غذاء ومناخ
قاد سكر البرازيل تراجع مؤشر أسعار الغذاء العالمي، الذي تصدره منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي؛ بفضل تحسن الطقس.
وتراجع مؤشر أسعار الغذاء العالمي الشهر الماضي بمعدل 124.9 نقطة، بنسبة 1.6% عن مستواها في ديسمبر/كانون الأول. وذكرت (الفاو) اليوم الجمعة 7 يناير/كانون الثاني 2025، أن الهبوط الكبير في الأسعار الدولية للزيوت النباتية والسكر قادت إلى هذا الانخفاض الشهري، وفقًا لبيان تلقته منصة “غذاء ومناخ“.
وكان المؤشر، الذي يتتبع التغيرات الشهرية في الأسعار الدولية لمجموعة من السلع الغذائية المتداولة عالميًا، أعلى بنسبة 6.2% عن الشهر نفسه في 2024، لكنه ظل أقل بنسبة 22% عن ذروته التي بلغها في مارس/آذار 2022.
السكر البرازيلي
هبط مؤشر أسعار السكر بنسبة 6.8% عن ديسمبر/كانون الأول، و18.5% عن مستواه قبل عام، ويرجع ذلك إلى تحسن آفاق العرض العالمي؛ نتيجة للطقس الملائم في البرازيل، إضافة إلى قرار الحكومة الهندية باستئناف صادرات السكر.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، توقعت منظمة جمعيات منتجي قصب السكر أوربلانا، أن تنتج البرازيل 582 مليون طن متري في محصول 2025-2026، بانخفاض 1.35% عن تقديرات 2024-2025 البالغة 590 مليون طن؛ بسبب الجفاف التاريخي وزيادة حرائق الغابات التي أدت إلى هبوط إنتاج قصب السكر في البلاد.
وأعاق الطقس الجاف الذي عاقب المنطقة في الأشهر الأخيرة تطوير قصب السكر. وفي الوقت نفسه، دمرت سلسلة من الحرائق جزءًا من حقول قصب السكر. ومن المتوقع أن يؤدي الضرر الذي يلحق بالنباتات في مراحل مختلفة من إعادة النمو إلى محاصيل أصغر سنا وأقل جودة في الدورة التالية.
وتقدر أوربلانا أن 414 ألف هكتار من قصب السكر، ومناطق إعادة نمو قصب السكر تضررت بسبب الحرائق الأخيرة.
وقال رئيس شركة الاستشارات الزراعية “داتاغرو”، بلينيو ناستاري: “حتى إذا عادت الأمطار إلى طبيعتها بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول، فسيتعين على المطاحن إعطاء الوقت لقصب السكر لينمو ويتطور بشكل مناسب قبل بدء القطع”.
وأضاف خلال مؤتمر الشركة، أن الأضرار التي لحقت بالنباتات التي يتراوح مدة نموها بين 1 و5 أشهر، من المرجح أن تؤدي إلى خفض الدخل الزراعي والصناعي، وفق ما ذكره موقع “آرغوس“.
ولم يكن السكر الوحيد المتراجعة أسعاره في مؤشر أسعار الغذاء العالمي، إذ هبطت أسعار الزيوت النباتية بنسبة 5.6% عن الشهر السابق، عكسًا للزيادة الأخيرة، على الرغم من أنه ظل أعلى بنسبة 24.9% عن العام الماضي.
وكان انخفاض يناير/كانون الثاني مدفوعًا بشكل أساسي بتراجع الأسعار العالمية لزيوت النخيل وبذور اللفت، في حين استقرت أسعار زيوت الصويا وعباد الشمس مستقرة.
كما انخفض مؤشر أسعار اللحوم بنسبة 1.7%، إذ تجاوزت تراجعات أسعار لحوم الأغنام والخنازير والدواجن الدولية زيادات أسعار لحوم الأبقار.
الزيادات في مؤشر أسعار الغذاء العالمي
ارتفعت بعض السلع على مؤشر أسعار الغذاء العالمي في يناير/كانون الثاني الماضي، مثل الحبوب ومنتجات الألبان. وزادت الحبوب بصورة هامشية، بنسبة 0.3% عن ديسمبر/كانون الأول، لكنه ظل أقل بنسبة 6.9% عن مستواه في الشهر نفسه في 2024.
ولم تشهد أسعار تصدير القمح سوى انخفاض طفيف، في حين ارتفعت أسعار الذرة، ويرجع ذلك، جزئيًا، إلى هبوط توقعات الإنتاج والمخزون في أميركا.
كما تراجع مؤشر الأرز بنسبة 4.7%، وسط إمدادات وفيرة قابلة للتصدير.
وصعد مؤشر أسعار الألبان بنسبة 2.4%، مقارنة بديسمبر/كانون الأول الماضي، وارتفع بنسبة 20.4% عن مستواه في يناير/كانون الثاني 2024.
كان الارتفاع مدفوعًا بصعود شهري بنسبة 7.6% في أسعار الجبن الدولية، والتي تفوقت على الانخفاضات في أسعار الزبدة ومسحوق الحليب.
توقعات جديدة لمحاصيل الحبوب
أصدرت (الفاو) موجزًا جديدًا عن العرض والطلب على الحبوب اليوم، أيضًا، مع رؤى جديدة حول اتجاهات المحاصيل في عام 2025.
وانتهى موسم زراعة القمح الشتوي في نصف الكرة الشمالي في يناير/كانون الثاني، وهناك مؤشرات مبكرة توضح زيادة البذر في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وانخفاض في الاتحاد الروسي، تأثرًا بظروف الطقس.
ويبدأ حصاد الذرة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية في الربع الثاني من عام 2025. وهناك مؤشرات على تحسن الغلة في الأرجنتين والبرازيل، في حين دفعت أسعار الذرة المرتفعة إلى زيادة في المزروعات في جنوب أفريقيا.
ورفعت (الفاو) توقعاتها لاستهلاك الحبوب العالمي في 2024/2025، بنسبة 0.9% إلى 2869 مليون طن، مدفوعًا في المقام الأول بالاستخدام المتوقع الأعلى للذرة لتغذية الحيوانات.
ومن المتوقع -أيضًا- أن تنخفض مخزونات الحبوب العالمية بنسبة 2.2% بحلول نهاية المواسم في عام 2025، ويرجع ذلك -في الغالب- إلى الانكماش الكبير المتوقع في مخزونات الذرة في أميركا. ومن المتوقع أن تنخفض نسبة مخزونات الحبوب العالمية إلى الاستخدام في 2024/2025، ولكنها ستظل عند “مستوى مريح” يبلغ 29.8%.
كما توقع تقرير (الفاو) أن يتقلص حجم التجارة الدولية في الحبوب في 2024/2025 بنسبة 5.6%، مقارنة بالعام السابق إلى 483.5 مليون طن، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى انخفاض الطلب من الصين على الشعير والذرة والقمح.
وراجعت (الفاو) توقعاتها للإنتاج العالمي في عام 2024، وخفضتها إلى أقل بقليل من 2841 مليون طن، بتراجع 0.6% عن عام 2023. ويعكس التوقع الجديد انخفاضًا كبيرًا في إنتاج الذرة في أميركا، حيث أدى الإجهاد الرطب في أواخر الموسم إلى الحد من الغلة.
وفي الوقت نفسه، جاءت تقديرات الإنتاج الرسمية للأرز في الصين ومالي ونيبال وفيتنام أعلى من المتوقع، ما أدى إلى توقعات جديدة للإنتاج العالمي بمقدار 539.4 مليون طن في 2024/2025، بزيادة سنوية بنسبة 0.9%، وأعلى مستوى على الإطلاق.
