
غذاء ومناخ
لا تزال الظروف الجوية السيئة، خاصة الجفاف، تؤثر في أسعار البن العالمية، على الرغم من انخفاضها عن ذروتها التي بلغتها الأسبوع الماضي. وتُمثل هذه الأسعار، إلى جانب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ضربة مزدوجة للشركات، ما أجبر كرافت هاينز على مطالبة الموردين بعدم رفع الأسعار.
واستقرت أسعار البن على ارتفاع معتدل اليوم الخميس 8 مايو/أيار 2025، وهي تستقر دون أعلى مستوياتها التي سجلتها الأسبوع الماضي. وفي يوم الثلاثاء الماضي، ارتفع سعر بن أرابيكا إلى أعلى مستوى له في شهرين ونصف، وسجل بن روبوستا أعلى مستوى له في 5 أسابيع وسط مخاوف من انكماش محصول البن البرازيلي، وفقًا لتقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.
وفي 22 أبريل/نيسان الماضي، توقع بنك رابوبانك انخفاض محصول بن أرابيكا البرازيلي لموسم 2025/2026 بنسبة 13.6% على أساس سنوي، ليصل إلى 38.1 مليون كيس.
وأوضح البنك أن الجفاف في مناطق زراعة أرابيكا الرئيسة، أدى إلى انخفاض كبير في إزهار أشجار البن. وفي 9 أبريل/نيسان الماضي، أفادت شركة سيكافيه أن صادرات البن الأخضر البرازيلي في مارس/آذار الماضي، انخفضت بنسبة 26% على أساس سنوي لتصل إلى 2.95 مليون كيس.
وتدعم أسعار البن قلة هطول الأمطار في البرازيل. وأفادت هيئة الأرصاد الجوية “سومار” يوم الإثنين أن ولاية ميناس جيرايس، أكبر منطقة لزراعة بن أرابيكا في البرازيل، شهدت هطول أمطار بلغ 1.5 ملم في الأسبوع المنتهي في 26 أبريل/نيسان الماض، أي ما يعادل 21% من المتوسط التاريخي.
صادرات فيتنام
تلقى بن روبوستا دعمًا يوم الثلاثاء؛ عندما أفاد مكتب الإحصاء الوطني الفيتنامي بانخفاض صادرات البن الفيتنامية، خلال أول 4 أشهر من 2025، بنسبة 9.8% على أساس سنوي لتصل إلى 663 ألف طن متري.
يدعم بن روبوستا انخفاض الإنتاج بسبب الجفاف، حيث تراجع المحصول الفيتنامي في موسم 2023/2024 بنسبة 20% ليصل إلى 1.472 مليون طن متري، وهو أقل محصول في 4 سنوات.
كما أفاد مكتب الإحصاء العام الفيتنامي أن صادرات فيتنام من البن لعام 2024 انخفضت بنسبة 17.1% على أساس سنوي لتصل إلى 1.35 مليون طن متري، وهبطت في أول 4 أشهر من 2025 بنسبة 9.8% على أساس سنوي لتصل إلى 663 ألف طن متري.

مخاوف الطلب وأسعار البن
صرّح العديد من مستوردي السلع العالمية، بما في ذلك ستاربكس وهيرشي ومونديليز إنترناشونال، بأن التعرفات الجمركية الأميركية البالغة 10% على الواردات سترفع الأسعار، وتزيد من الضغط على حجم المبيعات، وفقًا لموقع “بار تشارت”.
لذلك طلبت شركة كرافت هاينز، التي تبيع علامة ماكسويل هاوس التجارية الأميركية للبن، من موردي القهوة مهلة 60 يومًا قبل رفع الأسعار، بسبب رسوم ترمب الجمركية، وفقًا لوثيقة اطلعت عليها وكالة رويترز.
ويُبرز ذلك الصعوبات التي تواجهها الشركات الأميركية لاحتواء تداعيات سياسات ترمب التجارية غير المنتظمة والعقابية.
وبموجب عقد رابطة البن الأخضر، الذي يغطي معظم الشحنات المتجهة إلى الولايات المتحدة، فإن تكاليف الرسوم الجمركية المفروضة في سوق الوجهة “يتحملها المشتري”.
وأضافت الشركة في الوثيقة المرسلة الشهر الماضي، أنها تأمل أن يتعاون الموردون معها “للتخفيف من تأثير” الرسوم الجمركية.
وطبقت الولايات المتحدة تعرفة جمركية شاملة بنسبة 10% الشهر الماضي على جميع السلع المستوردة، بما في ذلك البن، وتتفاوض حاليًا على اتفاقيات تجارية منفصلة مع دول مختلفة.
وعلق ترمب خطط فرض رسوم جمركية أعلى في 2 أبريل/نيسان، باستثناء الواردات الصينية. وتُكافح علامات كرافت هاينز التجارية العريقة، مثل لانشابلز وكرافت ماكاروني آند تشيز وأوسكار ماير، للحفاظ على مكانتها على رفوف متاجر البقالة في مواجهة منافسيها من العلامات التجارية الخاصة والشركات الناشئة.
ولم تُفرض رسوم جمركية أميركية على البن منذ الحقبة الاستعمارية، ويواجه كل من المحامص والموردين صعوبة في التعامل معها.
ورفعت كرافت هاينز تقديراتها لزيادة تكاليف المدخلات هذا العام من 3% إلى 5%، لكن زيادات تكلفة البن أكبر بكثير مع تضاعف أسعار حبوب البن الخام تقريبًا خلال العام الماضي، بسبب سوء الأحوال الجوية ونقص المحاصيل.

أفادت مصادر في القطاع لرويترز أن محامص البن، مثل كرافت هاينز، وافقت على أسعار البن قبل أشهر، عندما أبرمت عقودًا لشراء حبوب البن الخام من موردين يستوردونها من المناطق الاستوائية.