غذاء ومناخ
هبط مؤشر أسعار الغذاء العالمي في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بينما تراجع مؤشر أسعار الألبان، مسجلاً أول انخفاض بعد 7 أشهر متتالية من الزيادات، وسجلت الزبدة أكبر نزول، منهية سلسلة من الارتفاعات المستمرة خلال 14 شهرًا.
وأفادت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، الجمعة 3 يناير/كانون الثاني 2025، أن مؤشر أسعار السلع الغذائية العالمي انخفض الشهر الماضي، مقارنة بالشهر السابق له، وفقًا لبيان تلقته منصة “غذاء ومناخ“.
وبلغ مؤشر أسعار السلع الغذائية العالمي 127.0 نقطة في ديسمبر/كانون الأول 2024، بانخفاض 0.5% عن مستواه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إذ عوض الانخفاض في مؤشرات أسعار السكر والزيوت النباتية والحبوب ومنتجات الألبان عن الزيادات في اللحوم.
أسعار الزبدة في مؤشر أسعار السلع الغذائية العالمي
بلغ متوسط مؤشر الفاو لأسعار منتجات الألبان 138.9 نقطة في ديسمبر/كانون الأول، بانخفاض شهري 0.7%، لكنه ظل أعلى بمقدار 20.2 نقطة (17%) عن مستواه قبل عام.
وسجلت أسعار الزبدة أكبر انخفاض، منهية بذلك سلسلة من الزيادات المستمرة استمرت 14 شهراً، بسبب ضعف الطلب العالمي وتراكم المخزونات.
وبالمثل، انكمش سعر الجبن ومسحوق الحليب منزوع الدسم، بسبب ضعف الطلب الدولي. وعلى النقيض من ذلك، ارتفعت أسعار مسحوق الحليب الكامل دولياً، مدعومة بزيادات الأسعار في أوقيانوسيا الناجمة عن الطلب العالمي القوي، وخاصة في آسيا، إلى جانب المخزونات الضيقة في أوروبا الغربية بسبب انخفاض إنتاج الحليب موسمياً.
وفي إجمالي العام الماضي (2024)، بلغ متوسط مؤشر الفاو لأسعار منتجات الألبان 129.6 نقطة، بزيادة 5.8 نقطة (4.7%) عن عام 2023. ويعزى هذا الارتفاع الحاد في أسعار الزبدة، على خلفية الطلب العالمي المرتفع والإمدادات المقيدة القابلة للتصدير، نتيجة لأنماط الطقس غير المنتظمة التي أثرت سلبًا على الإنتاج.
وبلغ متوسط مؤشر الفاو لأسعار الزيوت النباتية 163.3 نقطة في ديسمبر/كانون الأول، بانخفاض 0.9 نقطة (0.5%) على أساس شهري، ولكن لا يزال أعلى بنسبة 33.5% من مستواه في العام السابق.
ويعكس الانخفاض الهامشي للمؤشر بشكل أساسي تراجع أسعار زيت الصويا وبذور اللفت وعباد الشمس، ما يعوض أكثر من ارتفاع أسعار زيت النخيل قليلاً.
في ديسمبر/كانون الأول، ارتفعت أسعار زيت النخيل الدولية في المتوسط بنسبة 2% عن الشهر السابق، مدفوعة إلى حد كبير بإمدادات منخفضة لمدة طويلة في الدول المنتجة الرائدة في جنوب شرق آسيا.
وعلى النقيض من ذلك، انخفضت أسعار زيت الصويا العالمية بشكل معتدل، مدعومة بآفاق وفرة الإمدادات العالمية وضعف الطلب إلى حد ما في أميركا. وفي الوقت نفسه، انخفضت -أيضًا- أسعار زيت بذور اللفت وعباد الشمس العالمية بسبب انكماش الطلب.
وبالنسبة لعام 2024 ككل، بلغ مؤشر أسعار الزيوت النباتية لمنظمة الأغذية والزراعة 138.2 نقطة، بزيادة 11.9 نقطة أو 9.4% عن عام 2023؛ وسط تقلص الإمدادات العالمية.
وبلغ متوسط مؤشر أسعار الحبوب 111.3 نقطة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهو ما ظل ثابتًا نسبيًا عن نوفمبر/تشرين الثاني، و11.5 نقطة (9.3%) أقل من مستواه قبل عام.
هبوط أسعار لحوم الخنزير والدواجن
في حين انخفض مؤشر أسعار السلع الغذائية العالمي، بلغ متوسط مؤشر أسعار اللحوم 119.0 نقطة الشهر الماضي، بزيادة شهرية تبلغ 0.4%، مسجلاً انتعاشًا بعد 3 أشهر من الانخفاضات المتتالية.
وعند هذا المستوى، بلغ المؤشر 7.9 نقطة (7.1%) فوق قيمته المقابلة قبل عام.
وكان الارتفاع مدفوعًا في المقام الأول بزيادة أسعار لحوم الأبقار، نتيجة للطلب العالمي القوي؛ إلى جانب قيود الإنتاج بسبب عمليات الإغلاق الروتينية للصيانة في نهاية العام في مصانع المعالجة في البلدان المصدرة الرئيسة.
وعلى نحو مماثل، ارتفعت أسعار لحوم الأغنام الدولية، مدعومة بانخفاض توافر الذبح في أستراليا بعد تحسن ظروف المراعي بسبب هطول الأمطار الأخيرة، ما شجع على زيادة الاحتفاظ بالثروة الحيوانية، إلى جانب الطلب العالمي المستدام.
على النقيض من ذلك، انخفضت أسعار لحوم الخنزير، مدعومة بالطلب الاستهلاكي الأضعف من المتوقع في الاتحاد الأوروبي قبل العطلات الشتوية. وفي الوقت نفسه، سجلت أسعار لحوم الدواجن انخفاضًا طفيفًا بسبب الإمدادات التصديرية الوفيرة من البرازيل.
وفي كل عام 2024، بلغ متوسط مؤشر أسعار اللحوم للفاو 117.2 نقطة، بزيادة 3.1 نقطة (2.7%) عن عام 2023، مدفوعًا بالطلب القوي على الواردات من البلدان الرئيسة المستوردة للحوم، وسط تباطؤ نمو الإنتاج العالمي.
وقد أدى ذلك إلى استمرار ارتفاع متوسط أسعار لحوم الأبقار والأغنام والدواجن، في حين انخفضت أسعار لحوم الخنزير المتوسطة، بسبب ضعف الطلب على الواردات، وخاصة من الصين.
وبلغ متوسط مؤشر أسعار السكر 120.0 نقطة في ديسمبر/كانون الأول، بانخفاض 6.4 نقطة (5.1%) عن نوفمبر/تشرين الثاني، مسجلاً انخفاضًا شهريًا ثانيًا على التوالي وبلغ 14.2 نقطة (10.6%) أقل من قيمته في ديسمبر/كانون الأول 2023.
وكان الانخفاض في أسعار السكر العالمية؛ مدفوعًا بإنتاج سكر أكبر من المتوقع في البرازيل في النصف الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، وضعف الريال البرازيلي مقابل الدولار الأميركي.
كما أسهم تحسن توقعات حصاد محاصيل قصب السكر اعتبارًا من أبريل/نيسان 2025 في البرازيل، وموسم التكسير الجاري (حصاد القصب) في الهند وتايلاند، حيث تعمل المصانع بكامل طاقتها، في انخفاض أسعار السكر العالمية.
وبالنسبة لعام 2024، بلغ متوسط مؤشر أسعار السكر لمنظمة الأغذية والزراعة 125.8 نقطة، بانخفاض 19.2 نقطة (13.2%) عن عام 2023، وهو ما يعكس بشكل أساسي الصادرات القياسية المرتفعة من البرازيل خلال العام وتوقعات العرض العالمية الإيجابية لموسم 2024/25.
