الولايات المتحدة، ونحو 7% إلى آسيا، وفقًا لموقع “ذا غروسر” وموقع “موروكو وورلد نيوز” – لذلك من المرجح أن يُحدث انخفاض مستويات الأسماك في المحيط الأطلسي صدمةً في النظام الغذائي العالمي.
وإذا ارتفعت الأسعار بشكل كبير، فسيتعين على المستهلكين اللجوء إلى مصادر بروتين أخرى منخفضة التكلفة. كما سيؤثر النقص في الصيادين والموردين الذين يعتمدون على مخزونات الأسماك الجيدة في معيشتهم.
وأفاد موقع “ذا غروسر” أن تجار التجزئة، بما في ذلك سوبر ماركت أسدا البريطاني، قد نفدت بالفعل بعض أنواع السردين المعلب المغربي.
ولارتفاع درجات حرارة المحيطات والصيد الجائر تأثيرٌ سلبي في السردين والحيوانات البحرية الأخرى والنظم البيئية المائية. وتهاجر أنواعٌ كثيرة من الأسماك، بما فيها السردين، إلى مياهٍ أكثر برودة، ما يُجبر الحيتان والدلافين وغيرها من الكائنات البحرية الكبيرة على تغيير أنظمتها الغذائية للبقاء على قيد الحياة.

ورغم أن مخزون السردين قد لا يكون وفيرًا في الوقت الحالي، إلا أن أنواعًا من الأسماك والسرطانات الغازية، مثل السرطانات الزرقاء، وسمك رأس الأفعى، وسمك السلور الأزرق، تنتشر في إيطاليا وميريلاند.
ومع ارتفاع درجة حرارة الأرض وتفاقم مشكلة الأنواع الغازية، يحث العديد من مسؤولي الولايات والحكومات المحلية السكان على صيدها وتناولها للحفاظ على أعدادها.