مساعدات غذائية أميركية مُتجهة لفقراء العالم ومُعلقة في الموانئ مُعرضة للتلف بسبب ترمب.. ما القصة؟

غذاء ومناخ

تسبب دونالد ترمب في تعرض مساعدات غذائية أميركية موجهة لدول العالم المختلفة، خاصة المتعثرة اقتصاديًا وتضم عددًا كبيرًا من الفقراء، إلى التلف، حيث تقبع في الموانئ والسفن والمستودعات بعد خفض تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية  (يو إس إيد)، فما القصة؟

خفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب تمويل الوكالة الأميركية، ما عرض ما قيمته 500 مليون دولار من الأغذية لخطر التلف، وفقًا لتقرير صادر عن هيئة مراقبة حكومية يوم الإثنين 10 فبراير/شباط 2025.

وتقدم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مساعدات إنسانية لأكثر من 100 دولة، وتشتري الغذاء مباشرة من المزارعين والمصنعين الأميركيين، وفقًا لتقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.

وسلط تقرير المفتش العام للوكالة الأميركية للتنمية الدولية الضوء على مخاطر “حماية وتوزيع” 8.2 مليار دولار من المساعدات الإنسانية غير المنفقة، بعد أن أمرت إدارة ترمب بمنح جميع الموظفين تقريبًا إجازة، وبمراجعة برامج المساعدات الخارجية للولايات المتحدة.

وكون الوكالة تشتري سلع المساعدات الغذائية مباشرة من المزارعين والمصنعين الأميركيين، حيث تمثل إسهاماتهم نحو 40% من إجمالي المساعدات الغذائية الدولية، وفقًا لتقرير صادر عام 2021 عن دائرة أبحاث الكونغرس، ومع توقف تمويل الوكالة هناك قلق بين المزارعين بشأن سوق بعض منتجاتهم، بما في ذلك منتجي الذرة الرفيعة في كانساس، وفقًا لصحيفة توبيكا كابيتال جورنال.

مساعدات غذائية أميركية معلقة في الموانئ

في حين لا يزال مستقبل تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ومشترياتها من المزارعين غير واضح، إلا أن هناك حاليًا سلعًا قيمتها 489 مليون دولار من المساعدات الغذائية الأميركية راكدة “في الموانئ، والطرق، والمستودعات؛ معرضة لخطر التلف، واحتياجات التخزين غير المتوقعة، والتحويل”، وفقًا لتقرير المفتش العام للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الصادر يوم الإثنين.

وأضاف التقرير أن 500 ألف طن متري إضافي من السلع الغذائية موجودة حاليًا على متن السفن أو جاهزة للشحن إلى الخارج. وتشتري الوكالة عادة سلعًا مثل القمح وفول الصويا والذرة الرفيعة والبازلاء من المزارعين الأميركيين.

بعض السلع التي تمولها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية – الصورة من الغارديان

وقالت الرئيسة التنفيذية لشركة “سبونفولز”، التي تعيد توجيه الطعام الزائد من محلات البقالة والشركات الأخرى إلى منظمات المساعدة في ماساتشوستس، آشلي ستانلي، لشبكة “سي بي إس بوسطن”: “عندما لا يصل الطعام إلى المكان الذي يحتاج إليه، ينتهي به المطاف في مكب النفايات، وهذا له آثار مدمرة”.

واستهدفت إدارة ترمب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، حيث يسعى الرئيس الأميركي ووزير كفاءة الحكومة، الملياردير إيلون ماسك (مؤسس شركة تيسلا للسيارات الكهربائية) إلى خفض حجم تمويل الحكومة الفيدرالية. وقال ماسك إنه يجب إغلاق الوكالة، واصفًا إياها بأنها “لا يمكن إصلاحها”.

أهداف الوكالة الأميريكية للتنمية الدولية

مستقبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، التي تأسست عام 1961 لمكافحة الفقر وتعزيز الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان والصحة العالمية، أصبح الآن غير مؤكد. ففي يوم الجمعة الماضي، منع قاضٍ فيدرالي إدارة ترمب من وضع 2200 موظف في الوكالة في إجازة إدارية.

ووصف المجلس النرويجي للاجئين، أحد أكبر المجموعات الإنسانية، قطع المساعدات الأميركية بأنه الأكثر تدميراً في تاريخه الممتد 79 عامًا. وقال يوم الإثنين إنه سيضطر إلى تعليق البرامج التي تخدم مئات الآلاف من الأشخاص في 20 دولة.

وقال المجلس في بيان: “سيشعر الأكثر ضعفًا بتأثير هذا بشدة، من بوركينا فاسو المهملة بشدة، حيث نحن المنظمة الوحيدة التي تزود 300 ألف شخص محاصرين في مدينة جيبو المحاصرة بالمياه النظيفة، إلى السودان الممزق بالحرب، حيث ندعم ما يقارب من 500 مخبز في دارفور لتوفير الخبز المدعوم يوميًا لمئات الآلاف من الأشخاص الذين يعانون من الجوع”.

غير أن الأمر لا يتعلق فقط بدعم فقراء العالم بمساعدات غذائية أميركية، لأن المزارعين ليسوا موظفين فيدراليين ولكنهم يلعبون دورًا كبيرًا في بعض البرامج الفيدرالية التي يستهدفها ترمب، وخاصة في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

وبعض هذه البرامج، بما في ذلك الغذاء من أجل السلام، تشتري ما يقارب من 2 مليار دولار من السلع الأميركية مثل الحبوب لمساعدة المجتمعات في جميع أنحاء العالم. وهذا يعني أنه لا يُطعم الناس فحسب، “بل إن مزارعينا يحصلون على رواتبهم أيضًا”، وفق موقع “3 نيوز ناو“.

فقراء العالم يخسرون مساعدات غذائية أميركية – الصورة من الإندبيندنت

قال نائب رئيس السياسات في الرابطة الوطنية لمزارعي القمح، جيك ويستلين: “إن الأمر لا يتعلق بإطعام السكان في مخيم للاجئين حيث قد تكون هناك احتياجات طويلة الأجل، ولكن أيضًا العمل على الاستجابة للكوارث عند حدوثها، ومع تجميد الإنفاق الفيدرالي جاء تجميد المشتريات لتلك البرامج ما ترك ملايين الدولارات من القمح في طي النسيان.”

وأضاف ويستلين: “أعتقد أننا رأينا ما يزيد قليلاً عن 200 ألف طن من القمح المتري بقيمة 65 مليون دولار توقفت عملية شرائها شرائها”.

اقرأ أيضاً

  • يوليو 17, 2025
  • 31 views
قفزة محتملة في الإنتاج الزراعي باكتشاف تقنية جديدة تعزز التمثيل الضوئي

غذاء ومناخ  يخطط باحثو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، لتطبيق تقنية جديدة على أنواع من الروبيسكو، وهو الإنزيم الذي يُحفز عملية التمثيل الضوئي، والتي يمكن استخدامها في النباتات للمساعدة في تعزيز معدلات…

Read more

  • يوليو 16, 2025
  • 45 views
إطلاق الاستراتيجية الوطنية للغذاء في المملكة المتحدة.. تركز على مخاطر المناخ

غذاء ومناخ أُعلنت نسخة جديدة من الاستراتيجية الوطنية للغذاء في المملكة المتحدة. ووضعت الحكومة استراتيجيتها لإصلاح نظام الغذاء، مُحذرةً من أن تغير المناخ، وفقدان الطبيعة، والتدهور البيئي تُشكل خطرًا على…

Read more

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *