حرائق الغابات في لوس أنجلوس تضرب محاصيل الأفوكادو والكروم والليمون

غذاء ومناخ

تستمر حرائق الغابات في لوس أنجلوس، والتي بدأت الأسبوع الماضي، في تهديد المجتمعات في المدينة وحولها، فيما يواجه القطاع الزراعي، المعروف بمحاصيله المتنوعة، تحديات غير مسبوقة؛ مهددة مزارع الأفوكادو والكروم والليمون، وبتعطيل الإنتاج الغذائي المحلي وسبل العيش.

ورغم أن حريق باليساديس يمتد على مساحة 22660 فدانًا، لم تسيطر قوات الإطفاء إلا على 11% فقط، ما يهدد برينتوود ووادي سان فرناندو الغربي، وفقًا لتقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.

ويواجه المزارعون في جميع أنحاء جنوب كاليفورنيا احتمال حدوث أضرار مدمرة لمحاصيلهم بسبب حرائق الغابات في لوس أنجلوس.

ومن بين هؤلاء، جوليا زورثيان وعائلتها، والتي تعمل في مزرعة زورثيان في ألتادينا، كاليفورنيا، منذ أن اشترى جدها العقار في أربعينيات القرن الماضي.

وكانت تلك الأرض قد استضافت معسكرات صيفية، وعلمت الناس كيفية حلب الماعز وزراعة أشجار الحمضيات والمكسرات. ولكن دمر حريق إيتون مجتمعهم و39 فدانًا من أصل 40 فدانًا من المزرعة، ما ترك الأسرة بدون مصدر رزق أو منزل.

وقالت زورثيان لـ”إيه بي سي نيوز“: “إنه أكثر جنونًا ما يمكن لأي شخص أن يتخيله عن الحريق..الأماكن التي اعتقدنا أنها ستكون آمنة لحفظ الأشياء التي ربما لن تتضرر انتهى بها الأمر إلى الاحتراق”.

وأضافت المديرة التنفيذية لمجلس سياسة الغذاء في لوس أنجلوس، ألبا فيلاسكيز، أن المزارعين يواجهون عقبتين، وهما التحديات الاقتصادية وجودة الهواء.

وتابعت فيلاسكيز أن نحو 24 مزرعة متأثرة بحريق إيتون حاليًا، مع زيادة الأعداد يوميًا، وذلك قد يشمل مشكلات تتعلق بجودة الهواء أو النيران أو الدخان أو التأثيرات الاقتصادية فقط.

بينما قالت زورثيان: “سنعيد البناء، لكن لن يكون الأمر كما كان أبدًا. كان ذلك يعادل 80 عامًا من العمل”.

وأشار مدير الدعوة السياسية في مكتب مزارعي كاليفورنيا، بيتر أنسيل، إلى أن الدخان يشكل تهديدًا خاصًا، بما في ذلك “للناس والحيوانات في المزارع أو المنتجات النهائية نفسها”.

وفي عام 2020، أدى الدخان الناجم عن حرائق الغابات القريبة إلى تدمير المحاصيل في مزارع الكروم في منطقة النبيذ.

حرائق الغابات في لوس أنجلوس وصعوبة بيع المحاصيل

لا يزال المزارعون الآخرون الذين لا يواجهون دخان أو لهيب حرائق الغابات في لوس أنجلوس يكافحون لبيع سلعهم، حيث أُغلق العديد من أسواق المزارعين في مقاطعة لوس أنجلوس أو باتت تستقبل عدد محدود من الزوار.

وقال مالك مزارع عائلة أندروود في موربارك، كاليفورنيا، كريج أندروود،  إن الظروف الخطيرة منعت الطاقم من حضور سوق برينتوود، كما أدت جودة الهواء الرديئة إلى قلة الزوار في سوق باسادينا، ما دفع إلى انخفاض مبيعاتهم بشكل كبير.

وأضاف: “ستكون هناك تأثيرات اقتصادية طويلة الأجل. نحن نعتمد على أسواق المزارعين لبيع الكثير من هذه المنتجات”.

فروع شجرة ليمون تتدلى من منزل محترق في كاليفورنيا – الصورة من يو إس إيه توداي

وأدت الرياح المدمرة في الأسبوع الماضي إلى انقطاع التيار الكهربائي عدة مرات في مزرعة أندروود، وزادت من خطر ندب الليمون. وحتى تهدأ الهبات، ستظل المزرعة مغلقة.

وقال أندروود: “في الوقت الحالي، سوق الليمون ليست قوية، لذا فإن تدهور جودة منتجاتنا يؤلمنا حقًا. تُباع الفواكه والخضروات حسب المظهر مثل أي شيء آخر”.

وفي حين لم تندلع حرائق كبيرة في الجنوب في مقاطعة سان دييغو، لا تزال الرياح القوية غير الطبيعية تسبب دمارًا في المزارع.

وقال آندي ليال، وهو مزارع من الجيل الرابع للحمضيات والأفوكادو في وادي باوما، كاليفورنيا، شمال سان دييغو، وهو جزء من شركة عائلية متماسكة يعود تاريخها إلى عام 1933، إنه معتاد على الهبات القوية، لكن رياح سانتا آنا العنيفة التي أججت حرائق الغابات الأخيرة في كاليفورنيا كانت غير متوقعة تمامًا.

وأضاف ليال: “مررنا بالكثير من الرياح، لكن هذه الرياح ضربتنا بقوة”.

وفقد ليال نحو 50% من محصول الأفوكادو بسبب رياح الحريق المدمرة، وقال: “هذه الرياح الكارثية، التي دارت عبر أشجار الأفوكادو، دمرت نصف المحاصيل”.

ويعد الأفوكادو رابع أكبر محصول في المنطقة، وفقًا لمكتب مزارع مقاطعة سان دييغو. لكن ليال قال إن الدمار الناجم عن هذه الرياح سيغير هذه الأرقام، “هذا سيضر حقًا بإمدادات الأفوكادو، فهو محصول مهم نزرعه في مقاطعتنا وهذا سيؤثر بالتأكيد على الإمدادات الآمنة المنتجة محليًا والتي ستكون في المتاجر في الربيع والصيف المقبلين”.

برنامج المساعدة في حالات الكوارث

توصي وزارة الأغذية والزراعة في كاليفورنيا، المزارعين الذين عانوا من خسارة المحاصيل بالبحث في برنامج المساعدة في حالات الكوارث غير المؤمنة، والذي “يدفع للمنتجين المغطاة للمحاصيل المغطاة غير القابلة للتأمين عند انخفاض الغلة أو فقدان المخزون”.

وفي سياق متصل، قيمت مجموعة “فارموناوت”، التي تعمل على حلول واقعية للمشكلات التي يتعامل معها المزارعون، تأثير حرائق الغابات في لوس أنجلوس على الزراعة.

وقالت إن بساتين الأفوكادو فقدت 3500 فدان، وخسارة اقتصادية محتملة تبلغ 15 مليون دولار، وقدرت مدة التعافي المحتملة بـ 24- 36 شهرًا.

وخسرت حقول الكروم 2800 فدان، ولديها خسائر اقتصادية محتملة تبلغ 20 مليون دولار، ووقت تعافي من 36 إلى 48 شهرًا.

وفقدت مزارع الخضروات 1200 فدان، وخسارة اقتصادية محتملة تبلغ 5 ملايين دولار، وتقديرات وقت التعافي من 6 إلى 12 شهرًا.

كما خسرت بساتين الحمضيات 2000 فدان، وخسارة اقتصادية محتملة تبلغ 10 ملايين دولار، وتقديرات وقت التعافي من 18 إلى 24 شهرًا.

أشجار أفوكادو وبرتقال في كاليفورنيا – الصورة من مزر جونز

وخسرت مراعي الماشية 5000 فدان، وخسارة اقتصادية محتملة تبلغ 8 ملايين دولار، وتقديرات وقت التعافي من 12 إلى 18 شهرًا.

موضوعات ذات صلة

  • يونيو 7, 2025
  • 15 views
صناعة الأغذية والزراعة تحتاج زيادة التمويل 12 ضعفا  لتحقيق الأهداف المناخية

غذاء ومناخ خلص تقرير تحليلي حديث إلى أن صناعة الأغذية والزراعة تحتاج تمويلًا يزيد بمقدار 12 ضعفًا عن المستويات الحالية، لتقليل أثرها البيئي بما يتماشى مع أهداف المناخ العالمية، وفق…

Read more

  • يونيو 4, 2025
  • 28 views
قش الأرز وسيلة مزارعي نيبال للحفاظ على المياه في التربة من الجفاف

غذاء ومناخ نجح عدد من مزارعي نيبال من الاستفادة من قش الأرز لمقاومة الجفاف وخفض استهلاك المياه في الأرض الزراعية، ما انعكس إيجابًا على إيرادات تلك المناطق المهمشة. ويأتي ذلك…

Read more

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *