غذاء ومناخ
استنبطت وزارة الزراعة 8 أصناف جديدة من تقاوي الطماطم في مصر، ذات قدرات كبيرة على مقاومة الآفات والظروف المناخية الصعبة.
وأعلنت وزارة الزراعة الزراعة واستصلاح الأراضي المصرية، نجاح البرنامج القومي لإنتاج تقاوي محاصيل الخضر، في استنباط الأصناف الجديدة، اليوم الأربعاء 1 يناير/كانون الثاني 2025، وفق بيان تلقت منصة “غذاء ومناخ” نسخة منه.
والطماطم من المحاصيل المهمة في سلة الصادرات أو الاستهلاك المحلي، إذ إنها من المكونات الرئيسة في معظم وجبات المصريين.
وتزرع مصر 500 ألف فدان سنويًا، وتنتج ما يزيد عن 6 ملايين طن، تصدر 3% طازجة، لكن الكميات الأكبر التي تبيعها إلى الخارج تكون في صورة معجون الطماطم أو هريس الطماطم.
وتُزرع الطماطم في مصر طوال العام من خلال 3 عروات، نظرًا لملائمة المناخ لها، وهو ما دعا شركة “كاري فود” السعودية إلى الاستثمار في مصنع لإنتاج معجون وهريس الطماطم في مدينة السادات (غرب العاصمة القاهرة).
غير أن نقابة الفلاحين اشتكت في سبتمبر/أيلول الماضي، من خسائر محصول الطماطم نتيجة لارتفاع درجة الحرارة عن مستواها الطبيعي في مثل هذا الوقت من العام.
وتتعرض مصر لموجات حرارة حادة منذ عامين، أثرت سلبًا في المحاصيل الزراعية وتوليد الكهرباء، وهو ما أدى إلى قطع التيار الكهربائي لمدة ساعتين يوميًا الصيف الماضي.
تقاوي الطماطم الجديدة في مصر
اطلع وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، علاء فاروق، على أصناف تقاوي الطماطم الجديدة في مصر، والتي استنبطها مركز البحوث الزراعية؛ ممثلا في معهد بحوث البساتين والبرنامج القومي لإنتاج تقاوي الخضر، والشراكة مع عدد من شركات القطاع الخاص.
ووفق البيان، فإن الأصناف الجديدة التي تم تقييمها واختيارها من بين 15 صنفًا، من أنواع ذات الثمار البلحية والكروية، والمناسبة للأذواق المختلفة للمستهلكين، تتميز بإنتاجيتها العالية، حيث تتراوح بين 35 و40 طنًا للفدان، فضلا عن مقاومتها للأمراض والآفات، وملائمتها للظروف المناخية الصعبة.
وأشار البيان إلى أنه يجرى حاليًا الانتهاء من تسجيل صنفين مميزين منهم، وإنهاء باقي إجراءات التقييم الواسعه للأصناف الستة الأخرى.
وطلب وزير الزراعة التوسع في استنباط أصناف جديدة من محاصيل أخرى للخضر، لتقليل فاتورة الاستيراد من الخارج، وتوفير البذور والتقاوي المصرية للمزارعين بأسعار مناسبة.
وأكد فاروق على أهمية الشراكة مع القطاع الخاص، ودمجها في جهود التنمية الزراعية، للإسهام في تحقيق الأمن الغذائي في البلاد.
حرارة الصيف
قال نقيب الفلاحين في مصر، حسين عبدالرحمن أبوصدام، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن بلاده تحتل المركز السادس عالميًا في إنتاج الطماطم، والأول عربيًا وأفريقيًا.
وأضاف أن زراعة الطماطم في مصر تجري من خلال 3 عروات، مشيرًا إلى أن العروة الصيفية؛ والتي تُزرع في المدة بين شهري فبراير/شباط ومايو/أيار، والإنتاج يبدأ في يونيو/حزيران حتى أغسطس/آب، وعادة ما تمتد على مساحة 250 ألف فدان من بين الـ 500 ألف فدان التي تزرعها البلاد، تقلصت مساحتها الصيف الماضي إلى أقل من 200 ألف فدان.
وأرجع أبو صدام انخفاض المساحة المنزرعة بشجيرات الطماطم في مصر؛ إلى ارتفاع تكلفة الزراعة وخسارة الفلاحين في المواسم السابقة، إضافة إلى انخفاض الإنتاج إلى أقل من 15 طنًا للفدان بسبب ارتفاع الحرارة.
وتابع أن ارتفاع الحرارة أدى إلى تساقط الأزهار، وأثر سلبًا في نمو النباتات، وزاد من انتشار الأمراض، في وقت قيدت التكلفة الزائدة للأسمدة والمبيدات يد الفلاح عن مقاومة هذه الظاهرة.
وأدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الطماطم في مصر في هذا الوقت بمقدار 5 أضعاف تقريبًا، وفق أبوصدام، الذي أشار إلى أن الطماطم تُعد خامس أهم محصول زراعي بعد الأرز والقمح والذرة والبطاطس في مصر.
وحققت مصر إيرادات قياسية من بيع معجون الطماطم والهريس في السوق العالمية في عام 2022، وفق موقع “إيست فروت”.
وفي عام 2022، حققت مصر 57 مليون دولار من تصدير معجون الطماطم والبوريه، وهو ما يزيد بنسبة 50% عن رقم العام السابق. علاوة على ذلك، على مدى السنوات الخمس (من 2016-2021)، نمت عائدات صادرات هذا المنتج بنحو ستة أضعاف.
ونمت صادرات معجون الطماطم من مصربسرعة ملحوظة. وظلت دول الاتحاد الأوروبي سوق التصدير الرئيسة للمنتجات المصرية.
وعلى مدى السنوات الخمس (من 2016-2021)، تضاعفت عائدات إمدادات معجون الطماطم من مصر في هذا الاتجاه بأكثر من خمسة أضعاف. في السابق، كانت مصر تصدر معجون الطماطم بشكل أساسي إلى إيطاليا، بينما احتلت بولندا مكانها بعد خمس سنوات. وكانت بولندا هي التي جلبت للمصنعين المصريين أعلى إيرادات بقيمة 10 ملايين دولار بين جميع البلدان في عام 2022.
وفي أبريل/نيسان الماضي، أعلنت شركة “كاري فوودز اندستريز” السعودية، عن مشروع إنتاج معجون وهريس الطماطم في مصر، واستثمار 35 مليون يورو؛ بسبب إنتاج الطماطم 300 يوم / سنة، حيث تتوفر المنتجات الطازجة على مدار العام.
وبدأت شركة كاري أعمالها بخط معالجة بسعة 600 طنًا يوميًا من الطماطم، وفق “ذا توماتو كونفرينس“.
