
غذاء ومناخ
بدأت شركة أميركية تصنيع دهون نباتية غير مشبعة جرى اكتشافها بالذكاء الاصطناعي، على مستوى تجاري، وتستهدف تصنيع بدائل للبيض وبعض المنتجات الأخرى.
أعلنت شركة “شيرو” الناشئة في كاليفورنيا، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لاكتشاف بدائل نباتية وميكروبية للبروتينات والدهون الحيوانية، أنها جاهزة الآن لتزويد العلامات التجارية التي تحتاج إلى حلول جاهزة بالمكونات النهائية، إضافة إلى ترخيص تقنيتها لمصنعي المكونات.
يُعد “أوليو برو”، المكون الرئيس للشركة، بديلًا للدهون الهيكلية مصنوعًا من زيوت غير مشبعة ومزيج من البروتينات النباتية يُسمى “يو برو”، والذي يُحاكي الدهون الحيوانية في تطبيقات اللحوم ومنتجات الألبان ومستحضرات التجميل النباتية، وفقًا لتقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.
وفي ظلّ ما تُحدثه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب من تغييرات جذرية في سلاسل التوريد العالمية، تهدف “شيرو” إلى مواجهة التحديات في مجالات التغذية، والتركيبات، والتصنيع من خلال حلول سريعة مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وكتبت المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية للشركة، جاسمين هيوم: “هذا الإنجاز ثمرة سنوات من الإبداع في حل المشكلات، والعمل الجماعي، والقناعة الراسخة.. لكنه أكثر من مجرد مؤشر على نمو الشركة، بل هو دليل قاطع على أن اكتشاف المنتجات المدعوم بالذكاء الاصطناعي قادر على حل تحديات الصناعة الراسخة بسرعة غير مسبوقة”.
الهلام الزيتي كبديل للدهون
يعترف الخبراء بالهلام الزيتي كبديل للدهون ذو إمكانات هائلة. وتجمع هذه العملية الزيت مع الجيلاتين لتشكيل هياكل صلبة، ما يمنح الزيوت غير المشبعة بعض الخصائص الوظيفية للدهون المشبعة الأكثر صلابة، دون التسبب في أي مشكلات صحية.
ومع ذلك، فإن قلة توافر الجيلاتين الصالحة للتناول وبعض القيود التنظيمية المحيطة باستخدامها قد أعاقت جهود إنتاجها على نطاق تجاري. وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي. تعتقد هيوم أنه عند “استخدامها لغرض محدد، يمكن لهذه التقنية تبسيط العمليات البيولوجية والكيميائية المعقدة لإيجاد حلول تبدو بديهية للغاية عند الإدراك المتأخر”.
واستخدمت شركة “شيرو” الذكاء الاصطناعي لإيجاد مُركّبات هلامية زيتية طبيعية، وصفتها هيوم بأنها “نظيفة ومستدامة ونباتية بالكامل”.

وقالت: “ساعدتنا منصتنا للذكاء الاصطناعي في تحديد البروتينات المناسبة، ولكن هذا لم يكن سوى جزء من القصة. ثم صمم فريقنا عملية قابلة للتطوير وجديدة كليًا لإنتاج تلك البروتينات بخصائص الأداء الدقيقة اللازمة للنجاح في التركيبات العملية”.
وأشارت إلى أن شركة “كارجيل” أطلقت مؤخرًا دعوة للخبراء لتوسيع نطاق إنتاج هلام الزيت، وكيف تُعزز مكونات بروتين الألبان المُركّبة الجديدة من شركة “نستله” إطلاق هرمون GLP-1 لإدارة فقدان الوزن. يُعد منتج “يوبرو” من “شيرو” نسخة نباتية من تقنيات مماثلة.
وأضافت هيوم: “هذه اللحظة تُمثّل نقطة تحول ليس فقط لشيرو، بل لصناعة الأغذية أيضًا.. بينما نُقدّم دهونًا نباتية مُركّبة تُضاهي في فعاليتها الدهون الحيوانية المُشبعة والمكونات المُضرّة بالبيئة مثل زيت النخيل وجوز الهند، فإننا نفتح آفاقًا جديدة لتجارب غذائية جديدة كليًا”.
استخدام شحم البقر
توسّع شركة شيرو نطاق استخدام منتجها “أوليو برو” في الوقت الذي يتجنب فيه الأميركيون زيوت البذور ويعودون إلى استخدام شحم البقر، الذي اندثر منذ عقود بسبب محتواه العالي من الدهون المشبعة. يتكون أكثر من نصف الشحم من الدهون المشبعة، ومعظمها حمض البالمتيك، الذي يرفع مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، ويؤثر سلبًا على عملية الأيض، وقد يُسبب الالتهابات.
ويتناول الأميركيون كميات كبيرة من الدهون المشبعة (التي تُشكل 12% من سعراتهم الحرارية) – وتوصي جمعية القلب الأميركية بالحفاظ على هذه النسبة أقل من 5%، نظرًا لارتباط هذه الدهون تاريخيًا بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، وهي السبب الرئيس للوفاة في الولايات المتحدة.
وعادةً ما تتميز الدهون المشبعة بنقاط دخان عالية، وتبقى صلبة في درجة حرارة الغرفة، وتدوم طويلًا، ومن الأنواع النباتية التي تشبهها زيت جوز الهند وزيت النخيل، على الرغم من أن هذه الدهون تُسبب عمومًا إزالةً هائلةً للغابات الاستوائية. مع ذلك، يُعدّ “أوليو برو” بديلًا صديقًا للمناخ يُمكنه خفض محتوى الدهون المشبعة بنسبة 80%.
وقالت هيوم عن مكونات شيرو: “لدينا الأدوات اللازمة لتحسين جودة الملصقات، وبناء سلاسل توريد أكثر مرونة، وتحسين الصحة العامة، وتقليل تأثيرنا في كوكب الأرض في آنٍ واحد. هذه مجرد البداية. خط إنتاجنا حافل بالابتكارات الجاهزة لإحداث نقلة نوعية في نظام الغذاء، ونحن نكسر الحواجز يوميًا”.

وتعمل الشركة على بديل بروتيني لميثيل السليلوز، مصمم خصيصًا لتطبيقات اللحوم النباتية. بالإضافة إلى ذلك، تعمل على تطوير بديل نباتي للبيض يُحاكي فوائد الترابط والتخمير والتركيب الهيكلي للنسخة المشتقة من الدجاج.
كما تُدير شيرو، التي جمعت 36 مليون دولار أميركي كتمويل، منصة “بروتين ديسكفري إيه آي” وهي منصة ذكاء اصطناعي تستضيف أكبر قاعدة بيانات في العالم للبروتينات المشتقة من النباتات والميكروبات، وتُمكّن شركاء الشركات من تحديد واختبار المكونات الطبيعية عالية الفعالية بسرعة.
ويأتي توسعها في ظل طفرة في الدهون البديلة. وتستخدم شركات “نوريش إنجريدينتس” الأسترالية، و”يالي بيو” من كاليفورنيا، و”سي 16 بيوساينسز” من نيويورك، و”ميلت آند ماربل” السويدية التخمير الدقيق لإنتاج الدهون والليبيدات، بينما تستخدم “هوكستون فارمز” و”ستيك هولدر فودز” و”جينوين تيست” زراعة الخلايا. أما شركة “سافور”، المدعومة من بيل جيتس، فتُحوّل الكربون إلى خليط من الدهون الثلاثية عبر عملية كيميائية حرارية لإنتاج دهون خالية من المنتجات الحيوانية. هذا التقرير منشور في موقع “غرين كوين“.